أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فضائيات الهلوسة العراقية الى متى ؟














المزيد.....

فضائيات الهلوسة العراقية الى متى ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 04:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اجبرني الحظر بسبب وباء الكورونا على الجلوس في البيت ومتابعة القنوات الفضائية المحلية, لكن الحقيقة اشعرتني بالغثيان بسبب كمية الجنون والسفاهة التي تتناولها ضمن ساعات البث, بعضها لا هم لها الا تعظيم صنم وجعل كلماته فواصل بين البرامج, وبعضها الاخر تتحدث عن نجاحات حكومية كبيرة تحققت في السنة الاخيرة! واتعجب هل ادارة القناة تعيش في كوكب اخرى.. المريخ مثلا؟ وقصة ثالثة من السفاهة وهي البرامج التي تعرض والتي لا تقدم معلومة نافعة ولا هدف انساني, مجرد تسفيه لوعي المشاركين بالبرنامج والمشاهد.
كان من الممكن ان تكون القنوات الفضائية المحلية خير عون في رفع وعي الامة, لكنها التزمت في عملية الهدر القيمي والمعرفي.

• فضائيات الاحزاب والصنمية
في العراق توجد عشرات القنوات الفضائية التابعة لأحزاب, الصنف الاول منها تابعة لأحزاب دينية, وهذه همها الاكبر النفخ في قائد الكيان السياسي الممول للقناة, ورفعه فوق مستوى البشر! فيكون بهية العالم الخبير الحذق الفاهم لكل شيء ويمكن القول يتم تصويره على انه شبيه الانبياء والاوصياء! وهي هلوسة مفضوحة للعاقل, لكن مع الاسف لها جمهور وهم الاتباع الخاضعين للكيان السياسي, فتعمل القناة الفضائية على تغذيتهم, وبشكل دائم حتى يصبح زعيم الكيان في مخيلتهم صنم يجب الدفاع عنه وممنوع نقده, وكل ما يفعله زعيمهم فهو الحق حتى لو تناقضت افعاله.
هذا النوع من الفضائيات خطير جدا, فيمكن التأثير على السذج ومحدودي التعلم, لذلك نجد كل حزب يملك قطيع كبير ممن يتبعون الاشارة من دون فهم وتمحيص لنداء الصنم.

• شبكة الاعلام العراقية والسلبية
كنا نعول كثيرا على شبكة الاعلام العراقية بالنهوض بالواقع الاعلامي المحلي, عبر شبكة محترفة في تقديمها للمادة الاعلامية, واخذتنا الاحلام بعيدا بان تصبح كشبكة MBC او الجزيرة, لكن مع الايام اكتشفنا ركاكة هذه الشبكة التي تحولت رويدا رويدا مطية للحزب الحاكم, بوق السلطة ليس الا, تحاول ان تصنع وهم باننا نعيش حياة وردية لأننا بحكم الحزب العتيد, واصبحت قيادات الحزب الحاكم هي من تقودها وتسيطر على جميع مفاصلها, مما تسبب بتدهورها وفسادها, وهكذا سقطت شبكة الاعلام العراقي.
هذا الكيان الاعلامي كي ينهض يحتاج لاجتثاث جميع القيادات الحزبية, التي استولت عليه وجعلته يسقط في مستنقع النفاق, وان يتحول من بوق للسلطة الى منبر مدافع عن حقوق الشعب المغتصبة.

• فضائيات بجذور بعثية
تتواجد العديد من القنوات التي تديرها كوادر بعثية, وممولة من بقايا رموز البعث في الخارج وعائلة صدام, هذه الفضائيات اهم اهدافها هو الحنين لزمن الطاغية صدام, والطعن بحكم الحاليين, مع دعم لكل حركة فوضوية داخل البلد حيث كانوا سعيدين بالقاعدة وداعش, واليوم هم مع الفوضى, ليس حبا بالمتظاهرين بل دعما لتعطيل الحياة في العراق, في مسعى ان تعود السيطرة لهم في لحظة زمنية غبية قد تحدث.
ولها نصيب كبير من المشاهدين, وهذا يؤثر سلبا على المتلقي, ومع الاسف هيئة الاعلام والاتصالات العراقية بقية صامتة لا تفعل شيئا, امام كم التهريج والسفاهة التي تبث للمواطن العراقي على مدار الساعة, وهذا يعود اما للفساد وتقبل الرشاوي, لتعطيل اي جهد في مكافحة ذيول البعث, او هو ضعف وفشل في اداء دور هيئة الاعلام.

