أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حركة - صحراويون من اجل السلام -















المزيد.....

حركة - صحراويون من اجل السلام -


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا تم الإعلان عن تأسيس حركة سياسية صحراوية ، تحت اسم " صحراويون من اجل السلام " . فهل التأسيس هو مباردة مستقلة من طرف مجموعة من الصحراويين ، الذين يكون قد اعياهم طول الانتظار ، وعانوا من الملل ، وسئموا حياة المخيمات ، رغم ان هؤلاء لا يسكنونها .. ويكونوا قد كرهوا ويلات الحرب ، ويكونون بذلك حسني الإرادة في البحث عن بديل ، للوضع الذي استغرق خمسة وأربعين سنة ، دون ان تكلل كل التطورات التي عرفها بالنجاح ؟
ام ان مبادرة التأسيس التي تضم قياديين سابقين بالجبهة ، من مدنيين وعسكريين ، هي انقلاب تنظيمي ، وسياسي على جبهة البوليساريو التي تجاوزها الركب ، عندما القت بكل بيضها في سلة مجلس الامن الذي يتلاعب بها ، وفي سلة الجمعية العامة العاجزة عن تطبيق قراراتها السنوية الاستشارية ، لافتقادها الى سلطة الضبط التي يتوفر عليها وحده مجلس الامن ، عند استعماله للفصل السابع من الميثاق الاممي ؟
وإذا لم يكن التأسيس للاطار ، انقلابا على الخط المهادن الفاشل ، والمنهزم للقيادة القبائلية ، فعنْ أي سلام يتحدث أصحاب المبادرة ، وهذه وفي هذا الظرف التي يمر منه العالم من ازمة وحش كورونا ، والمهدد بتحولات اجتماعية ، وسياسية عميقة ، لن تكون غير خرتوشة فارغة مآلها الفشل ، مثل الفشل الذي اصاب حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي في سنة 2007 ، والفشل الذي مُني به اتفاق 1991 رغم ابرامه تحت اشراف الأمم المتحدة ، وهو نفس الفشل عرفته كل لقاءات اطراف النزاع من منهاتن بالولايات المتحدة الامريكية ، الى جنيف السويسرية ؟
فهل التأسيس هو انقلاب على قيادة الجبهة لتصحيح خطها الذي فشل في الوصول الى ما نص عليه اتفاق / مقلب 1991 ، وهنا هل تحرك المجموعة هذه سيكون من داخل المخيمات ، وهذا لأمر خطير ، لأنه سيقابل برد زاعق وقوي ، ليس فقط من طرف القيادة الاستبدادية ، لكنه سيقابل من طرف الجيش الجزائري ، والأجهزة المخابراتية الجزائرية التي تستعمل نزاع الصحراء ، لبلوغ غايات ضيقة لا علاقة لها بشأن الصحراء ، وخاصة وانّ اصل النزاع بين النظام المغربي ، والنظام الجزائري من اجل الصحراء ، هو صراع وجود ، وليس صراع حدود ، لان من سيخسره ، سيخسر نظامه ، وربما سيخسر دولته .
ام ان التحرك سيكون من خارج المخيمات ، خاصة وانّ البيان أشار الى عزم القيادة الجديدة ، الاتصال بجميع الأطراف المعنية بالصحراء ، بدءا بالاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، إضافة الى النظام المغربي ، والنظام الجزائري ، والموريتاني ، وجبهة البوليساريو .
و السؤال هنا ما هو حجم الثقل / القيمة المضافة الذي سينتجه التحرك من خارج المخيمات ، إذا ظلت هذه بفعل القمع المسلط عليها ، بعيدة كل البعد عن حقها في التقرير لمصيرها المحتجز من طرق القيادة الفاشلة ، والمرتهنة للجيش الجزائري ، وللأجهزة المخابراتية ، ووزارة الخارجية الجزائرية ؟
ام ان تأسيس الاطار السياسي الجديد يعود الامر فيه ، الى مخابرات النظام المغربي ، الإدارة العامة للدراسات والمستندات ، في اطار الحرب الاستباقية لتدمير العدو من الداخل ؟ وهنا نتساءل عن الصفة التي حضر بها عبدالفتاح الفاتحي المغربي ، والأستاذ بالجامعة ، والمتردد على القنوات التلفزية المغربية ، ورئيس " مركز الصحراء وافريقيا للدراسات الاستراتيجية " ؟
ان مبادرة التأسيس للاطار، لن تغير شيئا في واقع ينطق بما فيه ، لان السلام الذي يتحدث عنه المؤسسون ، والجهة الواقفة وراءهم ، التزمت به الجبهة عندما طلقت الكفاح المسلح ، ورمت البندقية ، ووقعت اتفاق / مقلب 1991 ، الذي يركز على الحوار للوصول الى حل للنزاع ، الذي دام ستة عشر سنة ، كانت حربا ضروسا .
وعندما استرسلت الجبهة في الانتظار ، الذي تحول الى انتظارية قاتلة وصلت الى ثلاثين سنة ، تكون الجبهة قد تحولت من منظمة سلام ، الى منظمة سلمية غرقت في سلميتها التي افقدتها الدور الذي كانت تؤثر به في المجتمع الدولي ، وهكذا تحولت الجبهة الى منظمة سلمية ، تتقن فن البكاء على الاطلال الذي دمرها اتفاق 1991 ، وبعد قرارات المؤتمر الخامس عشر للجبهة ، وسيادة القبيلة في السيطرة عليها ، وعلى الجمهورية التي لا تزال تبحث لها عن جزء من التراب لممارسة الاختصاصات ، وامام حب القيادة المتعطش للمراهنة على مجلس الامن ، والجمعية العامة ، ودون تحقيق القفزة النوعية التي تراجعت حتى عن مجرد الطفرة ، وامام القرارات التي خرج بها مجلس الامن في اجتماع الإحاطة الأخير ... حتى انتقلت الجبهة من منظمة سلام ، ومع مرور الوقت الذي وصل اليوم الثلاثين سنة ، أصبحت طيلة هذه المدة والحقبة ، منظمة سلمية تنبذ العنف ، بعد ان تخلت عن الكفاح المسلح ، ولتصبح اليوم وبسبب الوضع الأكثر من ضعيف الذي تتواجد فيه ، منظمة استسلامية .
ففرق كبير بين السلام ، وبين السلمية ، وبين الاستسلامية ، وبما ان الاتحادات والمنظمات الأممية تعترف فقط بالطرف القوي ، وبالمصالح الاقتصادية والسياسية ، فعلى الجبهة اليوم ان تعلن استسلامها المدوي ، لان السبب في هزيمتها ، هو قيادتها الاستبدادية والدكتاتورية .
وما يثبت تضايق القيادة اللاّديمقراطية الاستبدادية على الطريقة العربية ، الخطاب الذي القاه إبراهيم غالي عن جيْحة الوحش كورونا ، بعد مرور اكثر من شهرين من تفشيها . فالخطاب الذي وجهه الى الشعب الصحراوي الذي اعترف به النظام المغربي ، استغل جايْحة الوحش كورونا ، ليؤكد على ثبات الذات ، ووحدة التنظيم ، وان الجبهة وطبقا للقرار الاممي 34/37 الصادر عن الجمعية العامة في سنة 1979 ، هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي ، وانّ التنظيم الجديد باسم " صحراويون من اجل السلام ، مجرد فقعة تقف وراءها الأجهزة الاستعلاماتية المغربية ، ومآلها سيكون الفشل مثل الفشل الذي أصاب " المبادرة الصحراوية من اجل التغيير " .
وبما ان العالم بفضل الوحش كورونا القاهر مقبل على التغيير ، فان الوضع بالصحراء مقبل كذلك على التغيير ، إنّما التغيير سيكون مستجيبا لنتائج التحولات التي سينتهي بها الصراع القادم في اوربة .
النظام السياسي المغربي وبفضل الوحش كورونا ، فهو في قوته التنظيمية ، والأمنية ، وهذا بفضل تجاوب الرعايا العفوي مع التعليمات والاوامر .
