أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - القضية السورية... وحقوق الإنسان














المزيد.....

القضية السورية... وحقوق الإنسان


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلت في مقالتي السابقة الموسومة ب:" البرمجة العصبية والقضية السورية" إنني مع الدولة السورية في الوقوف بحزم أمام محاولات احتلالها ومصادرة قرارها العربي القومي. ولعله قد فاتني أن أوضح مسألة مهمة تتعلق بتداخلات القضية السورية مع منظومة حقوق الإنسان التي أعتبرها ثابتاً لا يجوز بأي حال تجاهله والقفز عنه.
شاهدت الكثير من مواد الفيديو التي تصور انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان سواء من قبل الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، أو تلك المنسوبة إلى الأجهزة الأمنية في سوريا. فأما تلك المنسوبة للجماعات الإرهابية فهي لا تنفيها بل تعلن عنها كإنجازات تناسب فكرها وأيدولوجيتها المتطرفة، وليست بحاجة إلى تَحقّـق غالباً.
أما تلك المنسوبة للنظام فإني أنظر إليها من جانبين:
الكثير منها مفبرك بطريقة سخيفة للغاية، ولكنّ هنالك جزءاً لا بأس به موقِع نظر وبحث، ومن الممكن أن يكون قد حصل فعلاً، ومن ذلك ما ترويه السيدة رشا الشربجي عن حبسها وهي حامل بتوأم مع أطفالها الثلاثة في أحد سجون سوريا حيث تم فصل أطفالها عنها وإرسالهم إلى الميتم، وتم وضعها في ظروف سيئة في السجن، ثم تمّ الإفراج عنها وإعادة أطفالها إليها حيث تظهر في نهاية الفيديو مُهاجرة في إحدى الدول الأجنبية.
لكنَّ أقوى شبهات التعذيب والقتل تظهر في مجموعة صور قيصر التي نشرتها هيومن رايتس ووتش، والتي يظهر فيها صور أشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت في المعتقلات والسجون السورية، حيث تؤكد HRW أنَّ التحقق من صحة الصور تمَّ من خلال مقابلات مع أقارب الضحايا، وصور الأقمار الصناعية التي حددت مواقع المعتقلات والسجون.
وإذا كانت حجة الدولة السورية في عدم الموافقة على دخول مراقبين دوليين إلى السجون والمعتقلات تتعلق بمخاوف أمنية؛ فإنَّ ذلك لا يُعفي الدولة السورية من اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف جرائم التعذيب والممارسات اللاإنسانية، وهنالك العديد من الطرق لتحقيق ذلك، ومنها بثُّ مواد إعلامية متنوعة من السجون والمعتقلات، واستدعاء مراقبين مُحايدين ممن يقبلهم جميع الأطراف، وإجراء زيارات علنية للسجون والمعتقلات للوقوف على واقع الحال، والخروج عن الصمت إزاء الكثير من الأخبار ومواد الفيديو التي تتحدث عن التعذيب والقتل.
إنَّ خوض الحرب لا يعني بأي حال من الأحوال انتهاك حقوق الإنسان، واللجوء إلى التعذيب والقتل، والاعتقال دون محاكمة عادلة، ولا يعني الإساءة للأطفال وانتهاك حقوقهم. وينبغي أن يؤدّي الالتزام بقضايا الأمة وحقوقها المشروعة إلى الحرص الشديد على احترام الإنسان وإعلاء شأنه.
إنما يحارب الناس من أجل كرامتهم وحقهم في الحياة، فإذا ما هدرت كرامتهم، وهدر حقهم في الحياة: لماذا يحاربون؟



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات عموس عوز في -قصة عن الحب والظلام-
- البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي
- قهر العباد في فن الفساد
- كثرة الشعراء، وقلة العلماء
- الحرية بين الكبت (والانجلاق)
- حرَّم الخمر...، واختار النساء


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - القضية السورية... وحقوق الإنسان