مناع النبواني
الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 03:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أنه مازلنا : - لايحق لنا حتى أن نحلم بالحرية والاستقلال التام .
قانونا – جميع الدويلا ت العربية مستقلة , من حيث الحدود والعضوية الاسمية في المنظمات الدولية , ووجود نظام حكم فيها . علما بأن معظم هذه الدويلات لا علاقة للشعب باختيار نظام الحكم فيها شكلا أو مضمونا .
نحن مستقلون وشبه أحرار في علاقاتنا مع بعضنا , والأنظمة العربية مطلقة اليد في تعاملها مع شعوبها , على عكس القيد الذي يكبل علاقاتها مع الخارج , أو قدرتها على اتخاذ قرارات لها تأثير دولي .
الأنظمة العربية هي اللاعب الأساس والرئيس داخل حدودها , والشعوب العربية هي الكرة التي تتقاذفها أقدام اللاعبين بكل عبثية , وبأية مشيئة . بينما الأنظمة العربية هي الكرة التي تتقاذفها أقدام اللاعبين الدوليين , وخاصة اللاعبين الرئيسيين .
الإدارة الأميركية – الكالفينية الانتماء , الوحشية التعامل , عودتنا على لعبة // سيناريو // تمارسه إذا ما أرادت السيطرة على منطقة ما . أو على دولة ما . تقوم هذه اللعبة / السيناريو/ على اختلاق سبب / مبرر / كبير تنفذ من خلاله إلى ما تريد .
1- أرادت قيادة أوروبا خاصة , والعالم عامة , فافتعلت أحداث -11- أيلول – 2001 بأيد إسلامية وعربية ،وتحقق لها ما أرادت باسم محاربة الإرهاب والإسلام الذي ربطته بالإرهاب ، ولا أعتقد أن أحداً منا نسي ـ زلة لسان جورج بوش الابن المتعمدة ، عندما أعلن / بدء الحروب الصليبية من جديد.
تحت شعار محاربة الإرهاب والإسلام الإرهابي وأسامة بن لادن ، وطالبان ، والقاعدة ـ احتلت أفغانستان وقتلت مئات الآلاف من الشعب الأفغاني ، واستولت على بترول المنطقة ، ووضعت قواعدها السياسية والعسكرية والمخابراتية بالقرب من روسيا والصين واليابان وغيرها… .بينما بقي أسامة بن لادن حياً وبقيت شركاته وأمواله في الولايات المتحدة تعمل وكأن شيئاً لم يكن .
هذه هي أول معاهدة بين الإدارة الأمريكية ومعظم دول العالم وبعض الأنظمة العربية ، تنص على إطلاق يد الإدارة الأمريكية في تلك المنطقة ، ثم تقوم هذه بدورها في توزيع بعض فتات الغنائم على أطراف المعاهدة الآخرين.
2ـ أرادت الإدارة الأمريكية احتلال العراق، وقيادة العالم بما فيه معظم الأنظمة العربية، فافتعلت احتلال العراق للكويت ، وتطوعت معظم الأنظمة العربية سياسياً وعسكرياً ، وتجمعت جيوشها في حفر الباطن وغيره تحت إمرة الجيش الأمريكي بحجة تحرير الكويت. وحتى يكتمل السيناريو ، فقد أعلنت بعد فترة أن العراق يهدد الأمن والسلم العالميين ، ويمتلك أسلحة الدمار الشامل نووياً وكيمياوياً ، فأقدمت على احتلال العراق عسكرياً. وكانت هذه هي المعاهدة الثانية التي تنص على إطلاق يد أمريكا ثانية في العراق والمنطقة بمباركة دولٍ أجنبية وعربية. وهذا هو العراق تحول من دولة واحدةٍ موحدة إلى أربع أو خمس أو عشر دويلات أو أقاليم أو طوائف أو قوميات متحاربة متقاتلة. لقد ضاع العراق ولم يبق له أثر بعد عين. وتعود أمريكا ثانية لتوزع فتات الغنائم على الأطراف الأخرى في المعاهدة.
