أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حرب الراية















المزيد.....

حرب الراية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا تم رفع ( راية ) بالمهجر ، وتم تقديمها على انها ( راية ) المغرب ، و ( راية ) المغاربة ، عوض الراية الحالية ذات اللون الأحمر التي تتوسطها نجمة خضراء ، التي حسب فهمهم ، هي راية الاستعمار الفرنسي هندسها شكلاً ، ولونا ، حجما الجنرال اليوطي .
عندما تم طرح الراية بالطريقة التي شاهدنا ، ومن خلال التوجه الى الشعب المغربي ، فالموضوع لم يعد ملك صاحبه ، لكنه اضحى ملك المفروضين انهم هم المخاطبين به ، لذا يبقى من حق أي كان سياسي ، او غير سياسي ان يناقشه ، وان يصنفه ، وان يحكم عليه ، ضمن حوار سياسي ديمقراطي ، آملين ان لا يلجأ صاحب الطرح الى السب ، والشتم كالمعتاد ، فقط لأنك لم تجاريه فكرته ، ولا تصوره ، لطبيعة ، ونوع الصراع الذي يجب ان يسود المجتمع ، لأن في القضايا السياسية ، العبرة دائما تكون بالنتيجة المحصلة ، ولا تكون ابدا للفعل كفعل ، خاصة انْ لم يُحدث اثرا يذكر .
لذا فإننا سنبدأ معالجتنا للتصرف بطرح التساؤل التالي : فهل إذا استبدلنا وغيرنا راية المغرب التي يسمونها براية الاستعمار ، نكون حقاً قد قضينا على الاستعمار القديم الذي يقف وراء صنع الراية ، والاستعمار الجديد المتمثل بالشركات الفرنسية التي لا تزال تتحكم في فرض توقيت المغرب ، ولا تزال تتحكم في فرض راية ليوطي على المغرب ، وعلى المغاربة كما يدّعُون ويصفون ؟
والسؤال هنا . هل معركة اليوم هي معركة رايات ، او هي معركة الديمقراطية بمفهومها الأصيل ؟
وهل نحن امام معركة مؤسسات ودستور ، ام اننا امام معركة قماش وثوب ؟
ان تغيير راية بأخرى ، او تغيير جزء من شكل الراية ، لا يعني تعبيرا عن مواقف ثورية حقيقية ، كما لا يعني مواقف وطنية غارقة في الشوفينية المقيتة والمرفوضة .
ان الدعوة الى تغيير الراية بالطريقة التي شاهدنا من خلال يوتوب واشنطن ، او شكل رفع الراية بفرنسا بتعليمات واشنطن ، هي تعبير عن نزوة من السهولة ان تنفجر في جميع الاتجاهات ، لأنها تبقى تصرفا غير مضبوط ، الهدف منه ليس الراية ، بل الإثارة ، لبلبة واقع ضبابي غير موجود أصلا فقط في مخيلة أصحابه ، سيما وان الواقف وراء التصرف أي الراية ، حجما ، وشكلا ، ولونا ، ورموزا ، هو شخص ، وليس شعب من خلال ممثليه الحقيقيين ، وهنا نطرح السؤال : هل الفعل الحاصل من طرف شخص نزيل واشنطن ، ورغبته في فرضه على شعب من فوق ، ومن دون الدعوة الى استفتاء الشعب ، هو حقا فعل وتصرف ديمقراطي ؟
فكيف الاندفاع في التصرف لمجرد الاندفاع ، وفي حلبة فارغة لا مناصرين لها ، ومن دون تفكير ، ولا تأمل في النتائج التي ستترتب عليه ليس شعبيا ، بل ستؤثر سلبا على من يقف وراء الراية ، خاصة وصف صاحبها بالتسرع والتهور ، وهذا يؤكد لنا جليا ، صحة تحليلنا للأسباب التي أدت الى فشل تجارب اتخذت أسماء شتى ، ولو انها في حقيقتها المُرة كانت مجرد مسميات سموها ، وكيف انتهى بها الحال رغم الخروج الإعلامي الباهت ، بالتشبث بنفس التسميات / المسميات التي أضحت في خبر كان ، بسبب الدكتاتورية ، والتسرع ، وعدم ضبط الإيقاع ، رغم بعض المعارك الدنكشوطية امام مواقع حساسة ، لإثارة الانتباه والراي ، وتضخيم الاعلام الذي كان باهتا ، وفي غير الاتجاه الصحيح .
