أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - الهروب /الشمّاعة














المزيد.....

الهروب /الشمّاعة


مناع النبواني

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 08:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الهروب /الشمّاعة
الهروب بمعناه المادي والمعنوي , هو عدم مواجهة الظروف المحيطة . والهروب نوعان : هروب جاهل , وهروب ماكر . أما النوع الأول , فلا مؤاخذة عليه ولا مساءلة , حيث أن الجاهل مثله مثل القاصر في القانون المدني . إنه يحتاج إلى من يدير شؤونه , لا يُسأل عن جميع أعماله , فهو لا يدرك ما يفعله , ولا يميّز بين الخير والشر , بين الضار والنافع . هكذا كان الإنسان الأول , ولفترة امتدت آلاف السنين , وما تزال آثارها مختبئة في اللاشعور الفردي والجمعي في بعض المجتمعات المتخلفة أو المقهورة والمغلوب على أمرها . لقد اخترع الإنسان الأول فكرة الألوهية , تارة يعدّدها , وتارة يوحّدها . أتدرون لماذا اخترع ذلك الإنسان فكرة الألوهية هذه ؟ لقد اخترعها لتكون الشمّاعة التي يلقي عليها تبعات كل الأمور التي لا يعرف أو لا يجد لها تفسيرا , أو لا يقدر على تفسيرها , وربما لا يفكّر في إيجاد تفسير لها . لقد عطّل عقله وفكره , فانطبق عليه قول :/ أبو العلاء المعري / :
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر ديّن لا عقل لهْ
أما النوع الثاني للهروب – الهروب الماكر – إنه الهروب من الحقيقة , الهروب من مواجهة متطلبات الحياة لعامة الناس , وأكثر ما تتمثّل هذه الظاهرة في أنظمة
الحكم غير الديمقراطية , غير العلمانية في العالم عامة , وفي الوطن العربي خاصة . هذه الأنظمة لا تنظر إلى الوطن إلا أنه مزرعة خصبة أو بقرة حلوب ,يجب أن تعطيهم أكبر كمية من الإنتاج بأقلّ التكاليف , ودون أية اعتبارات للحاجيات الضرورية للمزرعة أو البقرة .
لقد اخترعت هذه الأنظمة فكرة المؤامرة أو الاستعمار , أو الأخطار الخارجية التي تهدد الوطن . فكانت هذه الفكرة هي الشمّاعة التي تلقي عليها معوقات التطور , وعدم تفعيل مفهوم الوطن والمواطنة , وعدم الانتقال إلى المجتمع المدني , المجتمع العلماني , الديمقراطي . وباسم مواجهة المؤامرة أو مقاومة الاستعمار والصهيونية , أوقفت وتعطّلت كل الضرورات الوطنية .
((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان )) . لذلك لم تعد لقمة الخبز- الحاف –أكثر الضرورات ضرورة , فالشعوب الحية (( لا تعيش لتأكل , وإنما تأكل لتعيش )) . الحرية هي أكثر الضرورات ضرورة , المجتمع المدني العلماني هو أكثر الضرورات ضرورة , القوة الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية هي أكثر لضرورات ضرورة . لقد صوّروا لنا الاستعمار والصهيونية قدرا محتوما وتنينا عملاقا لا تمكن مقاومته , فهو وراء كل تخلّفنا وتمزّقنا , وهو السد المنيع الذي يمنع توحدّنا , لقد أوهمونا بأنه شبح مرعب يطاردنا صباح مساء . ونحن إزاءه لا حول لنا ولا طول .
أنا كمواطن , لا يهمّني ماذا يفعل أو ماذا يريد العدو الصهيوني والاستعمار , لأني أعرف ذلك تماما ولست بحاجة لمن يدلّني إليها . لقد اخترعوا السلاح النووي ليدّمروا الشعوب المستضعفة والمقهورة من حكّامها , ليستغلوا خيراتها . هكذا تقتضي مصلحته .
أنا كمواطن أسأل : ماذا نفعل وماذا نريد نحن وما هي مصلحتنا؟؟؟!!! نريد القدوة أم التبعيّة ؟ نريد الحرية أم الاستبداد ؟ نريد الاستقلال أم الاحتلال ؟ نريد فلسطين أم القضية الفلسطينية ؟؟؟؟!!!!.
لا أرى أننا أردنا أو فعلنا إلا قمع شعوبنا , وسرقة أموال الوطن , وإيداعها في البنوك الأميركية والأوروبية والتي لا تكون إلا (( بردا وسلاما على إسرائيل )) . فهل سنبقى يتهم بعضنا بعضا , بالتآمر تارة وبالخيانة تارة أخرى ؟!. متى ستبدأ الأنظمة العربية بناء القاعدة المادية للصناعات الثقيلة بالخيرات العربية وبالخبرات العربية وبالعمالة العربية , ونقلع عن إعطاء الأولوية للصناعات الاستهلاكية والتحويلية التابعة ؟! إن الاهتمام الجنوني بصناعة السياحة , لا يجعل العالم ينظر إلينا إلا فنادق وملاهٍ لتطيير فسقهم وإشباع ملذّاتهم . هذا غيض من فيض النوع الثاني للهروب . وأخيرا أردد مع الشاعر :
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب



4/6/2006 المحامي مناع النبواني



#مناع_النبواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والسياسة
- قراءة في حزب النهضة السوري
- قراءة في تداعيات الانتخابات الفلسطينية
- مشروع الوثيقة الوطنية -الوطن في خطر - نقد وتعليق
- سايكس- بيكو / مجددا /
- كما الفطر بعد المطر – نقد و تعليق -
- (( إعلان دمشق )) للتغيير الوطني الديمقراطي (( نقد وتعليق))
- الاصلاح اقوال أم افعال
- الديمقراطية بين عسف النظام وعبث المعارضة
- قراءة وطنية حقوقية لاهم التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتم ...
- شخصنة السياسة / شخصنة الوطن
- البلد الساحة أم البلد الوطن
- أية ديمقراطية نريد
- ملاحظات حول ما نشر في الحوار المتمدن - العدد 1071 - 7/1/2005 ...
- بطاقة معايدة
- نافذة على ندوة الوطن وما نتج عنها
- المعارضة بين شهوة السلطة وحب الوطن
- دعوة إلى المواطنة
- الإسلام والعروبة
- المحكم و المتشابه في القرآن الكريم


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مناع النبواني - الهروب /الشمّاعة