أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - رحلة البحث عن كابوريا في جرش














المزيد.....

رحلة البحث عن كابوريا في جرش


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 23:49
المحور: كتابات ساخرة
    


أقود سيارتي المعدلة لذوي الإعاقة بيديَّ الاثنتين: اليسار تمسك بدعسة البنزين والبريك واليمين تمسك المقود، وحتى لو قررت أن أخالف القانون وأستعمل الهاتف أثناء القيادة؛ فإنني لا أستطيع. وطوال الأعوام الماضية كنت كلما احتجت إلى مكالمة ضرورية؛ أتوقف على اليمين وأجريها. والمفارقة اليوم أني وجدت أنه قد تم تحرير مخالفة غيابية لسيارتي مضمونها استخدام الهاتف أو جزء منه محمولا باليد أثناء السوق.
كيف استعملت الهاتف أثناء القيادة؟
الحكومة وحدها تعرف، وعلينا أن ندفع!
أمس الأربعاء الموافق 19/2/2020في الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً، احتجت للتوقف قليلا أمام غرفة تجارة عمان ولاحظت وجود لافته موقف للمعاقين عند بوابة المبنى فتوقفت عندها تماما، إلا أن رقيب السير طلب مني التحرك فورا وإلا فإنه سيخالفني، أشرت نحو اللافتة لكنه تجاهلها وطلب مني التحرك، فتحركت وأنا أتساءل ما هذه الغرائبية التي نعيشها.
لماذا وضعوا لافتة موقف لذوي الإعاقة إذا كان ممنوعاً الوقوف عندها؟
الحكومة وحدها تعرف!
قبل أيام، ذهبت إلى مكتب وزارة التعليم العالي في جامعة جرش لتصديق صورة عن شهادة بكالوريوس صادرة عن جامعة حكومية، وتفاجأت أن قام الموظف بتصديق الصورة بدينار، ثمَّ أعلمني أن الأصل أيضاً يحتاج إلى تصديق بدينار آخر، الغريب في الأمر أن الجامعة التي أصدرت الشهادة أخذت 62 دينار بدل إصدار شهادات، ولم تعلمنا أنها تحتاج إلى تصديق من وزارة التعليم العالي.
لماذا يتم تصديق النسخة الأصلية من الشهادة، وإذا كنت قد دفعت 62 دينارا بدل إصدار شهادات أصلية فكيف أدفع لتصديقها وهي أصلية.
وإذا كان يُكتب على الصورة " صورة طبق الأصل" فحريٌّ بهم أن يكتبوا على الأصل "أصل طبق الأصل"!
الحكومة وحدها تعرف كل شيء!
أذكر في المسلسلات والأفلام المصرية الصورة النمطية للمجرم المتخصص بتزوير العملة وهو واقف أمام ماكنة الطباعة ويداه مليئتان بالحبر، يسحب القطعة النقدية تلو الأخرى، ويتأملها ملياً بفرح غامر. ربما في هذه الحالة فقط يمكننا أن نلبي طلبات الحكومة. أينك يا طابع العملة "كابوريا"، تعال لكي نتمكن من التصديق وتصديق التصديق والمصادقة على التصديق.
أكثر من خمسة آلاف سيارة بكب في جرش تعمل تكسي أجرة بشكل غير قانوني، وتحتل المواقف على جوانب الطرق، وتسبب فوضى عارمة، والحكومة لا تراها، لكنهم يرون جزءا من هاتفي بيدي أثناء القيادة.
عشرات السيارات يقودها أطفال غير بالغين يأتون للتفحيط والتشحيط أمام مدرسة البنات المجاورة لبيتي، ولا تراهم الحكومة.
أصحاب المحلات يضعون بضائعهم على الأرصفة، والمشاة يسيرون في منتصف الطريق، وعجلات السيارات تزاحم الأحذية المتحدية: "إذا إنّـك زلمة إدعسني" والحكومة لا ترى سوى جزء من الهاتف في يدي.
مئات المطبات التي تم بناؤها بشكل فظّ يؤذي السيارة وركابها حتى لو تمَّ خفض السرعة إلى صفر، ومئات أخرى من المطبات والحفر التي نتجت عن المطر بسبب جودة الإسفلت المذهلة، ولا تراها الحكومة، ولا تعرف أبداً أنها تؤذي ممتلكات الغير، ولا تعرف أنه لو سيدة حامل سرحت قليلا قرب مطب فقد تسقط حملها، لكنها ترى جزءاً من هاتفي في يدي!
الحكومة ترى ما تريد، وتغض الطرف عما لا تريد رؤيته، فهي تعرف أنها تطلب من مواطن دخله 300 دينار أن يدفع 600 شهرياً، وتعرف أيضا أنه لا يستطيع الاستمرار في هذه المهزلة سوى "كابوريا" و "برغي" و " سمكة" ممن يطبعون العملة ويضحكون بصوت مليء بالقهر والشعور بالظلم.
أينك يا كابوريا؟



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي
- قهر العباد في فن الفساد
- كثرة الشعراء، وقلة العلماء
- الحرية بين الكبت (والانجلاق)
- حرَّم الخمر...، واختار النساء
- تحقيق الصفو العام في بلاد الخوف العام
- بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا
- الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - رحلة البحث عن كابوريا في جرش