فهل الزمن الحالي هو زمن معارك / صراع ثوب / اقمشة ، وشكله ، ولونه ، وشعاره ، ومن يقف وراءه ، ام ان المعركة الحالية هي معركة الديمقراطية بمفهومها الكوني الصحيح والحقيقي ؟
فإذا كان الصراع يقتصر فقط على الراية / القماش ، فهذا النوع من النضال / الصراع ، هو تكرار لما حصل في السابق عند اختزال الصراع في شخص محمد السادس ، وليس في النظام الذي يحتضنه ، مع العلم ان الإشكالية ليست في شخص الملك ، بل هي إشكالية ديمقراطية بمفهومها الأصيل ، أي انها مشكلة نظام غير ديمقراطي .
كما ان هذه المعركة ( معركة الراية ) ، هي تجسيد للفشل الذي انتهى اليه ( تنظيم ) ، حين حاول الانتقال من صورته المنددة بالدكتاتورية ، الى تنظيم لحقوق الانسان ، الى حزب جمهوري ، ليتم مؤخرا العودة الى نفس التنظيم المندد بالدكتاتورية ، وطبعا هناك فرق شاسع بين مجرد التنديد بالدكتاتورية ، وبين النضال لإسقاط الدكتاتورية ...
ان الفشل أصاب مبادرات أخرى بسبب النزوة الذاتية ، وبسبب التسرع ، وعدم الضبط ، ولم تكن نتيجة دراسة ، وبحث دقيق ، عندما تم الانتقال من تشخيص واختزال الصراع في شخص الملك ، ثم بعده في نظامه ، ثم بعده الدعوة الى الجمهورية ، لكن دون تحديد آليات ومكانزمات الوصول الى الجمهورية ، ودون تحديد نوع الجمهورية التي يريدون ، لأنه ليست هناك جمهورية واحدة ، بل توجد جمهوريات متعددة ومتنوعة ... الى الانتقال للمطالبة بالمقاومة المسلحة ، ومنها الانتقال الى طرح راية باسم الشعب المغربي ، الذي يجهل أصلا هل تم طرح راية باسمه في الساحة الوطنية .
فهل مثل هذه الخرجات تتسم ببعد النظر، وبالتفكير العميق ، ام انها خرجات اندفاعية غير متزنة ، وغير مضبوطة ، ولا علاقة لها بالإيقاع الذي وصله نضال الشعب المغربي في مشواره النضالي ، والسجون ، والقمع المختلف ، والمتنوع ، والمتعدد يشهدان على ذلك ، لان الغاية منها فقط الإثارة ، كمطلب المقاومة المسلحة الذي بقي لاصقا في بلعوم صاحبه ؟
ثم ماهي القيمة المضافة التي ستضيفها مثل هذه الخرجات الدنكشوطية التي وصفها بعضهم ب( الصبيانية ) وب (المتهورة ) ، وهناك من وصفها كمطلب المقاومة المسلحة ، بفقدان الامل ، وبالانتحار من خلال لعب اية ورقة تخلط الاعلام الوطني ، وتشيع البلبلة ، والقيل والقال هنا وهناك ، وتقفز على التحول الذي يعرفه المجتمع المغربي ولو ببطيء ، لكنه تحول مشهود له بالثبات على المواقف ، وليس النط هنا وهناك بدون فرملة ، لمجرد الإثارة ، ومن اجل الإثارة فقط ؟
ان طرح نضال الراية ، وفي هذا الظرف بالذات الذي تمر به الحركة الثورية المغربية من منعطفات إيجابية ، تترجمها النضالات اليومية للحركة الجماهيرية الكادحة ، ورد فعلها على مناورات النظام التي تهدف تدجين النضال الوطني الحقيقي ، هو لفت النظر عن الصراع الحقيقي الذي يخوضه الشعب المغربي ، ومعه القوى السياسية الحقيقية التي تنشد الديمقراطية الحقيقية ، ومن جهة هو إلهاءٌ وتشويشٌ على النضال اليومي للشعب ، الذي يركز على الموضوع لا على الشكل ، على الاستراتيجية التي تتطلب تكتيكات مختلفة ومتنوعة ، تكيفاً مع مراحل التطور النضالي الذي يضبط ايقاعاته ، على ميزان القوة السائد في الساحة .
