أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الظواهر














المزيد.....

الظواهر


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من السهل فهم أية ظاهرة سياسية ، او اجتماعية فهما علميا دقيقا ، إن نحن لم نقم بوضعها ، وربطها باطار ظروفها البيئية والتاريخية ، وذلك إيماناً بان الفكر ، واي فكر لا ينشأ من فراغ ، او نزل صدفة ، او انه مستقل عن الظروف الموضوعية / الاجتماعية / السياسية ، التي يكون هذا الفكر نفسه استجاب لها ، او محاولة للتصدي لها تغييرا ، او تأييداً .
ان لكل ظاهرة أسباب متعددة و متنوعة ، تلعب دورا في تحديد حجم وقوة الظاهرة ، كما تتحكم في طول او قصر مدتها ، وفي معرفة القوى المناصرة لها ، والقوى المنخرطة فيها ، والقوى المعادية لها .
فلا يمكن مثلا فهم انتفاضة الشباب الثوري في مايو 1968 ، اذا نحن تجاهلنا أسبابها الموضوعية ، والذاتية التي فجرت الوضع ، ودفعت به الى التغيير الجذري ، الذي تم اجهاضه بانقلاب اليمين المحافظ ، واليمين المتطرف التي تصرف باسم العسكر ، بدعوى الحفاظ على الجمهورية التي كان الهدف منه ، هو الحفاظ على الرأسمالية المتوحشة .
كما لا يمكن فهم هبّة ( الربيع العربي ) وظروف انطلاقها ، ان نحن تجاهلنا الفساد المستشري في كل الأنظمة السياسية العربية ، وتجاهلنا القمع المسلط ، وبدون رحمة على دعاة الإصلاح ، والترشيد ، وربط ممارسة المسؤولية السياسية ، بالمحاسبة امام الشعب .
ومثل اجهاض ثورة الشباب الثوري من قبل التحالف المسيحي ، والصهيوني ، والامبريالي الرأسمالي ، تم اجهاض الربيع العربي وتحريفه عن مساره ، من قبل النظام الرأسمالي العالمي ، وبتوظيف الأنظمة السياسية العربية ، وكيلة قوى الاستكبار العالمي في قمع الشعوب ، بغية الحفاظ على نمط الاستنزاف الاقتصادي لدول المحيط من قبل دول المحور .
ومثلما لعبت الكنيسة دورا رئيسيا في اجهاض ثورة شباب مايو 1968 ، لعب المسجد، وكل الحركات الاخوانية ، والمتأسلمة ، دورا في اجهاض هبّة ( الربيع العربي ) .
ان تفسير الظواهر المختلفة التي تعم شعبا من الشعوب ، او محاولة تفسير نوع الفكر الذي اصبح يزعج ، ويؤثر بعوامل التأثير الثقافي الأجنبي ، او ما يطلق عليه البعض الرجعي المرتد ، بنظرية المؤامرة الكونية ، هو في الحقيقة نفي مطلق لعملية كل هذه الظروف المتنوعة والمتعددة ، او في احسن الأحوال اعطاءها ، أي الظروف ، دورا سلبيا لها في احسن الفروض .
ان الأساس في التأثير الفكري بين ثقافتين ، او حضارتين تختلفان ، انّ الأفكار الواردة في الثقافة ، او الحضارة من الصعب ان تمارس تأثيرها الفعال ، والمثمر في هذه الحضارة المختلفة ، ما لم تكن الظروف الموضوعية الاجتماعية ، والسياسية مهيأة لتلقي هذه البذور ، واحتضانها ، وتهيئة المناخ الملائم لها ، لكي تنمو وتزدهر ، وتؤتي اكلها .
ان هذه الحقيقة التي تجهلها مختلف المكونات السياسية التي ترفع راية التغيير ، هي السبب في جعل كل المحاولات تفشل ، وهي السبب في كل الانتكاسات ، والخيبات التي صدمت اجيالا واجيالا من الشباب ، وهي السبب في جعل التناقض بين حضارتين ، او بين فكرين ، صدامين وليس مكملين .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور هشام بن عبدالله العلوي
- صفقة القرن
- المحكمة الإيطالية
- قضية الصحراء الغربية ، قضية نظام جزائري
- مغرب محمد السادس ، حصيلة عشرين سنة من الحكم
- الاضراب // La gréve
- هل النظام المغربي معزول ؟
- جريمة / Crime
- المجتمع الاسباني والعنصرية / La société espagnole et le raci ...
- سنة وثلاثين سنة مرت على انتفاضة يناير 1984
- قطر / اسرائيل ضالعتان في اغتيال الجنرال قاسم سليمان
- كلمة أمازيغ
- نفس المسرح // Le même théâtre
- المغرب -- اسبانيا // Maroc -- Espagne
- الحكومة الاسبانية
- ايران - امريكا // Iran - SA
- تعطيل تنفيذ احكام ( القضاء ) في حق الاملاك العامة للدولة
- قصيدة شعرية / المغرب المنسي .
- الرئيس دونالد ترامب
- فخ المشكل الليبي : هل ستسقط فيه تركيا ، ام هو فخ منصوب لمصر ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الظواهر