3ـ الآن تريد الإدارة الأمريكية السيطرة على سوريا ولبنان ـ سياسياً أو عسكرياً ـ حتى تكتمل لها السيطرة الكاملة على الجزء العربي الآسيوي ، وتأمين الهدوء التام ، والسلام الدائم والشامل والعادل لإسرائيل. لقد أصبحت سوريا ولبنان جزيرة مخالفة في محيط أمريكي ـ نفوذ أمريكي في الشمال /تركيا/ ونفوذ أمريكي في الجنوب /الأردن/ وإسرائيل من الغرب ، والجيوش الأمريكية من الشرق/العراق/إضافة إلى جميع دويلات الجزيرة العربية ومصر. وحتى يتسنى لها ذلك ، ولإيجاد السبب/المبرر/الكبير ، فقد أقدمت على عقد معاهدة جديدة ، ومع أطراف جدد.
قبل احتلال العراق ، كان طرفا المعاهدة الرئيسان هما أمريكا ـ بريطانيا. أما الآن فطرفا المعاهدة الرئيسان هما أمريكا ـ فرنسا. لماذا فرنسا؟!. هذا ما يبينه لنا الكاتب السوري المعروف (ميشيل منير) في مقالته ــ إلى أين تسير فرنسا …؟ ــ المنشورة في ملحق البعث الفكري ـ حوار ـ ص:ـ20ـ21ـ تاريخ 5/12/2005 حيث يقول: (( لقد فوجئ الفرنسيون عندما علموا أن قاعدة عسكرية مشتركة فرنسية ـ أمريكية تنشط لأكثر من ثلاثة أعوام في باريس ، حيث تعمل المخابرات الفرنسية وعملاء وكالة الاستخبارات المركزية سوية ، نستطيع تصور هؤلاء الزملاء المحترفين وهم يتابعون على التلفزيون سوية المواجهة الشهيرة بين فرنسا والولايات المتحدة في الأمم المتحدة)).
ولكن ما هو الحدث الكبير الذي سيكون مبرراً للتدخل والدخول؟! وحيث أن المخابرات المركزية الأمريكية لن تعدم الوسيلة ، فقد أقدمت على عملية اغتيال رفيق الحريري ، واتهمت النظام اللبناني والنظام السوري بذلك ـ والذي أرجو بل وأتمنى ألا يكون اغتيال الحريري ومن سبقه ومن تبعه بأيدٍ لبنانية أو سورية ـ لأن ذلك يعتبر خيانة وطنية ، وتنفيذاً لبنود المعاهدة الجديدة الثالثة ، وتسهيلاً لتدخل ودخول النفوذ الأمريكي إلى هذه المنطقة.
الإدارة الأمريكية وحلفاؤها بعد احتلال العراق ، جزّأته وأضرمت فيه أوار الحقد الطائفي الحقير والقوميّ الكريه ، فماذا ستفعل بنا في سوريا ولبنان إذا ما تحقق ذلك؟!.
هل هو ديمقراطية الطوائف ، أم فيدرالية المناطق والأقاليم؟! أم الحرب الأهلية في كلتا الحالتين؟!.
لم أكتب من أجل الكتابة فقط ، ولا أدعي عمق التحليل والمعرفة منفرداً. وإنما كتبت لأقول: إني أدعو بل أنخو نخوة عربية كافة المواطنين ، سوريين ولبنانيين ، حكاما ًومحكومين ، موالاةً ومعارضة ، شيباً وشباباً ، ذكوراً وإناثاً ، إلى التنبه والحذر لهذا الأمر ، وإيلائه كبير الاهتمام بل كلّ الاهتمام ، وإبداء الرأي ، والبحث عن الوسائل الوطنية ، أقول: الوطنية فقط ، التي تحمي الوطن ، وتحافظ على وحدته وتماسكه ، على سيادته واستقلاله ، على حريته أرضاً وشعباً.
لا يعتقد أيّ منّا ـ مهما كان ـ أنه يستطيع وحده حماية الوطن.
الوطن يبنيه الفعل وتهدمه الانفعالات.
إياكم وشخصنة السياسة ، إياكم وشخصنة الوطن.
الوطن لجميع المواطنين ، والمواطنون جميعاً هم أصحاب الوطن وحماته.
8/12/2005
المحامي مناع النبواني
#مناع_النبواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