واضافة الى القوة والتحكم في كل المجريات ، فقد انعم عليه كذلك بكم مليار دخل صندوق كرونا الذي انشأه الملك ، بل ان الاتحاد الأوربي منح هبة للنظام المغربي بمقدار 450 مليون أورو ، ودون ان يطلب هذا دعم الاتحاد ، ومنح للجزائر التي تقدمت بطلب مساعدة الاتحاد ب 75 مليون دولار ،وهي إهانة جلبها نظام عبد المجيد تبون للجزائريين الذين كانوا بالأمس القريب ، يصولون ويجولون بفضل دولارات البترول .
النظام المغربي الذي نزل عليه الوحش كورونا هبة إلاهية من السماء ، من حيث القوة ، والضبط ، والاموال ، وبالعملة الصعبة ، قدم له كذلك خدمات خطيرة لم يكن يحلم بها في صراعه مع الذّ اعداءه ، وعلى راسهم النظام الجزائري الذي تأثر كثيرا بسبب السقوط الميت المدوي لأثمنة البترول ، وهذا سيزيد في خلق المتاعب للنظام مع الحراك الذي توقف مؤقتا بفعل الوحش كورونا ، ولم يتوقف الى الابد ، كما خذمه في اضعاف المساعدات ، ودعم النظام الجزائري لجبهة البوليساريو التي أصبحت تتثقل كاهله الذي لم يعد يتحمل ، وهو ما سيؤثر في المستقبل القريب على الجبهة التي إنْ كان نظام عبدالمجيد توبون يبحث عن التخلص منها ، لأنها أضحت اكثر من مكلفة ، فالآن وبسبب فضل الوحش كورونا سيلقي بها في صحاري تفاريتي التي يعتبرونها بمثابة ارض الميعاد .
وعندما نعلم الصدمة التي يعيشها أعداء الملك محمد السادس ، ولي عهد السعودية ،وولي عهد الامارات ، بسبب سقطة ثمن البترول ، مع ازهار اصدقائه تميم امير قطر ( الغاز ) ، امكننا القول ان الوحش كورونا خدم شخص الملك ، اكثر مما خدم نظامه ، وفرش له متسعا من حرية التصرف بدون قلق وبدون خوف .
طبعا ستتقلس المساعدات الاوربية ، دون ان تتوقف ، وتوقفت مساعدات السعودية والامارات بسبب حزازات شخصية بين محمد السادس وبين حكام الامارات / السعودية ، لكن هذا لن يؤثر في شيء في مكانة النظام بالصحراء ، بل انه سيقويها على حساب غريم ( الجزائر ) يعاني على جميع الواجهات بسبب الحراك الذي سيتواصل ، وبسبب السقوط المدوي لأسعار البترول .
ان السلام الذي اختارته كعنوان المجموعة التي أسست التنظيم باسم " صحراويون من اجل السلام " ، لن يضيف شيئا الى السلام الذي دخلته البوليساريو في سنة 1991 ، عندما تخلت عن الكفاح المسلح ، لان التكلم عن السلام كان سيكون ذا مفعول لو ان الحرب لا تزال مشتعلة ، او لو كانت تهديدات جماعة إبراهيم غالي جدية ، وليست فقعات تنبث هنا وهناك في مناسبات متفرقة ، للتأثير على اجتماع لمجلس الامن عند عقد دوراته بشان الصحراء .
ومما يثبت ارتجالية التأسيس ، ووقوف الجهات المعلومة وراء التأسيس ، هو مواصلة هؤلاء القادة المفترضين لنفس الأخطاء التي ارتكبها النظام المغربي في مباشرته نزاع الصحراء .
والسؤال هنا ، ما جدوى التأكيد لحضور الاجتماعات التي تنعقد بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو ، على حضور الجزائر وموريتانية ، وهما اطراف رئيسية غير محايدة في الصراع .
اليس النظام الجزائري من يقف وراء جبهة البوليساريو، ويحتضنها ، ويمكنها من التاطير ، والتوجيه السياسي ، ويوفر لها كل الدعم اللوجيستيكي .
