أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - أرض فظة...( أقصوصة ضد الحرب)














المزيد.....

أرض فظة...( أقصوصة ضد الحرب)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


أرض فظة.. ( أقصوصة ضد الحرب) ..
سلام كاظم فرج..
ومن أغرب ما همس به( عبد الله القس) عند احتضاره إنه كان يحتفظ بصورة لفتاة إقتطعها من صحيفة يومية !!
كنت أخبئها في محفظة النقود وأطالعها كلما سنحت الفرصة.. هي صورة لشاعرة ناشئة يومذاك..والصورة نشرت بالأبيض والاسود بمحاذاة نص لها.. كنت أعيش حالة جدب عاطفي.. فحبيبتي بعد خصامها لم تترك صورة ولا ذكرى.. والحرب مع ايران قد مدت قرونها الملساء وبدأت تلتهم أعمارنا.. كنت مهجورا في تلك الأرض الفظة.. ورفاق السلاح. ماكانوا رفاقا ولا اصدقاء..كنت غريبا بينهم.. وما بيننا بون شاسع في الافكار والعواطف والرغبات..بل قل كنت منبوذا منهم.. ويرتابون بي ! كنا رجالا وكنا بشرا.. لكننا انتهينا كلنا.. لم نعد بشرا فيما أتذكر.. بل مخلوقات غير ودودة .. ومع ذلك كنا نتشارك في قصاع الطعام.. هم يضحكون ويتسامرون بتافه الكلام.. وفي بعض كلامهم ألغاز سوقية قد تحمل انواعا من الاحتجاج على ما يجري وضد السلطة.. السلطة وكما تعرف كانت دموية.. لاترحم من يسخر منها.. لذلك كنت لا أقترب من تلك المحاولات الصبيانية في النقد..وكنت انعزل بعيدا أطالع الصحف.. وكانوا من كل ذلك يسخرون..البعض منهم كان يسميني( القاموس..) احيانا كانوا يحاولون ان يتعرفوا على آخر أخبار الوساطات التي تجربها الامم مع حكومتنا وحكومة ايران.. كنت احاول جهد الامكان ان اكون متفائلا وأحدثهم عن لجنة سيكتوري وجهود اولف بالما بشيء من التفاؤل....
. كنت ضمن فريق من الجنود مهمته كشف الألغام وإزالتها.. ويبدأ عملنا من ساعات الفجر الاولى وينتهي عندما يحين وقت العصر.. عندها تبدأ فترة الراحة..والاستجمام الجميل... !!.. بالفعل كان جميلا.. وكنا ننتظره بصبر العشاق.. فيه نملك حقوق الاستحمام وتبادل النكات والشتائم والقفشات البذيئة ..بالنسبة لي كان وقتا مهما اطالع فيه صورة حبيبتي الافتراضية التي لا اعرفها ولا تعرفني.. شاعرة عابرة بوجه طفولي ...صورة مقتطفة من صحيفة يومية.. لم اخبرك.. بالرغم من كل المسافة النائية الشاسعة التي تفصلنا عن المدينة..كانت الصحف اليومية تصلنا مع ما تسمى بسيارة الارزاق.. وسيارة الارزاق تنقل ما تيسر من طعام تبعث به قيادتنا لخطوط الجبهة الامامية... لكن ما يهمني في الحقيقة الصحف الرسمية الثلاث...كنت أحتفظ براديو ترانزستور صغير .. يحمل احيانا صوت فيروز .. ويبخل في اوقات كثيرة ..انا هنا اتحدث عن فترة الليل.. ففي النهار لامكان للراديو.. نسمع فقط اصوات أحذية الجنود...قضيت وقتا رائعا مع صورة حبيبتي الافتراضية حتى إذا ما انتهت الحرب تزوجت من فتاة طيبة حنون !! هي أم القس بن عبد الله القس.. انت تعرفها ولا شك.. قلت له : اكيد أكيد.. قال.. لم يعد مناسبا ان احتفظ بصورة تلك الشاعرة المجهولة.. اليس كذلك؟؟ أومأت برأسي : نعم !! قال ولذلك مزقتها في اول ايام خطبتي لأم القس.. ابتسمت بإشفاق فقد كان يلهث. والأعياء أخذ منه كل مأخذ.. ربما تقول يا صديقي انني أهذي.. وربما تظن بي الظنون.. همست : حاشاك !!.. فقال قصتي لها بقية وربّاط.. ابتسمتُ وقلت له : هاتها... أجاب وهو يحاول ان يبتسم.. فتاة الصورة هي صديقتي الان على صفحات التواصل الاجتماعي..!! مازالت صديقة افتراضية.. لكن التجاعيد قد أخذت منها نضارة الشباب.. وحدها نظرة عينيها ما زالت تحمل براءة الاطفال !!!
انتهى النص...
................
ملاحظة:1ــ القس.. هو اسم والد صديقي بطل حكايتنا هذه..وهو هنا يتماهى مع اللقب الذي اطلقه الجنود عليه (القاموس..)..
2ــ ربّاط..مفردة تقال عن كل قصة لتعني المغزى.. فرباط السالفة في اللهجة العراقية يعني مغزى القصة ...!
3ــ سيكتوري( رئيس دولة كينيا) و بالما (رئيس وزراء السويد )بذلا جهودا جبارة لإيقاف الحرب ..كلها ذهبت ادراج الرياح ولم تنفع!! ...



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن الألفي والإعجاز الخطي...
- أفكر بالجميلات...
- الرواية التسجيلية من منظور أخلاقي..
- الحرب حين تراود...
- هل حقا إن إيران متفقة مع أميركا؟؟
- لست عروبيا..(قصيدة نثر...)
- عابرة....
- قصص قصيرة جدا.. جدا..
- أقمار تلك الأزمنة...
- عيون ميدوزا الساحرة
- تراجيديا الكمأ وخواء الأجوبة..(قصيدة نثر)..
- يعتقد صديقي المتدين....
- لورنس فرلنغيتي شاعر التمرد والإنتشاء...
- ( صهر البابا) وعيون النقد النائمة....
- جريرة النص أم جريرة المتلقي ؟... إسلاميون وعلمانيون...
- بار على الحدود...(قصيدة نثر....)
- الإلحاد في العراق وبلدان الشرق ....
- ناديا مراد / المسيح يصلب من جديد
- عبد الناصر وفلسفة الكرامة...
- الأسئلة المختبئة خلف أجوبة واضحة ..(نقد...)


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - أرض فظة...( أقصوصة ضد الحرب)