|
حين يكشف الرئيس الجزائري عن وجهه بدون خجل وبدون حياء
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 20:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من بين المستملحات التي جادت بها ملكت السيد الرئيس عبدالمجيد تبون ، انه لا يزال يتكلم عن دول حركة عدم الانحياز ، التي من المفروض ان تكون قد انتهت بتفكيك ، وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق ، فعدم الانحياز مِنْ مَنْ ؟ والحال ان النظام العالمي الجديد ، وبفعل التطورات السريعة والمتلاحقة التي فجئت العالم ، انتقل من نظام القطبين ، الى نظام القطب الواحد . ان مناسبة التذكير بهذه الحقيقية ، هو الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري من لقاء عدم الانحياز الافتراضي ، الى مجلس الامن يدعوه فيها الى التدخل لوضع حد لما سمّاه فخامته ، بالاحتلال والاستعمار المغربي للصحراء الغربية ، وهو اتهام يُنمّ عن درجة الحقد ، التي ملكت وتملك نفسيه الرئيس ، سليل عبدالعزيزبوتفليقة . وقبله بيوم او يومين على ابعد تقدير ، و خلال ندوة صحفية اجراها فخامته مع الصحافة الجزائرية ، قال بالحرف الواحد ، انّ الجزائر لن تلجأ للاقتراض من المؤسسات البنكية العالمية ، لكن السبب ، ليس لان المديونية العالمية ترهن البلد والاجيال الحالية والقادمة للإملاءات الدولية للدول المالكة لتلك الابناك ، بل ان السبب في رفض الاستدانة ، وكما قال فخامته ، أنها ستعرقل الأدوار القذرة التي يلعبها النظام في نزاع الصحراء الغربية ، وحتى يمرر خطابه العدائي السخيف ، وبشيء من الشعبوية القديمة للأنظمة الستالينية ، لم يجد الرئيس من وسيلة لتبرير اطماعه في التراب المغربي ، غير الربط بين القضية الفلسطينية التي انتهت بسبب خيانة القيادة الفلسطينية ، سواء قيادة رام الله ، او قيادة غزة ، وبسبب خيانة الأنظمة السياسية العربية التي وظفت القضية الفلسطينية في خدمة أنظمتها التي منها من تهاوى ، ومنها من سيتهاوى مستقبلا ، وهنا السؤال : ما العلاقة بين القضية الفلسطينية التي كانت تعتبر بحق ، قضية الاحرار والشرفاء عبر العالم ، وقضية كل العرب والمسلمين ، وبين قضية الصحراء المغربية التي هي قضية مغربية خالصة ، وليست بقضية عربية ، ولا إسلامية . بل حتى في أوْج دول حركة الانحياز ( عدم الانحياز ) ، فالحركة كانت مجرد اسم بدون مسمى ، لان الدول التي كانت تنتمي الى الحركة ، وتدعي عدم انحيازها ، كانت منحازة الى هذا المعسكر او ذاك ، فكوبا مثلا ، ومصر ، والجزائر ، والفيتنام ، وسوريا ، واليمن الجنوبي ... كانت تنحاز الى المعسكر ( الاشتراكي ) ، في حين نجد المغرب ، والسنيغال ، وتونس .... لخ كانت تنحاز الى المعسكر الرأسمالي ، وهو ما كان يؤثر على تسمية حركة عدم الانحياز التي كانت بحق منحازة .... ، وتجاوزا لهذه الحقيقة ، ولنفرض ان الحركة لا تزال موجودة ، فهل هناك من شخصيات تضاهي وتماثل ، جمال عبدالناصر ، سيكوتوري ، نكروما ، هوفيت بوانيي ، جوزيف بروز تيتو، طوماس سنكارا ... ام انّ الزمن الرديء يقبل بالجمل وبما حمل ، على شاكلة سلمان وابن سلمان ، وآل زيدان ، ونهيان جرابيع الصحاري القاحلة ، والوديان الجافة . --- ان تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للصحافة الجزائرية ، بان الجزائر رغم ازمتها البنيوية ، لن تلجأ الى الاقتراض والاستدانة من صندوق النقد الدولي ، لأن الاستدانة ستحد من دورها التخريبي ضد الوحدة الترابية للمغرب . --- وان الرسالة التي وجهها خلال المؤتمر الافتراضي لحركة عدم الانحياز ، الاسم بدون مسمى ، الى مجلس الامن يدعوه فيها الى اتخاذ الإجراءات الضرورية ، لوضع حد لما سمّاه بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية . --- وانّ فقدان النظام الجزائري ، وبالضبط الرئيس عبدالمجيد تبون لصوابه وعقله ، وفقدانه لأعصابه