فما فائدة الرمي في الساحة بمطالب ، او بمقترحات ، اذا كانت ستبقى حبيسة فكر صاحبها ، ولن تعرف طريقها الى التطبيق ، بل انها بقيت مجهولة ، ولا احد تجاوب معها من الشعب ، وأكرر هنا كلمة الشعب ، وليس أولئك الذين يشتغلون ، ويتعيشون من السياسة ، وهم ليسوا بسياسيين ، التي اعتبروها انتحارا ، واعمالا صبيانية ، كمطلب المقاومة المسلحة ومطلب الراية ؟
إذن ماهي الحالات التي يمكن فيها تغيير راية الدولة :
1 ) يمكن للنظام السياسي الحاكم ، ان يبادر من تلقاء نفسه ، ولسبب ، او لأسباب ما ، بتغيير راية الدولة ، إمّا كلياً بطرح راية أخرى بديلة ، او يقرر تغيير جزء من الراية ، لا تغيير الراية كلها ، كاللون او الشعار او الشكل ....لخ ، مثلا اثناء حرب العراق لجأ نظام البعث الحاكم ، الى الاحتفاظ بنفس الراية مع إضافة شعار " الله اكبر " ، لاستمالة المتأسلمين بمختلف تياراتهم الى جانبه ، ولإعطاء الحرب صورة الحرب الحضارية بين الإسلام ، وبين اليهودية ، والمسيحية .
كذلك سنجد ان المعارضة السورية العميلة ، ابتكرت راية خاصة بها ، لا علاقة بها براية الجمهورية العربية السورية . وقد سبق لموريتانية ان غيرت رايتها ، وعندما سقط الاتحاد السوفياتي اصبح لروسيا الفدرالية راية خاصة بها ، ليست هي راية الاتحاد المنهار ، ونفس الشيء بالنسبة للجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي ، وبأوربة الشرقية ..... لخ
والسؤال بالنسبة لمن يدعي ان الراية المغربية الحالية ، هي راية الاستعمار الفرنسي . هل إذا قام النظام المغربي بتغيير ، واستبدال الراية الحالية براية أخرى بديلة ، سنكون قد قضينا على الاستعمار الفرنسي بشطب رايته ، ام ان حتى الراية الجديدة البديلة سيعتبرونها راية الاستعمار ، لان النظام المغربي هو من صنع الاستعمار الفرنسي ؟
وان نحن جارينا هذا الفهم ، والتصور المعطوب للإشكالية المطروحة ، فسيصبح السؤال : من دخل اول مرة الى المغرب ؟
هل فرنسا التي جاءت بناء على طلب سلطان فاس عبدالحفيظ ، في سنة 1912 ( 108 سنة ) ، لحمايته من ثورات القبائل البربرية التي كانت تطمح الى إقامة أنظمة جمهورية ، او العلويون الذين استوطنوا المغرب منذ اكثر من 350 سنة ؟
والسؤال هنا : هل النظام السياسي المغربي ، هو نظام وطني ، ام انه نظام لا وطني ، كما تصفه الحركات الماركسية ، وبعد الجماعات الدينية ، ويصفه أصحاب الراية ؟
واذا ذهبنا الى القول بان النظام المغربي ليس نظاما وطنيا ، لأنه جاء من الشرق العربي ، فماذا عن العرب الذين جاؤوا بدورهم من الشرق العربي منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟
هل هم وطنيون ، ام انهم ليسوا بوطنيين ؟
فحسب فهم هؤلاء للإشكالية المطروحة ، فإذا كان النظام السياسي المغربي ليس وطنيا ، فان العرب بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لانهم مثل العلويين جاؤوا من الشرق العربي ، وهنا طبعا سيصبح صاحب الراية ، ومعه الماركسيين ، والاسلامويين ليسوا بوطنيين ، لانهم بدورهم ليسوا من سكان المغرب الأصليين الذين هم الإيغور .
وهذا الفهم المعطوب الناتج عن العقل الكسلان والمتكلس ، انّ البرابرة بدورهم الذين استوطنوا المغرب قبل العلويين ، وقبل العرب ، هم بدورهم ليسوا بوطنيين ، لانهم ليسوا من الإيغور سكان المغرب الاصليين .
انه نفس الحكم ، وانه نفس الفهم سيطبق على السوسيين ، ( تشلحيت ) ، لانهم بدورهم سيصبحون غير وطنيين ، لان اصلهم جاء الى المغرب من اليمن .
