أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علي طه النوباني - فيروس كورونا، والإعلام المرئي














المزيد.....

فيروس كورونا، والإعلام المرئي


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 18:55
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


أزمة كورونا أعادتنا لمشاهدة محطات تلفزيونية تركناها منذ سنوات، ولكن العودة لم تكن محمودة، فقد تفاجأنا بأن واقعنا الإعلامي لم يتغير؛ بل زاد سوءًا ففي ذروة الحدث تفتح جهاز التلفزيون وأنت تنتظر ملخصاً عما يحدث، أو برنامجًا حواريًا يناقش الأحداث الملتهبة بحرية وعمق، أو مادة تثقيفية أحسنت صياغتها لتكون مناسبة لكل فئات الناس من بسطاء ومثقفين وكبار في العمر وشباب وأطفال، ولكن الصدمة تكون قاتلة عندما تجدها تبث في ذروة الحدث مسلسلا قديمًا أو أفلام الكرتون أو برنامجًا وثائقيًا عن تاريخ صناعة التماثيل الخشبية.
ولكن أكثر ما يُغيظ في هذه المحطات هو طريقة اختيارها للإعلاميين الذين يَخرجونَ على الناس بأنماط مفتعلة تثير الاشمئزاز، وتجعلك تغير القناة حتى لو كانت ستعطيك ألف دولار عن كل دقيقة مشاهدة، فهذا واحد من مقدمي البرامج يُجلس ضيفًا عن يمينه، وآخر عن يساره، وَيُشوِّح بكلتا يديه في استعراض واضح، بينما عيناه تتحركان بطريقة بوليسية نحو كلٍّ منهما، ربما ليُخبرك بأنه ختم المعارف كُلَّها، ولم يُبقِ من المجد شيئًا لغيره من الناس، وربَّما ليُشعرك بأنه الآن يجالس عِلية القوم، وأنه واحدٌ منهم؛ وليس من عامة الشعب الذين يتفرجون الآن عليه عبر الشاشة الصغيرة.
وذاك إعلامي آخر يدخل على الأستوديو بكامل القيافة الإنجليزية، ويقفُ أمامنا ليبدأ خطاباً شاملًا سَهِر الليل لإعداده؛ فتسمعه نصفَ ساعة؛ وأنت تبحث عن جملة مفيدة تُبين ما يريده الرجل غير النفاق الرخيص والمراءاة المكشوفة؛ فلا تجد شيئاً ذا بال، وكأنما يستعمل المشاهدين (كومبرز) ليؤدي دورًا مُفاده: أنا هنا، وأنا أتقن القيافة الإنجليزية، وأنا مُوالٍ حتى النخاع، وأنا أصلح وزيرًا أو حتى مديرًا عامًا، فانظروا نحوي.
مع الأسف، لم يتطور إعلامنا قيد أنملة، بل زاد جمودًا وجفافًا، وفشل في أن يكسب الناس بعد رحلته الطويلة. والغريب في الأمر أنه بسبب غياب الدور الفاعل للإعلام المرئي اضطرت بعض الشخصيات الرسمية للقيام بهذا الدور بنجاح واضح، فهذا هو أحد الوزراء يقدم رسالة إعلامية مؤثرة في حين يحتفظ الإعلام المرئي بخطابه الخشبي القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب.
لقد توقعت أثناء أزمة فيروس كورونا أن يستقطب الإعلام المحلي اهتمام الناس، ويؤثر في توجهاتهم بخطاب يقترب منهم؛ ويكسب ثقتهم، ويشعرهم أنهم يشاركون في صياغة مناهج وخطط الاستجابة لمكافحة الفيروس، وآليات الخروج من الوضع الصعب بأقل الخسائر، وذلك لا يكون إلا بخطاب وِديٍّ يَبني الروح الوطنية التي لا يمكن تحفيزها إلا بابتكار أساليب مبدعة وذكية في محاورة الناس والاستماع إلى همومهم دون فوقية وتشنج.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنَّ الحجر الصحي، ومفاهيم التباعد الاجتماعي لحصر الأوبئة، ومكافحة انتشارها، هو باب علميّ متخصص جداً يحتاج إلى شرحٍ مُبسّط يـتـكرّر بأكثر من طريقة ويتلقى الاتصالات من الناس لمناقشته لكي يتبنوه ويلتزموا به ويشعروا بضرورته، وما لم يتمّ توصيل هذه المسائل من قبل الإعلام المرئي الذي يمكن أن يستقطب جميع الناس، فمن إذن هو الذي سيقوم بهذا الدور الهام.
وفي نهاية المطاف؛ فإن أخطاء الإعلام الفادحة تكلف المجتمع والدولة كلفًا باهظة لأنها تترك الفجوة واسعة بين الحكومة والناس، وأحسب أنَّ الحكومة بسياساتها عبر العقود هي التي أرادت للإعلام أن يتجمد على هذا النحو، فهلا أدركت كم سيساعدها الإعلام لو كان بمستوى الطموحات.
• روائي وشاعر من الأردن



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هنالك رغبة عالمية بالتخلص من كبار السن؟
- كورونا، تساؤلات حول منهج المواجهة
- أنقذوا المزارعين دفاعًا عن الوطن
- القضية السورية... وحقوق الإنسان
- مغالطات عموس عوز في -قصة عن الحب والظلام-
- البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علي طه النوباني - فيروس كورونا، والإعلام المرئي