أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الم الحياة يفوق متعتها بكثير














المزيد.....

الم الحياة يفوق متعتها بكثير


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 11:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أودى بحياة ثمانين ألفا ، والرقم في ازدياد ، أي قد يصل الى مئة أو مئتي ألف في حلول آخر سنة 2020 المنكوبة أو المنحوسة ..
نعم الرقم مرعب ، لكن هذا الرقم المرعب الذي أثار ضجة اعلامية وشل الحياة حول العالم ضئيل جدا بالمقارنة مع أرقام ضحايا الجوع التي تعلن عنها تقارير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة سنويا .
هذه الأرقام او الاحصائيات تجعلني اتساءل .. وأسأل سواء عن براءة أو خبث ..
ماذا عن وفاء أكثر من 3 مليون طفل تحت الخامسة في كل عام أي 45% من معدل وفيات الأطفال عالميا فقط من الجوع ؟
ماذا عن تأثر 16 مليون طفل سنويا بسوء التغذية الحاد المؤدي الى صعوبة في الحياة وليس في التنفس فقط ؟
لم يضج الاعلام بأخبارهم ولم تنتفض الدول لمحاربة هذا الفيروس المسمى (جوعا) رغم أنه لا يحتاج الى أمصال أو أدوية أو مختبرات أو علماء!
المفارقة أنه يحتاج فقط حملة دولية لجمع ما يهدر من الغذاء ويكفي لإطعام كل جياع العالم !
الواقع صادم جدا ..
الواقع الذي يقول بأن ربع أطفال العالم يعانون من (التقزم) بسبب قلة الغذاء وقد ترتفع الى واحد من كل ثلاثة .. إلا أنهم ليسوا أطفالنا على أية حال !
الواقع يقول أن لفيروس كورونا صوتا مدويا سمعناه في كل بقاع الأرض ، إلا أن للجوع صوتا لا يسمعه حتى الآن إلا الله !

آخر الاحصاءات تؤكد على أن الأرقام كانت مرعبة سنة 2019..
وأنا اسأل فقط لماذا والى متى ؟ وهل يحق لنا الخوف من كورونا فقط لأن لدينا رفاهية الشعور بالخوف والصراخ والعويل في وسائل الإعلام ؟
فيروس كورونا ينهش رئات المرضى وبدأ بالتراجع وسيزول بفضل جهود العالم المبذولة لكن فيروس الجوع ينهش بطون 820 مليون شخص جائع حول العالم !
في حين أن ثلث جميع المواد الغذائية المنتجة على مستوى العالم تفقد أو تهدر سنويا . .
الجوع ليس فقط معدة فارغة وأمراض نقص التغذية وحياة مهددة ،إنما يتسبب هذا الجوع في تراجع النمو ويعوق التطور المعرفي ويؤدي الى هجرات جماعية وربما الى أمراض وأوبئة تطالنا جميعا في النهاية .
الغريب أن إنسان اليوم الحضاري يؤمن بأنه سيقضي على فيروس كورونا لأنه مرشح قوي لهذا المرض ولا يؤمن بأنه قادرا على القضاء على الجوع الذي يقضي على ملايين الجائعين فقط لأنه غير جائع !
يا سادة .. أذكركم
إذا كنا بخير ، هذا لا يعني أن العالم كله بخير .
ولأنني أتفق مع المصور الصحفي (كيفن كارتر) الذي انتحر بعد أن صور طفلة هزيلة تموت جوعا رغم حصوله على جائزة (بوليتزر) ،إلا أنه لم يشعر بأنه بخير وانتحر قائلا في رسالته قبل انتحاره (أنا آسف جدا جدا ،لكن ألم الحياة يفوق متعتها بكثير)..
هو اختار الانتحار .. لكن ربما هناك خيارات أخرى تجعلنا قادرين على جعل متعة الحياة تفوق آلامها بكثير.
نعم يا كيفن كارتر .. ربما أنت مخطئ .



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترى هل من عودة الى الوراء ؟
- (الماسك) في زمن الكورونا
- كلنا مشروع مجرم
- فيروس كورونا .. معذور
- الأمومة .. غريزة أم قرار؟
- عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟
- وهم الزمن
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الم الحياة يفوق متعتها بكثير