أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة














المزيد.....

البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زالت الحرب ضدَّ سوريا خلافية جداً بالنسبة للغالبية العظمى على الرغم من وضوح معالمها، وتكشف معطياتها وعناصرها. وما زالت سبباً للكثير من الجدل والخصومات والشدّ والجذب.
كتب أحدهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما معناه أنه يشعر بالتقزز تجاه المثقف العربي الذي يطالب بالحرية والمدنية، بينما يؤيد أكثر الأنظمة دموية وبطشاً، وهو بذلك يقصد النظام السوري، ويقصد مَن أسماهم البعضُ أنصار سوريا. ويسعدني اليوم ويشرفني أن أؤكد أنني من أنصار سوريا العروبة. وذلك في كل الأحوال أشرف وأنقى من أن أقع في شبهة الحياد، أو مناصرة من تآمروا علينا، وأرجعونا ألف سنة إلى الوراء، وعلى رأسهم الرجعية العربية من أصدقاء أمريكا وإسرائيل.
كلنا نطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية، فإذا ما تكالب سفلة الأرض على الوطن، نقف مع الوطن، وإذا ما اختار البعض الوقوف مع سفلة الأرض فهو أدنى منهم مرتبة، وأحطّ منهم قدراً، وأردأ المخلوقات في سلسلة دارون التطورية حتى أنه لا يكاد يصل إلى رتبة الكائن أحادي الخلية.
وإذا ما اختار البعض الحياد، فكيف يكون الحياد عندما نتحدث عن الوطن؟ هل نتفرج على سفلة الأرض وهم ينحرون الحضارة؟ يسرقون التاريخ، يبيعون كل شيء للأعداء، ويعيثون في الأرض فسادا، هل نترك أرض الأمة وتاريخها وحضارتها نهبا لك سفل الأرض وطواغيتها بحجة أن النظام غير ديمقراطي يا من تعيشون في جنات الديمقراطية.
وكأنّي بكم تقولون بأنكم سترحبون بالغزاة إن جاؤوا أوطانكم بحجة أنّها غير ديمقراطية. وكأنكم تقولون إنكم ستساندون إسرائيل أو أمريكا إن جاءت لاحتلال أرضكم.
أولم تشعروا بشيء عندما رأيتم أعلام أردوغان في الشمال السوري العربي؟
يا ليتنا متنا قبل هذا.
المثقفون الذين يقفون مع الدولة السورية، لم يؤيدوا يوماً القمع في أي مكان في العالم، وبعضهم حُبسوا في سوريا نفسها لأنهم طالبوا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهم جميعاً يميزون بين أن تدعم سوريا الدولة العربية في وجه عدوان خارجي آثم، وأن تحاول تغيير بلدك من الداخل دون أن تهدمه، ودون أن تستقوي عليه بأعداء الإنسانية والمرتزقة وسفلة الأرض.
وعلى كل حال فالنظام السوري ليس أكثر الأنظمة العربية دمويّة وبطشاً كما تدّعون، ففي الوقت الذي تساوت فيه البلاد العربية في تدمير طاقات البشر سواء بالفساد والإفقار والتجويع والإغراق في الديون، أو برفع السفلة وهمل الأرض فوق عامة الشعب، أو بالقمع والحجر على الأدمغة، ومنع التفكير الناقد الحر، كان النظام السوري يمتاز عليهم جميعا بأنه لم يسلم بلاده لصندوق النقد الدولي، ولم يصافح شامير أو رابين أو نتنياهو، ولم يُغرق شعبه بالديون، بل إنه خاض تجربة متميزة في الاكتفاء الذاتي وتحقيق القيم المضافة على إنتاجه المحلي من الزراعة، وما في باطن الأرض من ثروات. ووقف صامدا أكثر من أربعين عاماً في وجه مؤامرات الرجعية العربية والإمبريالية العالمية في الوقت الذي انكشفت فيه العورات، وتبدت السوءات، وكُشف المستور من فضائح ومصائب لا يستطيع أيٌّ منكم الحديث عنها، ولا حتى في غرفة نومه.
رأيتم بعيونكم كيف أنّ الجماعات المتطرفة تتعالج في الكيان الصهيوني، ورأيتم نتنياهو وهو يصافح جرحى جبهة النصرة؛ فلم يهتز لكم جفنٌ، وتجاهلتم الأمر وكأنكم ترون فيما يسمى إسرائيل دولة شقيقة!
وأعلمكم الصديق والعدو بأن تركيا عضو في حلف الناتو ينفّذ أجندة أمريكا والكيان الصهيوني، ويملك مصالح مشتركة كبيرة معهما؛ فتمسكتم بخليفتكم الأهوج، وروايتكم الغرائبية بأن النظام يقتل شعبه، تلك الرواية السمجة التي لا يقبلها عقل.
واعترف بعض مسؤولي الدول العربية الداعمة للعدوان في الصحافة العالمية بما قاموا به من رشاوي، وتضليل إعلامي، وتحالف مع إسرائيل وأمريكا ضد سوريا، وبقيتم على مواقفكم الغوغائية العجيبة.
ويصل الأمر إلى أبعد من ذلك فتحرير جنوب لبنان تمثيلية، وحرب 2006 التي دامت أكثر من شهر مسرحية، والشهداء ممثلون، والانفجارات ألعاب نارية، ألا تخجلون من منطقكم المريض، والله لو خرج عليكم أرسطو لانفجر غيظاً يا من رأيناكم بما رضيتم من الذل والمهانة، والضياع والإهانة، والليل الطويل الطويل.
في كل القضايا يتغير الموقف كلما استجد شيء على المعطيات والأخبار، فكلما ظهر دليل قاطع يتغير الموقف بمقدار ما يؤثر الدليل، إلا في القضية السورية تحافظون على العبارات ذاتها مهما تغيرت المعطيات، ومهما انكشف المستور، وكأنكم برنامج حاسوب فقد قدرته على التحديث.
وعوداً على بدء، إلى أولئك الذين يشعرون بالتقزز من داعمي سوريا، أنتم تستحقون الشفقة لسهولة وقوعكم ضحية برنامج تافه يُدخلهُ عدوّكم في أدمغتكم، فيسلبكم القدرة على تحليل المجريات، وتحديث الأفكار، وتعديلها حسب المعطيات التي تستجد، وأحسب أنكم ماضون في ذلك إلى أن يأتي سيدكم الأبيض ليجركم بالسلاسل، فربما حينها تدركون شيئا من المنطق؛ ولكن، بعد فوات الأوان.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي
- قهر العباد في فن الفساد
- كثرة الشعراء، وقلة العلماء
- الحرية بين الكبت (والانجلاق)
- حرَّم الخمر...، واختار النساء
- تحقيق الصفو العام في بلاد الخوف العام
- بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة