أحمد القنديلي
الحوار المتمدن-العدد: 6502 - 2020 / 2 / 29 - 14:20
المحور:
الادب والفن
دم شريد.... و له ما بعده
مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ
ختْم الحكي ترويه امرأةٌ عمياءْ.
أمشي حذِرا
تتعثر رِجلي اليسرى وتبقى هناكْ
في الزُّقاق الخلفيِّ
لكنّني سأواصل حبْوي صوب المزلاج السحريّْ.
لعلاء الدينْ
أن يجرّ الضوء إلى جهتي
كي أراني أجادل مائي وضوئي وصلصالي.
الرباط تنوء بكلكلها فوق صدري الملقى وسْط الأنقاض
صدري قفص من قصبْ
تتهرّأُ أضلاعه تحت فرو الوقت
كيف لي أن أجرّ عويل الثّكالى
خلف عويل المحبوسين الحمقى
خلف عويل المناجل
خلف عويلي الجريح؟
إنني قادم من جحيم بغير ضفاف
أُسرِجُ اللّهب الملغوم بكل المعادن علَّ القيامة تُسرِج هودجها استعدادا لبدء الأعيادِ
هل لي بعد هذا الهبوب المولول أن أطلق الصرخة المعقوفة في حلقي
خلف الباب المحدودب
خلف عويل الريح؟
صرختي صلعاء
كالصفع المفاجئِ
تدحوك نحو الزاوية المقفله
قل لأعضائك الرخوه
انهضي
أو قل لعويل الريحْ
قنبل كل الأبواب
ودمر أعشاشي،
تطّاير هذي الأرض شظايا فوق السّحاب.
لا فرار الآن
مُذْ رآني الضوء
وظِلّ الماء
وأنتَ الأشدّ حنوّا وفتكا بي
إنني بالمرصاد لكْ
أيها القاتل الحاني باسم ما قالت لك مقصلتك
أسراي معي
نسْري جمعا
نحو الحتف أو نحو الألق
اسأل أسراي الحمقى كم شِصٍّ في حوزتنا في مدح القنافد أو هجوها.
لي ألف رويٍّ
وقادوم للسحج على عجل يُغمي ليقيك من الولوله.
إنه جدَلٌ أقسى من صُداع ترانيمي
يسكُر الماء أحيانا
تتهرّأ أجزاؤه شوقا
تتسابق نحو الشقوق
طمعا في الفتق
لكن الصلصال يدحو حبيباته نحو الرمل أو نحوي أو نحو نحيب الغبار.
فليوحِّدنا زلزال الخراب إذن
ربما
يستقيم الخطو البهيّ
نحو دالية سكرى يتقطر من فمها شُهْد الشهداء
ترتق الشرخ تلو الشرخ
تداوي الخوف المغلّف بالهندباء.
جدَلٌ أقسى من صداع ترانيمي
فلأكِدْ كي أرى ما ترون
بئس هذا الشَّرار المولول جهرا يحالفني، سرّاً ينازعني، سرا يحالف بوّاب الباب العالي.
ليل خائف مني
ذاك عُكّازه
يتوكّأ مرتعشا،
يمشي وعلى ظهره قُفَفٌ من غبار أسودَ ينثره كلّما لاح ضوء هنا أو هناكْ
إنه أعمى
شبحٌ يتمايل منفردا في جوف الضباب.
لك ان توقظ الأحياء
لك أن توقظ الموتى للعراك
لا فرار الآن
أيها الشهداء اركبوا معنا
أيها الأحياءْ
من يحمل شاقوله معه يركب معنا
لا فرار الآن
كل هذي الفصول نَتِنه
نحتاج الكثير من الخيط كي نولِجَ الفصل في الفصل
كي يفوح الحبق
من مسامّ الفصول التي تتمرّغ في أمواج الغيم وفي شطحات الأعياد،
حينها تتشظّى الأهوالُ
أو تتبخر في شاي الحكي.
ظهْر الوقت محدودبٌ
من مشيته العوجاءْ
يتقطر ماء الموتْ
صدئا كالغدر
كابتسامة أفعى سوداءِ
انهضْ
قبل أن يتخلى عنك السروالُ
أو تتخلى عنك أُرَيْنِبَةُ الأنفِ
انهضْ
واستبح كل أنف أفطسَ كان يُسيِّده ذعرك المتورِّم في أدغال الفراغ
انهضْ
في منعرج الصرخة المبحوحة في الحلقوم الجريح
في مفترق الغيبوبةِ
لا تذكر أحدا
أنتَ بَنْدول السّاعهْ
هول الهولِ
أنتَ
جحافل غيم وقد زمجرت:
هُبّي...
هُبّي
فلقد آن للماء أن يتشوق للماء.
فبراير 2020
#أحمد_القنديلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