أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*














المزيد.....

التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكل تأكيد ستكون أي محاولة للمقارنة بين حجم ونوعية القوة المسلحة التي كانت تخضع لأمرة البكر ونائبه صدام من جهة وتلك التي كانت بإمرة مدير الأمن العام ناظم كزار من جهة أخرى, ستكون مقارنة كهذه مجرد دعابة تدعو إلى الضحك مثلما تدعو إلى الرثاء.
قوة البكر وصدام لم تكن متأتية من حجم القوى المسلحة التي بإمرتهما وإنما أيضا من قوة الدعم الجماهيري الذي حصلا عليه بوصفهما رجلي النظام القوييَيْن, وهو نظام كان قد إجتاز وقتها الكثير من المحطات الصعبة التي ضيقت إلى حد كبير من مساحة الحاجة إلى إستبداله.
وحتى حساب موقف الحزب بإفتراض أن يكون حينها ذا شأن لإستقبال التغيير فإن ما كان قد رآه كزار أو السامرائي أو محمد فاضل, كمقدمات لأخطار قبلية وجهوية قادمة, لم يكن مرئيا حينها بشكل واضح من قبل أغلبية قيادات الحزب وأعضائه.
إن النسبة العظمى من الحزبيين ومعهم الشارع العراقي بدرجات كبيرة كانت فرحة بالإنجازات الكبيرة التي اقدم عليها النظام مثل تأميم النفط (1972) أو إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد (1970) والتقارب الشيوعي البعثي الذي سيفضي بعد سنة لتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية (1974).
كما أن فراغ الساحة القومية الذي نشأ بعد موت عبدالناصر (1970) قد جعل الساحة العربية مستعدة لمنح القيادة العراقية إستحقاقات البديل.
إن كل عوامل القوة المنظورة كانت تعمل حينها لحساب البكر ونائبه.
إذن ما الذي كان ناظم قد رأه .. ؟ ثم ظنه كافيا لنجاح خطته .. ؟
ببساطة, كان رهان ناظم قد تأسس على وجود حالة التوجس والخوف الكبير لدى الحزبيين من إمكانية تكرار ما حدث في 18 تشرين عام 1963 يوم قامت مجموعة من (عسكر الحزب) لمساعدة عبدالسلام عارف للقضاء على جمهورية البعث الأولى.
إن هذا الرهاب أسميه الآن الـ (تشرينوفوبيا).
كان شبح تلك التجربة, (التشرينوفوبيا), أي رهاب تشرين, ما زال فاعلا, ونشيطا, ومؤثرا, ومدعاة لوضع اليد البعثية على قلوب أصحابها.
بعد إبعاد الفريق صالح مهدي عماش (1971) وإغتيال الفريق حردان التكريتي (1971) صار بإمكان أي حزبي أن يشير إلى الجهة التي سيأتي منها خطر تشرين.
إعطي ذلك البعثي صورة تضم ولو مائة من العسكريين الكبار فسيضع يده وهو مغمض العينين على إثنين منهم ليصيح بعدها بصوت مسموع : من هنا تأتي الريح.
ولكي يصيح آخر: إذن فلنسد الباب ونستريح.
وكان أكثر الرجال إثارة لـ (رهاب تشرين) هما الفريق حماد شهاب التكريتي وزير الدفاع والفريق سعدون غيدان وزير الداخلية اللذان كان إرتباطهما بالحزب حديثا وواهنا وهشا.
إن ناظم كزار كان قد راهن بالضبط على (رهاب تشرين), وكان مصدر قوته الأساسي هو (التشرينوفوبيا). وكان محقا يوم تصور أن حركته ستحظى بالنجاح والتأييد لو أنه رسمها معتمدا بشكل أساسي على فاعلية ذلك الرهاب المخيف :
تبدأ الخطة بإصطياد الرجلين المثيرين لذلك الرهاب بشكل أساسي ومعهما عسكريين آخرين من أقارب البكر مثل عدنان شريف آمر فوج حرس الرئاسة وعضو المكتب العسكري وزوج بنت البكر ومدير مكتبه منذر المطلك .
يومها لم يكن مع صدام أحدٌ من العسكريين الموثرين وكان يستمد قوته بين صفوف الجيش من قوة البكر نفسه. "أخوته من أمه", سبعاوي ووطبان وبرزان لم يكونوا معروفين بعد. أفضلهم كان برتبة نائب ضابط (موس : رتبة خاصة كانت قد منحت بعد دورة تسعة أشهر), أما "أخوه من إخوته" دهام إبراهيم الحسن فكان يعمل حارسا لمدرسة إبتدائية.
حسين كامل جندي الإطفاء وشقيقه صدام لم يكونوا قد عرفوا بعد أين يقع القصر الجمهوري.
ومثلهم أيضا كان العريف اللعين علي حسن المجيد الذي أتوا به "كاتبا" في ذاتية المكتب العسكري, وكانت كل مؤهلاته أنه كان من أقاربهما, وكان قادرا أيضا على أن (يفك) الخط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية (9)
**ستكون المقالة العاشرة معنية بعلاقة الشهيد المغدور عبدالخالق السامرائي بحركة كزار



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم
- سنة وشيعة ... و ... عراق
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...


المزيد.....




- تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة
- الجيش الأميركي يدمر 3 مسيرات في منطقة يسيطر عليها الحوثيون ب ...
- شاهد: مظاهرة لأهالي الرهائن الإسرائيليين خارج مقر الجيش في ت ...
- شاهد: كارثة مروعة.. شاحنة تدهس عشرات الأطفال في قيرغيزستان
- يوروبا ليغ ـ ليفركوزن يفوز على مضيفه روما ويضع قدما في النها ...
- قرية مصرية تشهد سباقا غريبا لا مثيل له في العالم
- بعد تقدم روسي بدونباس.. ماكرون يجدد تعهده بنشر قوات بأوكراني ...
- فصائل عراقية تعلن مهاجمة أهداف إسرائيلية
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- الرئاسة الأوكرانية: نحن بحاجة إلى قرار أوروبي لإعادة الرجال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*