عندما شرعت عشر دول افريقية في فتح قنصليات لها بالأراضي المتنازع عليها من الصحراء ، وبالضبط بمدينة العيون ، وبمدينة سمارة والداخلة ، وهذا اعتراف صريح من هذه الدول الافريقية بمغربية الصحراء . -- وان الإيعاز لجبهة البوليساريو الرديف للجيش الجزائري ، بتنظيم مناورات فلكلورية / عسكرية بالمناطق الخارجة عن الجدار الصخري والرملي ، من جهة لتذكير الاخرين من أوربيين ومجلس الأمن بشيء يسمى ب ( القضية الصحراوية ) ، ومن جهة لامتصاص غضب الصحراويين الذين ضاقوا درعا من سنوات العجاف التي عمّرها هذا النزاع المفتعل ، وبدون النجاح في إيجاد حل له ينهي معاناة ، ومآسي المحتجزين الذين يحاصرهم الجيش الجزائري اليوم بسبب عدم الثقة فيهم .. --- وان الاستمرار في تزويد رديف الجيش الجزائري ( الجيش الصحراوي ) بالأسلحة ، من مزنجرات ، و ذبابات ، وشاحنات ، ومدافع مختلفة ، وبما فيها المضادة للطائرات ، ومحروقات ... --- وان لعب النظام الجزائري دور المحامي الفاشل ، في الدفاع عن قضية تم حسمها نهائيا بمقلب 1991 ، الذي تخلت فيه الجبهة وبأمر من الجزائر عن البندقية ، وارتماء النظام الجزائري ، ومن خلاله البوليساريو في مفاوضات عقيمة فاشلة ، و كانت في الحقيقة ملهات للوقت الذي بدّد أطماع النظام الجزائري الذي كان يَنْصبّ على محاذاة مياه الأطلسي ، العصية عن الجزمات الجزائرية التي لن تطئها ابدا ما دام مغربي واحد حر على قيد الحياة ....... الخ هو دليل ان الصراع حول الصحراء الغربية ، هو صراع بين النظام الجزائري ، وبين النظام المغربي ، لأنه وبسبب تورط الجميع فيه ، اصبح صراع وجود لا صراع حدود ، لان الطرف الذي سيخسره سيخسر نظامه ودولته . ان الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الى مجلس الامن ، هي رسالة استجداء ، والتماس ، وهي رسالة ستبقى فارغة المضمون ، لأنها أضحت جد متأخرة عن اجتماع الإحاطة الأخير لمجلس الامن ، الذي كان صفعة للنظام الجزائري ولرديفهم جبهة البوليساريو . فكيف للرئيس الجزائري وبحقد اعمى بصيرته ، ان يدعو مجلس الامن بنقض قرارات اجتماع الإحاطة الأخير ، الذي ركز فقط على الحل المقبول ، والمتفق عليه ،والحل المنطقي والمعقول ؟ ان الرسالة الرئاسية هذه ، كانت صيحة في وادٍ ، وكانت بمثابة تعبير ساطع عن فقدان الامل ، واصطدام النظام الجزائري بالحقيقة المرة التي سيتجرعها اكثر من تجرع السم . ولنا ان نطرح السؤال : هل هناك من علاقة بين ان يدلي الرئيس الجزائري ، وبنبرة الشخص الفاقد للأمل ، والمصدوم من مواقف مجلس الامن ، والجمعية العامة ، بجواب يربط الاقتصاد الجزائري بقضية الصحراء ، أي التضحية بالاقتصاد الوطني من اجل الجمهورية الصحراوية ، ويذهب بعيدا في هذا التصرف الارعن ، بتوجيه رسالة في الامر الى مجلس الامن ، يدعوه فيها الى التدخل لوضع حد لما سمّاه بالاحتلال ، والاستعمار المغربي ، وبين تصريح وزير الدافع الصحراوي السابق ، والوزير المستشار رئيس جيش الاحتياط محمد البشير بوهالي ، الذي هدد مؤخرا بحتمية العودة الى الحرب كخلاص وحيد ، بعد ان خيب أملهم مجلس الامن ، والأمم المتحدة ، ومباشرة بعض القضاء على الوحش كورونا ؟ وبصيغة أخرى ، هل رسالة عبدالعزيز تبون اليتيمة الى مجلس الامن ، وهو يعرف انه ليست لها قيمة ، وجوابه على أسئلة الصحافيين بإلقاء كل اقتصاد ، وثروات الشعب الجزائري في خدمة ، ومن اجل معركة الصحراء الغربية ، مع تصريح محمد ولد البشير البوهالي بالعودة الى البندقية بعد القضاء على الوحش كورونا ، هو تحضير لشيء تم طبخه في الدهاليز ، سيما وان النظام الجزائري اضحى من أي وقت مضى مقتنعا باستحالة الأمم المتحدة إيجاد حل ينتهي بالانفصال ؟ ان تصريح الرئيس الجزائري للصحافة ، ورسالته الى مجلس الامن ، لم يأتيان صدفة ، لكنهما يعبران عن شيء غير عادي ينتظر المنطقة ، بعد ان يكون النظام قد تحلل من المسؤولية ، ورمى بها على عاتق مجلس الامن ، وكما سبق وقلت في دراسات سابقة ، ان العد العكسي للصراع يقترب من رقمه الأخير ، وكنت قد اعتبرت ان نهاية 2021 ستشهد تحولا بالمنطقة ، أي الحرب ، فلربما قد نشهد توثرا عسكريا بعد نهاية الصيف القادم ، وبداية 2021 . ان النظام الجزائري الذي تورط في جريمة الإساءة ، والاعتداء على المغرب ، باشتغاله على مشروع بتر ترابه ، لصالح جمهورية يحلم ان يدخل معها في اتحاد كنفدرالي ، لكي تصل جزمات اقدامه النتنة مياه الأطلسي ، وتصبح الصحراء الغربية جزءا منه ، بعد ان ابتلع الصحراء الشرقية المغربية ، اضحى اليوم مع السقوط المدوي لأثمنة البترول ، والحراك الشعبي الذي ينتظره بعد الانتهاء من الوحش كورونا ، مهددا في وجوده ، وحتى يلتف على ما يتهدده من اخطار في الوجود ، لم يجد امامه غير القاء كل الاقتصاد الجزائري في خدمة انفصال الصحراء عن المغرب ، لأنه إن نجح في ذلك ، سينجح في بسط يده على فوسفاط واسماك الصحراء التي ستعوض خسارات بتروله ، وتنقده من مغبة السقوط . لذا فرسالة النظام ، وفي هذه الوقت واللحظة الى مجلس الامن ، والجواب الصريح عن أسئلة الصحافة بإلقاء كل الاقتصاد الوطني الجزائري في خدمة انفصال الصحراء عن المغرب ، وما صرح به محمد البشير البوهالي بحتمية العودة الى الحرب ، اكيد انه دلالة على تهور يحضر له النظام الجزائري بالمنطقة ، لأنه كما قلت ، الصراع اليوم هو صراع وجود ، وليس صراع حدود بين النظامين المغربي والجزائري .. والسؤال : إذا كان الصراع قد استغرق خمسة وأربعين سنة ، منها ستة عشر سنة كانت حربا ، وثلاثون سنة مفاوضات فاشلة ، وأكيد ان حتى المفاوضات القادمة إنْ حصلت سيكون محكوم عليها بالفشل ، هل من العقل والمنطق انتظار خمسة وأربعين سنة أخرى ، وليستمر المسلسل الى ما لا نهاية .. شيء لا يقبله عقل سليم ، والوحش كورونا الذي حطم اثمان البترول قد غير المعطيات ، وبدأ يسرع بالعودة الى الحرب ، وهي عائدة بكل تأكيد .. انما انْ حصلت لن تفلت منها الجزائر .. علينا وعلى اعداءنا ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توتر العلاقات بين النظام المغربي ، وبين النظامين السعودي و ا
...
-
المثقف / الحزب / السلطة
-
اَلْمَغَرْبي دِيمَ فِينْ مَا مْشَ مَغْبُونْ وْ مَحْگورْ / مَ
...
-
حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
-
الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية
...
-
مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
-
الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
-
ياسر العبادي
-
العفو الملكي
-
الاسلام السياسي
-
البربر
-
جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
-
ماذا بعد كورونا / فيروس
-
منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
-
جايْحتْ كورونا
-
الأمين العام للأمم المتحدة ونزاع الصحراء
-
تفكيك وتحليل الدولة المغربية
-
المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي
-
حرب الراية
المزيد.....
-
ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس
...
-
لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
-
إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن
...
-
رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس
...
-
مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
-
شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
-
غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب
...
-
قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
-
ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
-
إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب
المزيد.....
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
المزيد.....
|