الم يفقد النظام الجزائري عقله وصوابه ، عندما فتحت عشرة دول افريقية قنصليات لها بالأراضي المتنازع عليها ؟
ولو لم تكن الصحراء تهم النظام الجزائري ، ويعتبرها بمثابة صراع وجود لا صراع حدود ، لأنه تورط في مستنقع لا يستطيع الخروج منه بسهولة ، لماذا الاحتجاجات على فتح القنصليات بمدن الصحراء العيون والداخلة ؟
اما بالنسبة لموريتانية الجارة . الم يؤكد الرئيس الموريتاني اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية ؟
الم يبعث الرئيس الموريتاني وفدا رفيع المستوى ، لتقديم تعازي النظام الموريتاني في وفاة محمد خداد ؟
بل والأخطر من ذلك ، الم يتوجه الوفد الصحراوي المعزي برئاسة الوالي قائد المنطقة العسكرية لولاية " تيريس زمور " وهي ولاية بالحدود الجزائرية الى الأراضي التي تسيطر عليها الجبهة والواقعة خارج الجدار ( Agourit ) ، وتعتبرها الجبهة مناطق محررة ، ويعتبرها النظام المغربي بمثابة مناطق تخضع للأمم المتحدة ؟
فعند حضور النظامين الجزائري والموريتاني ، اللقاءات التي تنظم بين النظام المغربي ، وبين الجبهة ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، وهما طرفان منحازان ، وليس محايدان ، فكيف سيكون الدور الذي سيلعبانه في ما يسمى باللقاءات او المفاوضات ، خاصة اذا طلبت منهما الأمم المتحدة بعض الاستشارة في خصوص النزاع المطروح ؟
ان موقفهما لن يزيغ عن تأكيد المطالبة بالمشروعية الدولية التي تعكسها كل قرارات الجمعية العامة ، وقرارات مجلس الامن ، اي الاستفتاء ، رغم ان هذا الحل لم تعد له قيمة قانونية وسياسية ، امام اعتراف النظامين الجزائري والموريتاني بدولة الجمهورية الصحراوية ، التي اعترف بها النظام المغربي نفسه كشرط قبل دخوله كعضو الاتحاد الافريقي .
ولنا ان نتسائل ، ولعمري لهو شيء غريب : كيف لدولة اعترفت بها أنظمة المنطقة ( المغرب ، الجزائر ، وموريتانية ) ، وتعترف بها الدول الافريقية التي هي عضو في اتحادها الافريقي ، ولها علاقات دبلوماسية بدول بأمريكا اللاتينية ، وفوق ذلك كل المناصرون المعترفون بها ، يطالبون لها بالاستفتاء وتقرير المصير ، والنظام المغربي يفاوض على الحكم الذاتي الذي ترفضه اطراف النزاع الأخرى . شيء لا يمكن لعقل سليم قبوله .
ان الفشل هو ما سينتظر هذه الجماعة والجهة التي تقف وراء تأسيسها ، لان محاولة اظهار الصورة كانقلاب على الجبهة ، هي محاولة مفضوحة ، وفاشلة ، ولا تنطلي على المهتمين بالقضية ، ومن ثم فان ما اسماه المؤسسون باللقاءات القادمة ، ستعرف حواجزا وفيتو ، سواء مع النظامين الجزائري والموريتاني ، او من الاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ، والأمم المتحدة من خلال مجلس الامن والجمعية العامة ، لان مشكل الصراع ونزاعها المفتعل اكبر من النظام الجزائري والنظام المغربي ، والحل هو بيد واشنطن مائة بالمائة . وما يدلل على ذلك تقاسم لعب الأدوار بين دول الفيتو بمجلس الامن ، عند انعقاد كل دورة للتباحث في موضوع نزاع الصحراء .
ولو كان مجلس الامن يريد حل النزاع ، الذي استعصى عن الحل لما يزيد عن اكثر من خمسة وأربعين سنة ، لما عرف تطورات مُتبدّلة ، ومتغيرة في المواقف ، كل مرة حصل تغيير في شخصية رؤساء دول القرارات الدولية .