• الفضائيات الدينية والجمود
الحقيقة انا مثل الكثير من ابناء جيلي كنا ننتظر مع فسحة الحرية ان تحدث ثورة دينية, عبر القنوات الفضائيات الدينية, فتؤثر بالمجتمع ويتحول مجتمعنا الى مجتمع يعمل بأخلاق الاسلام, من الصدق, وحفظ الامانة, والدعوة للسلام, واحترام الانسان, وان يتم حل الاشكاليات التاريخية ومناقشتها بهدوء واقناع, بحيث ان الافكار الصحيحة ستصبح هي السائدة, فتتكسر حصون المذاهب الدينية امام الحقائق المغيبة.
كل هذا لم يتحقق بل ساهمت القنوات الدينية في رفع المستوى الطائفي, وتمسك كل فريق بحصنه, واشتعل فتيل قضايا تاريخية الحساسة بسبب رعونة الطرح احيانا, وبعضها كان يد للأحزاب للتكسب من الاحتقان الطائفي, وفي عملية جعل المجتمع تابع للأحزاب بغطاء ديني.
لقد خيبت امالنا القنوات الفضائية الدينية, واصبحت سطحية جدا لا تملك رؤية ومنهج, فهل ليس فقط لم تقم بمسؤوليتها بل بعضها اساء وافسد.

• نموذج MBCعراق
عندما تتواجد ادارة محترفة فالأكيد انها ستنجح, المتتبع الجيد يكتشف ان هذه القناة (MBCعراق) بفترة قصيرة سرقت الجماهير من باقي القنوات المحلية, ليتشكل لها جمهور واسع ومتنوع ومتابع بشغف, انها قناة ناجحة عرفت كيف يمكن ان تكون لها رسالة وهدف وتأثير, تجذبك لبرامجها عبر افكار رصينة, حتى مع اختلافنا مع اهدافها, لكن من الظلم ان تقارن بالقنوات المحلية, التي تعبر عن هبوط فاضح في المادة التي تقدمها.
الان على القائمين على الفضائيات الفضائية المحلية اعادة النظر بما تقدمه, والاقتداء بالقنوات العربية, وليس عيبا اقامة دورات تطويرية بأشراف عرب لتأهيل كوادرهم المتأخرة, او التعاقد مع كوادر عربية محترفة لإدارة القنوات المحلية, عسى ان يتغير شيء من واقعهم الضحل الحالي.

• الحلم
عندما افكر في الحلم الذي يتكون من القنوات الفضائية المحلية المنتجة والفعالة لمصلحة الوطن والشعب, فتقدم برامج لتوعية الرجل والمرأة, وبرامج تشرح لهم قدرتهم على تغيير الواقع السياسي, وبرامج تدافع عن حقوق المواطن وتصبح الفضائيات المحلية هي المحامي عن حقوق الشعب المستلبة, وتصبح القنوات بالضد لكل فاسد تفضحه وتلاحقه, حتى يقذف خلف القضبان, ولا تتراجع حتى لو كان قائدا من "قواويد" الساحة السياسية الحالية.
قنوات تضع برامج تهتم بحصول المواطن على سكن يحفظ كرامته, او على ضمان صحي يوفر له العلاج والدواء, او تدافع في حق المواطن بالحصول على عمل, فتستمر بالطرق وبشكل اسبوعي, حتى تفهم الطبقة السياسية انها لا خيار لها الا الاذعان او السقوط.
انه الحلم الذي طال انتظارنا له بتواجد قنوات فضائية محلية ليست ذيلا للأحزاب, بل هي المدافع الدائم عن حقوق الشعب.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارجو أن لا تنسيكم الكورونا فساد الاحزاب
- سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية
- ستار كاووش ورحلة الابداع العالمي
- قصة قصيرة جدا القمح
- سقطات رواية قواعد العشق الاربعون
- الوباء والمجتمع والاحزاب
- سلوكيات اجتماعية مرفوضة
- قصة قصيرة جدا ..... مصادفة
- قصة قصيرة جدا ..... رائحة
- المجتمع العراقي والسلوك الديمقراطي
- كلام حول جريمة غسل العار
- اختفاء
- الطبقة السياسية وسحت مخصصات بدل الايجار
- البقاء لله
- الحرية والعبودية يتجسدان في حاضرنا
- السلف والقروض الحكومية والفوائد التعجيزية
- صدام والولادة في سراديب البيت الابيض
- شاهدت فيلم خيال مآتة
- امريكا وحريق الشرق الاوسط
- وماذا بعد البلطجة الامريكية ؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - فضائيات الهلوسة العراقية الى متى ؟