إذن مع من توافق نزيل واشنطن صاحب الراية الجديدة :
1 ) هل توافق مع العرب الذين جاؤوا الى المغرب منذ اكثر من 1500 سنة مضت ؟
2 ) هل مع السوسيين الذين جاؤوا من اليمن ؟
3 ) هل مع الصحراويين الذين صنعوا لهم رايتهم منذ سنة 1975/1976 ؟
4 ) هل مع الريفيين الذين لهم راية الجمهورية الريفية الانفصالية ، و معروف انه لا يطيقهم ، وهم كذلك لا يطيقونه ؟
5 ) هل مع الامازيغ سكان الاطلس المتوسط الذين لا علاقة له بهم ، لا من قريب ولا من بعيد ؟
6 ) هل مع الإيغور سكان المغرب الاولين الذين لم تكن لهم راية أصلا ؟
فمع من توافق صاحب الراية لطرح رايته في السوق من هؤلاء ، مع العلم انّ له مشاكل عدوانية مع كل الأعراق ، والجماعات ، والأشخاص بسبب السب ، دون سبب وجيه ، ومقبول Seul contre tous ؟
2 ) الحالة الثانية التي يمكن فيها تغيير الراية الرسمية تغييرا جذريا ، او الاستمرار في رفع الراية الرسمية للدولة ، هو تغيير إمّا النظام ، أو تغيير الدولة .
ا --- ان تغيير النظام ، يعني الاستمرار مع نظام آخر ، وملك آخر ، ضمن استمرار نفس الدولة .
هنا يمكن للنظام الجديد ، وبملك جديد ، ان يختار بين الحفاظ على الراية الرسمية ، لأنها راية دولة ، وليست راية نظام ، كما يمكنه تغييرها جزئيا او كليا .... وعلى العموم هنا يتم الاحتفاظ بنفس الراية ، وهذا ما خطط له الجنرال احمد الدليمي عندما حضّر لوضع يده على محمد السادس ، بعد الانتهاء من القضاء على الحسن الثاني .
ب --- أمّا إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري باسم الضباط الوطنيين الاحرار ، او بثورة شعبية ، فأكيد هنا :
--- 1 --- إذا تغيرت الدولة بانقلاب عسكري ، فالضباط سيكونون مخيرين بين :
... ا ... إمّا الاحتفاظ بالراية الرسمية للدولة التي سقطت ، لأنهم التحقوا واشتغلوا في الجيش في ظلها ، ومن ثم فان الاحتفاظ بها سيكون احتفاظا بتوظيفها في الحفاظ على التاريخ ، تاريخ الشعب الذي دافعوا عنه كضباط في حرب الصحراء ، او اعتنقوه كضباط منتمين للوطن ، وهنا تحضرنا ملاحم المقاومة المدينية ، وملاحم جيش التحرير المغربي ، وهذا يعني بالنسبة لضباط الانقلاب ، الحفاظ والتحجج بالمشروعية الوطنية التي تُمكّن من التفاف الشعب حولهم ، مثال حالة الجنرال احمد الدليمي مع الفقيه محمد البصري ، وقبله حالة الجنرال محمد افقير مع الاختيار الثوري ( جناح المقاومة وجيش التحرير ) ، من خلال اشراك الفقيه البصري في الانقلاب العسكري كذلك .
--- 2 --- أمّا إذا تغيرت الدولة بثورة شعبية ، او بثورة بلانكية ، فأكيد هنا ان تغيير الدولة ، سيعقبه مباشرة تغيير الراية التي ستكون راية الثوار ( الشعب ) ، او راية البلانكيين الثوريين ، لقطع كل صلة مع الدولة التي سقطت ، وليس فقط مع النظام .
ان ابسط مثال في مثل هذه الحالة ، نذكر الثورة الإسلامية الشيعية في ايران ، الثورة الروسية التي اسقطت دولة القيصر ، والثورة الصينية في سنة 1949 .
ودائما في حالة الثورة التي ستسقط الدولة ، فرغم نجاح الشعب الثوري في مهمته الثورية ، فتغيير الراية لا يتم بشكل فوقي او مفروض ، بل يكون من اختصاص مجلس ثوري ، او لجنة وطنية ثورية تضم بين ( 4 او 5 ) ممثلين عن كل مدينة ، وجهة ، وقرية ، وبعدها لتطرح الراية الجديدة البديلة على الاستفتاء الشعبي ليحصل حولها توافق ، والتفاف شعبي جماهيري حتى تصبح راية الدولة الجديدة ، لأنه إذا زاغت الثورة عن أهدافها الثورية ، فإن مشكل الراية سيبقى سيف دمقليص مسلط على اية محاولة لقلب او الثورة على النظام الجديد ، وقد تكون سببا في ثورة مضادة تقودها فلول النظام الذي سقط لاسترجاع دولتها التي سقطت .