الآن يعم السلام المنطقة ، لأنه منذ التوقيع على اتفاق / مقلب 1991 ، وجبهة البوليساريو تلتزم بوقف اطلاق النار ، الذي اصبح مع مرور ثلاثين سنة ، هو القاعدة العامة ، والتلويح مرة مرة بمفرقعات العودة الى الحرب، يبقى اقل من الاستثناء ، لان فاقد الشيء لا يعطيه .
ان الجبهة في ظل القيادة الاستبدادية ، الدكتاتورية ، لإبراهيم غالي ، قد دخلت السبات لثلاثين فصل شتوي ، ومن استأنس السبات ، أكيد سيضحى متجاوزا محليا ، ودوليا ، لان المجتمع الدولي يتعامل مع الأقوياء ، ولا يعير ادنى اهتمام ، ولا قيمة للضعاف .
ولي ان اسأل إبراهيم غالي . كيف تنتظر من مجلس الامن الذي يتلاعب بكم ، لأنه يُصرّف لكم قرارات مجرد استشارية غير الزامية ، ومن الجمعية العامة التي قراراتها ليست ملزمة ، ان ينوبوا عنكم في تطبيق كل بنود اتفاق / مقلب 1991 ؟
الم تتعب من الانتظارية ، وليس من الانتظار ، طيلة ثلاثين سنة ، مرت فيها أجيال ، وتغيرت فيها أخرى ، مات من مات ، ومن لم يمت هو اليوم في ارذل العمر ، وربما في ارذل الخلق ( ومن نعمره طويلا ننكسه في الخلق ) ، و جاءت ولادات ليس لها نفس حماس الصقور الذين اكثريتهم تحت التراب ، والمشكل لا يزال لم يحل ؟
من اين لك بصبر أيوب ، وانت تنتظر طيلة هذه المدة للوصول الى بنود اتفاق 1991 ، ولا تزال تتنظر ، وربما ان گودو سيعود يوما ما، الا الحلم بتحقيق الاستفتاء وتقرير المصير ، ليس لان المشروعية الدولية ليست معكم ، بل لأنكم رضيتم لأنفسكم ما تحصدونه اليوم ، كاجتماع الإحاطة الأخير لمجلس الامن الاخير .
الم تتعب من فوات الخمس سنوات الأولى وانت تنتظر ، وفوات الخمس سنوات الثانية ، والخمس الثالثة ، والخمس الرابعة ، والخمس الخامسة ، والخمس السادسة ، وانت في الطريق للخمس السابعة ، ولا شيء تحقق من بنود 1991 ، بل حين تعجز الأمم المتحدة عن السهر على تنفيذ اتفاق تم توقيعه بإشرافها ، وللأسف لا تزال تعول عليها وتلقي بكل بيضك في سلتها ، ولا تزال تنتظر ، وماذا تنتظر ، وكل شيء اضحى مجرد سراب ، والى الآن لا تزال في قاعة الانتظار تنتظر دون ان يساومك احد ..
لقد ضيعت يا السّي إبراهيم اللبن في الشتاء البارد ، وليس في الصيف الحار القاحط ، واستمراركم في الانتظار ، واستمراركم في التعويل على الأمم المتحدة التي خذلتكم ،بانجرارها وميلها الى المعقولية ، والواقعية ، والحلول المقبولة ، هو دليل وبرهان على إذعانكم للأمر الواقع ، رغم ما تكابدونه داخليا طيلة مدة صراع ، انتهى بالفن ، واصبح كانه لم يكن ابدا في يوم من الأيام .
نعم انا متأكد ان وضعكم النفسي غير مريح ، لأنه بعد سقوطكم في مقلب / اتفاق 1991 ، وبعد سقوطكم في الانتظارية القاتلة طيلة ثلاثين سنة ، وانتم لا تزالون تنتظرون ، وتعلمون انكم تنتظرن السراب ، فانتم اليوم بين سندان الأمم المتحدة التي خذلتكم حين عجزت عن الوفاء بما تم توقيعه تحت مسؤوليتها ، ومطرقة النظام الجزائري الذي سيرميكم الى تفاريتي ، وهو الذي لا يزال الحراك الشعبي الجزائري ينتظره ، دون ان ننسى السقوط المدوي لأثمان البترول .
