|
توتر العلاقات بين النظام المغربي ، وبين النظامين السعودي و الإماراتي
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 20:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل توثر العلاقات بين النظام المغربي ، والنظامين السعودي الاماراتي ، حصل بشكل مفاجئ ، ومن دون سبب داعي الى هذا التوتر الذي وصل اليوم اقصى حذه ، ام ان هناك أسباب وجيهة بين هذه الأنظمة ، هي التي كانت وراء التدهور في العلاقات بين الأنظمة ، وليس بين الشعوب ؟ هناك حملة مسعورة تجري منذ مدة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ، بين بعض المغاربة الذين نصبوا نفسهم للدفاع عن النظام الذي تعرض ، ويتعرض لهذا الهجوم المخدوم ، والمخطط له منذ مدة ، وبين الامارات والسعوديين ، من خلال صحافيين من مستوى الصحفي السعودي فهد الشمري ، الذي يركز في هجوماته على النظام ، وطبعا يبقى المستهدف بالهجوم شخص محمد السادس ، وليس فقط نظامه . فهل ما حصل ويجري اليوم حصل صدفة ، امْ أنّ في الامر إنّ . العلاقات بين النظام السعودي ، والنظام المغربي ، وبين نظام الامارات ، والنظام المغربي أيام الحسن الثاني ، كانت سمناً على عسل ، وكانت علاقات متشعبة ، غطت كل نواحي ومظاهر الحياة العامة والخاصة ، لكنها لم يسبق ان وصلت ، الى ما وصلت اليه من تدهور ، بل من قطيعة في عهد محمد السادس . ترى ما هي الأسباب : الكل يعلم ان اول ضربة خليجية للنظام المغربي في عهد محمد السادس ، وهي ضربة للملك شخصيا ، هو حين صوتت السعودية والامارات ، ومصر ، ولبنان ، والأردن ، والعراق ... الخ ، لصالح تنظيم كأس العالم في المكسيك ، والولايات المتحدة الامريكية ، ضدا على تنظيمه في المغرب ، والتصرف العربي هذا ، خاصة من دولتين كان يعول عليهما الملك في مده بالدولار ، وهما السعودية والامارات ، اعتبره النظام بمثابة تصرف شاذ ، واعتبره طعنا في العلاقات التاريخية ، وعلاقات الاخوة ، وليس فقط الصداقة بين هذه الأنظمة الثلاث ، النظام السعودي ، والنظام الاماراتي ، والنظام المغربي ، ورغم ان التصرف العدائي الخليجي ضد النظام المغربي ، فان هذا وحتى يستمر في الاستفادة من دولار الدولتين ، تجاوز وهضم الضربة ، واعتبرها كأنها لم تكن أصلا ، وهو ما عبر عنه الملك شخصيا ، عندما زار وبدون تلقيه دعوة من المسؤولين الاماراتيين ، الامارات العربية المتحدة ، وخاصة وان ذهب تنغير واصل شحنه الى أبو ظبي من مطار ورززات . فهل زيارة الملك للإمارات ، وبدون تلقيه دعوة من قادتها ، و ( بحسن نية ) ، اثر في القادة الإمارتيتين لتغيير سلوكهم الشاد ضد محمد السادس ؟ وهل اليد الممدودة التي واصل الملك يمدها لحكام السعودية ، وعلى راسهم الأمير محمد بن سلمان ، اثرت في السعوديين لتغيير سلوكهم بالعودة به الى زمن الحسن الثاني ؟ لقد بائت كل محاولات النظام الملكي ، لترطيب العلاقات مع هاتين الدولتين بالفشل ، وذلك عندما صدرت انتقادات لاذعة من الامارات في حق النظام المغربي ، وذهاب السعودية بعيدا في توثير العلاقات مع الشخص الملك ، عندما اوعز الأمير محمد بن سلمان وبمباركة الملك سلمان لقناة العربية السعودية بالتطاول على مغربية الصحراء ، وتمرير برنامج يؤيد الاستفتاء ، وتقرير المصير ، ومواصلة ارسال المساعدات العينية والمالية لجبهة البوليساريو ، وهو ما دفع بالنظام هذه المرة الى اعتبار التوتر جدي ، لأنه مقصود ، وانّ ما يخطط له الحكم السعودي ، وحكام الامارات ، يستهدف راس النظام المغربي ونظامه ، لا الدولة التي يرجحون على راسها امير اخر ، يحظى بمباركة الأمير محمد بن سلمان ، وحاكم أبو ظبي ، وذبي ، كما يحظى بمباركة الاوربيين وواشنطن . ورغم محاولات النظام المغربي الظهور بصورة اللاّمهتم ، واللاّمبالي ، وحتى يحافظ ما امكن على العلاقات مع حكام السعودية والامارات ، لان ما يشغل باله ، ويهمه هو دولارهم ، فقد واصلت الرياض وابوظبي ، عداوتهما لشخص الملك محمد السادس ، وذلك عندما وجها دعوة رسمية للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، لزيارة السعودية ، والامارات ، زيارات رجل دولة ، ونكاية بالملك محمد السادس ، تجاهلاه ، ولم يستدعياه كما فعلوا مع الرئيس الجزائري ، والرئيس التونسي ، وقد حاول النظام تدارك الفراغ الذي اصبح يعيشه ، خاصة العزلة الدولية ، فلم يخجل من ارسال مستشار الملك ، وصديقه المفضل فؤاد الهمة ، وفي غمرة زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون الى السعودية ، بدعوى تدعيم أواصر الصداقة بين النظامين ، وهي الصداقة التي ضربت بها السعودية عرض الحائط ، هكذا سيتكلف الأمير محمد بن سلمان باستقبال فؤاد الهمة احتراما للبروتوكول ، ولم يستقبله الملك سلمان رغم انه تقمص صفة مبعوث من الملك محمد السادس لزيارة ( أخيه ) الملك سلمان ، وكما دخل فؤاد الهمة السعودية في جنح الظلام ، خرج منها كذلك في جنح الظلام ، لان حكام والسعودية ، ومعهم حكام الامارات التي لم يزرها فؤاد الهمة ، لهم