إذا فباستثناء هذه الحالات التي يتم فيها تغيير الراية الرسمية ، تغييرا جذريا ، باستبدال راية براية ، او يكون التغيير جزئيا كأن يشمل اللون ، او الحجم ، او الشعار ... ، فإن أي تغيير خارج هذه الحالات يجب ان يخضع لقرار الشعب ، وقرار الشعب لن يكون الا بطرح التغيير على الاستفتاء الشعبي ، بعد ان يكون قرار تغيير الراية كليا ، او جزئيا قد بثت فيه لجنة من الخبراء الذين يمثلون مختلف الشرائح السياسية ، والاجتماعية ، ومختلف المناطق المكونة للدولة .
لذا فان الخروج المبكر الغير المضبوط مع إيقاع نضالات الشعب المغربي ، في طرح مشكل الراية بتلك الطريقة ، من خلال يوتوب واشنطن ، هو تصرف انفرادي ، يخص صاحبه لا غيره ، ومآله سيكون نفس مآل الدعوة الى المقاومة المسلحة .... ومن ثم فما يحسب لمثل هكذا خرجات متسرعة ، انها تبقى مُشوّشة على النضالات اليومية للشعب المغربي ، بمختلف اطيافه وبمختلف شرائحه .
فهل نضالنا اليوم في امس الحاجة الى المقاومة المسلحة ؟ وفي امس الحاجة الى تغيير الراية براية أخرى من صنع شخص فرد ، وليس من صنع شعب ؟
فمن يعتقد ان الدعوى الى المقاومة وحمل السلاح ، ومن يعتقد ان الدعوة الى تبديل الراية بدعوى ان النظام ليس وطنيا ، وانه من صنع فرنسا التي جاءت الى المغرب في سنة 1912 ، فان وجود النظام بالمغرب يسبق الدخول الفرنسي الى المغرب ب 250 سنة ، وان العرب دخلوا المغرب منذ اكثر من 1500 سنة ، وهنا فان صاحب الراية يصبح بدوره لا وطنيا ، شأنه شأن البرابرة ، والريفيين ، والسوسيين ...
اذن وحسب فهم صاحب الراية ، من هم الوطنيون ؟ ومن هم غير الوطنيين ؟
واني قد اجد له عذرا لو ان شيئا من الإيغور لا يزال موجودا ، وما عدا هذه الحالة ، فاصل الدعوة هي دعوة الى حرب أهلية بين جميع المكونات التي ذكرت أعلاه ، أي حرب الرايات ، لان كل مُكون ستكون له رايته الخاصة به .
أتمنى ان لا يسب المناضل المقاوم صاحب الراية الجديدة ، وان يكون له صدر رحب للنقاش وليس للسب .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا / حماقة
- جبهة البوليساريو تتمتع بتمثيلية قانونية بسويسرا
- الرئيس الموريتاني يؤكد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية
- كيف يفكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني
- النموذج التنموي
- الأزمة الاقتصادية هي أزمتهم وليست أزمتنا نحن
- ماذا يجري ؟ الجزائر / المغرب / موريتانية / السعودية / قطر / ...
- وزيرة الخارجية الاسبانية لا تعترف بالجمهورية الصحراوية / هل ...
- في المغرب هناك فقط الملك
- الجمهورية الصحراوية ستحضر كدولة ذات سيادة اللقاء القادم بين ...
- هل اصبح وجود الجمهورية الصحراوية واقعا مريرا صعب الابتلاع ، ...
- هل سيقبل النظام المغربي بتعيين السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك ، ...
- قصيدة / اضطهاد
- لماذا يلوم العرب دونالد ترامب على صفقة القرن ؟
- ناصر بوريطة برتبة مُتصهْينْ صُغيّرْ
- الوقفات الاحتجاجية
- اعتراف امريكا بمغربية الصحراء ، مقابل تطبيع النظام المغربي ا ...
- هل يخضع نزاع الصحراء الغربية لصفقة قرن فرنسية .
- الظواهر
- الدكتور هشام بن عبدالله العلوي


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حرب الراية