أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي طه النوباني - ربيع عام 2020














المزيد.....

ربيع عام 2020


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


شعر: علي طه النوباني


كائنٌ فضائيّ معدنيّ الملامح
بلاستيكي النظرات
بلا عَواطِفَ ولا مَشـاعر
يَـحْمِل مِـلـقَطًا مُـدَبَّـباً
وَعَـدَسَـةً مُكَـبِّـرة
وَيَـسيـرُ في الشـارع الخاوي
مِثل شَـبَـحٍ مُـخيف
مِثل روبوتٍ سَـخيف
عُـيونُـهُ مُـستَـديرةٌ حمراء
أَنـفُـهُ مُـرَبَّـع قميء
وَصَـوتُـهُ مثل انـفِلاتِ الـهَواء
من ثُـقـبِ كائِن مَـريض
***
ها هُوَ يَـمْنَـعُ الِّـلـقاءَ والـحَياة
يَـجمَعُ الفيروساتِ والأجسامَ الـخَـبـيـثة
في عُـمرِنا الـخاوي
قُربَ رَبـيـعٍ لَـم يَكْـتَمِل
لَـمْ يَـبْـقَ مِن ضَـجَّـةِ النهارِ سِوى
شاشَــةٍ شاحِـبَةٍ
وَضوءٍ باهِتٍ يُـحْرِقُ الـعُـيونْ
لم يَـبْـقَ من أُلـفَةِ الـحَـديـثِ سِـوى
ناطِـقٍ جامِدٍ يَـدَّعي الـذَّكاءَ والـبَـراعَـة
في عـالَــمٍ يَـضِـجُّ بالسُّخْـفِ والبلاهَة
دَعـنـي وشـأْنـي
فالـمَديـنَةُ أَصبَحَتْ كَفَنَ الـقصائِـدِ
والأَغاني الـجَمـيلَـةْ
والشوارعُ تَـلـتَـفُّ حولَ الـمَعادِنِ الباردة
مثل عِشقٍ يموت
***
كُـنّا هناك
نُـواجِـهُ الأَخـطار
نَـتَـلَـفَّـعُ بالـمُـغامرات
نَـعـيـشُ أَو نَـموت
حَـتّـى أَتى هـذا
مِن بَـيْـدَرِ الـجُـنونِ والبَـذاءَة
لِـيَـزْرَعَـنا في الصَّخْرَةِ الـصمّاء
لا زهرَ
لا أَغاني
لا عشقَ، لا اشـتِـعال
***
ماذا يُـريـدُ الكـائِنُ الـمَجْـنون
هل يَـعـرِفُ أَنَّ الـنِّـهايَةَ
مِثلُ الـبدايَةِ
تَــسـكُنُ فـينا
فَـنَـسـعى لا نَـخاف
وَنَــشـربُ الماءَ والجفاف
لكنَّ ما يَـقْـتُـلُـنا
هُـو أَنـتَ
يا عَـدوَّ الـحياة
يَـهرُبُ عَنكَ حَتى الفيروسُ والمرض
يا أَيـُّها الـمُـبَـجَّلُ الـغَـبـيّ
مثل هيبةِ الدَّمار
وانقطاعِ الدُّروب
***
دَعْـني وَشـأني
أَمضـي إلى قَـدَري
فالـمَوْتُ قـصَّةٌ قـديـمَةٌ جِـدًا
رأيـتُـها كثيرًا في الـخُطواتِ الـحَـزيـنـَة
في خَـيـبةِ الـتّرحال والاجـتـهاد
وفي الولادة الممزوجة بالبكاء
الـموتُ قِـصَّةٌ قَـديـمَةٌ جِـدًا
تُـعيدُني لأُمّـي حيث أَنْـبُـتُ كالـربـيعْ
وأَجمعَ كلَّ الحكاياتِ الجميلة
من شـَمْسِنا الـحَـبـيـبـة
فـتُضيءُ في عَـيـنـي الزهور
وأنـتَ
ما أنتَ سِوى قاتِلِ الـراوي والـحِكـايَــة
وأنتَ صانِـعُ الـجَـنازاتِ الطـويلـَة
وصانِـعُ الـمَأْسـاة ِبِـأضـوائِـكَ اللَّــعينة
وَصُراخِكَ الـمَـقـيـت
وَمَوَدَّتـِكَ الكـاذبِة
***
دعني وَشـأنـي
أُعانـقُ الـتُّـرابَ مَـرَّةً
وَمَـرَّة أُعانِـقُ الـنجوم
لَـمْ أُوَقِّـعْ عَـلـى فَـوضاكَ يَـومًا
وَلـمْ أُوافِـقْ عَـلى حَـرقِ روحي
في جَـحيمِكَ اللَّعينْ
أنا قَـصيدَةُ الأَرضِ والسماء
أنا
نَـشــيدٌ جاء لكي
يَـتَـنَـفَّسُ الـحـريَّةَ قَـبلَ الـهَواء
***
9/4/2020



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس كورونا والنقود
- التراجع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان
- كيف نفهم ونكتب التقارير حول فيروس كورونا
- التنوع والثراء في الحوار المتمدن
- تخدير الناس؛ وتعليم الناس
- فيروس كورونا، والإعلام المرئي
- هل هنالك رغبة عالمية بالتخلص من كبار السن؟
- كورونا، تساؤلات حول منهج المواجهة
- أنقذوا المزارعين دفاعًا عن الوطن
- القضية السورية... وحقوق الإنسان
- مغالطات عموس عوز في -قصة عن الحب والظلام-
- البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي طه النوباني - ربيع عام 2020