ومرة أخرى ان التعويل على المفاوضات التي تجري تحت مسؤولية الأمم المتحدة ، لحل نزاع الصحراء ، الذي مات ولم يعد منذ 1991 ، لن يفدكم في شيء ، ولو كانت المفاوضات هي من سيجد الحل الأنسب للصراع ، لنجحت لقاءات منهاتن بالولايات المتحدة الامريكية ، ولقاءات جنيف السويسرية ، ولنجحت اللقاءات السابقة عن اللقاءات اللاحقة هذه .
ان الحل لا يخرج عن المواقف التالية :
1 ) انتفاضة الشعب الصحراوي ضد القيادة القبائلية الاستبدادية ، والدكتاتورية ، لتشكيل قيادة ثورية من صلب الشعب الذي يعاني الضنك ، وقساوة الحياة بالمخيمات ، وليس القيادة التي تسكن الفيلات والدور الفاخرة بالجزائر العاصمة .
1 ) توجيه دعوة الى الأمم المتحدة لحماية الثوريين من تسلط المخابرات الجزائرية ، والجيش الجزائري ، حتى تكون للصحراويين الحرية لاختيار القرار الثوري الذي يجيب عن المرحلة والذي لا يخرج عن :
ا --- قبول الحكم الذاتي بالضوابط الأممية .
ب --- الاندماج كمواطنين لا كرعايا مع المغاربة .
ج --- العودة الى الكفاح المسلح ، لكن هل ظروف الحال تسمح به ، وسيما وان تغييرا جذريا ينتظر العالم خاصة دول الاتحاد الأوربي بفضل الوحش كورونا .
والسؤال : لماذا لا يمكن استغلال الصحراء لبناء مغرب الجماهير ، ومغرب الشعوب ، ليصبح كل شيء عندنا ، من مدنية ، وحضارة ، وصناعة ، وتكنولويجة ....
ان السوق المغاربية الكبيرة ان تم تشييدها ، وظروف التشييد متوافرة وبالقوة ، ستعوض سوق الاتحاد الأوربي ، وسوق الاتحاد الخليجي ، وسنحقق الثورة الاقتصادية ، والاجتماعية للشعوب ، وللجماهير المغاربية ،قاطبة ..
ومرة أخرى ان الجهة التي وقفت وراء تأسيس " صحراويون من اجل السلام " هي فاشلة حتى قبل الوصول الى عقد المؤتمر المقبل خلال أربعة وعشرين شهرا قادمة .
والأيام او الشهور القادمة بيننا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
- الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية ...
- مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
- الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
- ياسر العبادي
- العفو الملكي
- الاسلام السياسي
- البربر
- جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
- ماذا بعد كورونا / فيروس
- منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
- جايْحتْ كورونا
- الأمين العام للأمم المتحدة ونزاع الصحراء
- تفكيك وتحليل الدولة المغربية
- المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي
- حرب الراية
- أمريكا / حماقة
- جبهة البوليساريو تتمتع بتمثيلية قانونية بسويسرا
- الرئيس الموريتاني يؤكد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية
- كيف يفكر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني


المزيد.....




- -شارع سمسم- ينتقل إلى نتفليكس
- محكمة الاستئناف في الجزائر تحدد جلسة 24 يونيو للنظر في قضية ...
- الشرطة الإسبانية تعلن تفكيك شبكة اتجار بالبشر والمخدرات تعمل ...
- ليبيا: العثور على 58 جثة مجهولة الهوية في مشرحة أبو سليم بطر ...
- روبيو: أمريكا لم تبحث ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا
- مناورات الأسد الإفريقي 2025: هل يشارك فيها لواء غولاني الإسر ...
- مصادر خاصة لرويترز... سوريا سلمت متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل ...
- الإمارات تعلن الاتفاق مع إسرائيل على بدء إدخال مساعدات إنسان ...
- واشنطن تستعجل موسكو بتقديم شروطها لوقف إطلاق النار خلال أسبو ...
- فيديو: اشتعال النيران في المستشفى الإندونيسي في غزة بعد قصف ...


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حركة - صحراويون من اجل السلام -