فيتو ضد شخص محمد السادس . ماذا يمكن ان نستخلصه من هذه الصورة الغير مفهومة عند القاعدة العامة للمغاربة ، والتي تجسد مؤامرة كان يدبر لها في ليل حالك ، لشخص محمد السادس من قبل حكام السعودية برئاسة الأمير محمد بن سلمان ، والأمير زايد عن الامارات ، وهي نفس المؤامرة كانوا يدبرونها ضد امير قطر الشيخ تميم . لقد فكر هؤلاء في عدة سناريوهات لإنجاح مؤامرتهم ، وذلك باستعمال آليات تختلف باختلاف النظام المغربي ، واختلاف النظام القطري . فبالنسبة للمغرب صاحب المساحة الشاسعة ، والشعب الفقير ، فان الآلية المستعملة ستكون ، فتح فضائيات ، وقنوات مغربية متخصصة موجهة للشعب المغربي ، لكن هذه الفضائيات لن تبدأ في الاشتغال ، الاّ عند بدأ انتفاضة شعبية ، او حصول هزات شعبية كحركة عشرين فبراير، كانا يراهنان عليها ، وهو نفس الأسلوب ، ونفس الآلية استعملت ضد حسني مبارك ، وضد معمر القدافي ، وضد زين العابدين بنعلي ، واستعملت في سورية لكنها انْ كانت قد نجحت في تدمير سورية ، فإنها فشلت في اسقاط النظام بفض التدخل الروسي . اما السيناريو الذي كان معدا لأمير قطر تميم ، فهو تنظيم انقلاب يتم فيه تنحية الأمير تميم ، وينصب احد الامراء من نفس العائلة ، لكنه سيكون ليس مواليا ، بل جزءا من السعودية والامارات ، وهو نفس السيناريو المحضر للنظام المغربي عند قيام ثورة ، او هبّة ، او حراكا ، أي تمكين أمير آخر من الحكم ، لأنه هو الأولى به . واذا كان السيناريو الذي كان يحضر له ضد النظام المغربي ، هو التركيز ، واعتماد الثورة ، او الانتفاضة الشعبية بسبب الفقر ، فان السيناريو الذي كان محضرا لأمير قطر تميم ، هو استدعاء الأمير بدعوة رسمية لزيارة السعودية ، وبعدها يتم احتجازه لنصف يوم او اقل ، ريثما يتم الإعلان عن انقلاب عائلي بدولة قطر . لقد فشل المخطط الذي كان محضرا لقطر بسبب التحذير الأمريكي ، وفشل المخطط المحضر للنظام المغربي ، لان الشعب الذي راهنوا عليه للانتفاضة حتى يطلقوا القنوات الفضائية ، صدمهم عندما جسد طقوس الرعية الملتصقة بالملك . فهل فهمتهم الآن لماذا تحدى محمد السادس حكام السعودية ، وحكام الامارات ، عندما رفع لافتة مكتوب عليها " لكم العالم ولنا تميم " . لقد انتصر محمد السادس ، وانتصر تميم ، لان الوضع بالنسبة للسعودية لم يعد كما كان ، حيث لجأ النظام الى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية ، بعد افراغ الخزينة بسبب حرب اليمن الظالمة ، وبسبب التبذير في أسلحة يأكلها الصدأ ، وسبب مص دونالد ترامب لدولارهم ، ورفضه لبترولهم التي سقطت اثمنته الى الصفر . اما حكام الامارات ، فأكيد مع سقوط اثمنة البترول ، ومع استمرار عدم الطلب على البترول ، سيعودون الى ما قبل سنة 1971 ، عندما كانوا يسكنون في الخيام ، ويمشون عراة ، و حفاة الاقدام . اما تميم فقد انتصر لان ثمن الغاز لا زال نفسه ، وقد يرتفع لكثرة الطلب عليه ، كما نجح بسبب الحصار ، من بناء قاعدة اقتصادية تعتمد الذاتية ، وتعتمد على الكفاءات الوطنية ، مع التقليل من الاستيراد الذي يكلف عمولة إضافية ، الشعب في امس الحاجة اليها . الم اقل لكم ، أنّ الوحش كورونا خدم شخص محمد السادس من حيث لا يحتسب ، وخدم امير قطر الذي اضحى يصول ويجول كنظام ناجح ، وليس كنظام فاشل فشل السعودية في حرب اليمن .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف / الحزب / السلطة
-
اَلْمَغَرْبي دِيمَ فِينْ مَا مْشَ مَغْبُونْ وْ مَحْگورْ / مَ
...
-
حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
-
الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية
...
-
مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
-
الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
-
ياسر العبادي
-
العفو الملكي
-
الاسلام السياسي
-
البربر
-
جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
-
ماذا بعد كورونا / فيروس
-
منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
-
جايْحتْ كورونا
-
الأمين العام للأمم المتحدة ونزاع الصحراء
-
تفكيك وتحليل الدولة المغربية
-
المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي
-
حرب الراية
-
أمريكا / حماقة
المزيد.....
-
-نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
-
في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال
...
-
ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل
...
-
هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في
...
-
-عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي
...
-
-شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
-
خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
-
رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
-
التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو
...
-
تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|