أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - بارا أو مديح الجحيم














المزيد.....

بارا أو مديح الجحيم


أحمد القنديلي

الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 14:45
المحور: الادب والفن
    


بارا أو مديح الجحيم


" لقد تحققت هزيمتي على يد ظلّي"
نيكانور بارا (1)
من قصيدة " لن أتراجع عن كل ما قلت"










نسيان


لكأنكِ كنتِ هنا
أستنشق في هذه اللحظة الحرّى
ريحا مثل ريح الحبَق
تلك ريحك أيتها اللحظة الهاربه
منحنىً يمحو أثري في هذا الهنا
لكأنكِ كنتِ هنا
كيف لي أن أقاوم وحدي
هذا الفراغ القتيل؟

تذكر

لا تغادر هذا المكان
دخّنْ
ربما تتلهّى أو تُلْهي مقتفي أثرك.
قبل أن يرتدّ إليك الطّرف
سآتيك يا هدهدي
إنني في الطريق إلى تلك المدن الهاربه
سأُنَكّر أسقفها.
قدماه
ذاك العبد الكريم
تمشيان الآن هنا
بخطىً واثقه.
هل أنا أهذي؟
أثر يقفو أثرا
إنني لأرى ريحا مثل ريح الحبق
مثل ريح الريف
تهب على جسدي المشويّ
مرارا
وتكرارا.

أفق

الآن أرى أفقا جائعا
نابُه اليُمنى تعدو صوبي
تستبيح صداي
لا تُبّانَ يسترني
لا حائط يُسندني
لا ظلمة تخفي لي سوأتي
الأمام فراغ
الوراء فراغ

نيكانور بارا

سانتياغو تغادر بهجتها
فجأة يتواضع ذاك الظلّ العنيد
يتزحلق تحت الهواء و تحت التراب و تحت الحجر
كالعهن يصير.

بارا الآن
جسد
شبْه رخو
فاتر كالحياة
بارد كالعدم
بارد كالحياة
فاتر كالعدم.
بارا يتطاير مثل وُريْقات الأقحوان
أواخر أيام فصل الربيع.
بارا
وقح
ووديع
هارب من مجازات الآخرين
ذاهب نحو الهاويه
ساخر من وجهي
و من وجهه
ساخر
من ضحكة تلك الفتاة
ومن ناب ذاك الليل الصدئ.
هل جننت؟
أجب يا نيكانور بارا
اخرج الآن من قبرك الملكيّ
ضاحكا
واستهزئ من الموتى
بشظايا الشعر المضاد
يا صديقي القصيّ هناك
فلتنم هادئا
مثل ريح الصبا البارده
ناقما من قصائدنا الصامته.

جرادة

خبز يتفحّم كي يتلقفه حلقي
حلقي يتيبّس وسْط الماء
تسودّ اليد اليسرى كي تسترق الخبز الأسود
مثلما يسرق الليل أوجاع اليتامى
هولاكو الغبيّ
يُهرّب قمحي الطريّ
يدحوه بعيدا عن شفتي
هولاكو مجرد لص صديق.
والآن،
لا أرى غير غنبازة ثكلى
تتهيأ للانتحار.
أفٍّ لك يا هولاكو الغبي
اغرس بابن ال...
ما تراه الأنسب في أذني
أو في ...
لن تستلّ منّي خيطا ترفو منه الذي تشتهيهْ
من حكايات ذاك المكان.
فأنا حجر مشتق من حجر
فحمي يستوقد نارا
تبول على نار
تتخوف من نهبك القاسي
فلنذهب معا صوب ذاك الجحيم.


جوع


أفق جائع
يرفو أمشاجا
تلهب أحشائي.
شوق يدحوني إليكِ
هناك
هناكْ
يتها اللحظة البلقاء
هل أهتف وحدي
منذ الآنْ؟
الآنْ
أستضيف الحبق
أستضيف طيوري
لكي تزهو حولي.
لي وحدي
هذا المكان
لي وحدي
هذا الفراغ.

نأي

حينما يمتد الوقت قليلا
نحو الغسوق
يمعن الماء في النأي عن زغب الأرض
كي لا تبتل الجذور
كي يصّاعد الصهد
من أخمص القدمين
إلى أعلى الوجنتين.
حينما يمتد الليل قليلا
نحو الغسوق
تشرع الأقحوانة في خلع أوراقها
تتهيأ لي
غير أني هنا
وأقيم هناك
فلتخلع أوراقها بهدوء
وسيم
جريح.

احتراق

والآن
هل أقول احترقت؟
ناري تتشبث بالسِّدر والدِّفلى
تتناثر في كل ناحية سكرى
لا تبقي من أحد يمشي
أو لا يمشي
فلتأت قيامتكَ الآن
أو فليأت القبر المحفور على عجل
يتفتت في زمن لا يرنّ
يتفتت في برزخ يهمي كالماء
يتفتت في ما وراء المكان.

(1) ـ نيكانور بارا (1914 / 2018) واحد من أعظم شعراء التشيلي في عصرنا.



#أحمد_القنديلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم شريد... وله ما بعده
- وعكة العين وانفلات الخيط من سم الإبرة
- فوضى الأقحوان هنا والآن
- هبوب الرماد وسرطنة الهواء
- قيلولة الوقت...سهو اليدين...وصمت الحجر
- هجوم العجاج.. سقوط الأعمدة.. وعويل الرياح
- غسوق المساء
- دم يتلألأ في ملكوت الرذاذ
- تضاريس الوقت الميت
- بحثا عن نعل وماء
- تحولات الشعر العربي: قصيدة النثر: من مواجهة الفراغ إلى مواجه ...
- شعرية التناص في القصيدة المغربية المعاصرة
- بلاغة الانحراف في الشعر المغربي المعاصر
- بصمات الحداثة في الشعر العربي المعاصر
- النص الموازي في الشعر
- الفراغ في الشعر: مقاربة للفراغ في ديوان -سلاما وليشربوا البح ...
- الدراما في الشعر العربي المعاصر
- لعبة المرايا في رواية -أوراق- لعبد الله العروي
- النص والتلقي
- عجائبية الحكي والمحكي في قصص أحمد بوزفور من خلال قصتي -سرنمة ...


المزيد.....




- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد القنديلي - بارا أو مديح الجحيم