أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علي طه النوباني - التنوع والثراء في الحوار المتمدن














المزيد.....

التنوع والثراء في الحوار المتمدن


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 22:05
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


ما فائدة حجب وجهة نظر، والإفصاح عن أخرى؟ وما فائدة منع أولئك الذين يختلفون معنا مِن قول آرائهم، والسماح لمن يتفقون معنا بقول ما يريدون؟
إنّ التفاعل الحرَّ للآراء دون تشنج، ودون شتم وإساءات مباشرة هو الذي يسمح للعقل الحر في المجتمعات بالتطور، ويجعلها قادرة على مواجهة الأزمات؛ وابتكار الحلول المناسبة، ويجعلها قادرة على الإبداع والتقدم.
هل أعجبكم منظر الخليفة وهو يُـقطع جسد عبد الله بن المقفع، ويلقيه في النار قطعة بعد أخرى.
وهل أعجبكم منظر الخليفة وهو يقتل بشار بن برد، وهو الذي قدم للعربية باقة من أجمل وأروع كنوزها، وهو العجوز ذو السبعين عامًا.
وهل يسعدكم النظر إلى جسد الحلاج وهو مصلوبٌ على ضفاف دجلة.
وهل أعجبكم منظر الجماهير التي تعلمت فن التصفيق والتسحيج للرأي الواحد الذي يزيِّـنه ذات الأشخاص الذين يتكفلون بالقضاء على أحلام الناس، وإرسالهم إلى الجحيم.
مهما اختلفنا حول التفاصيل والأفكار، فإنه ليس بمقدور عاقل أن يغفل أن عالمنا هذا يقوم على التنوع الشديد، وأن الأفكار الأقرب للحقيقة لا تأتي إلا بالنظر للأشياء من جهات كثيرة، ومن زوايا نظر متعددة؛ نقارن بينها ونتأملها فنغير جزءاً هنا؛ وكلمة هناك في عملية مستمرة لا تتوقف أبداً هي أساس قدرتنا على التكيف والبقاء، وهي قائمة على التشارك حينا، والتنافس حينا آخر، ولا يمكن لهذه العملية أن تكون فاعلة إلا بشعور الإنسان بأنه لن يفقد رأسه بسبب رأيه، وشعوره بأنه يخدم غاية سامية بالمشاركة، وشعوره أيضًا بالاحترام تجاه محاولات الآخرين حتى لو لم يتفق معهم.
ينضوي هذا الفكر تحت عنوان التواضع والاعتراف بضآلتنا في هذا الكون، ويكفي أن أذكر لمن لا يعترفون بضآلتنا وحاجتنا إلى التواضع أنّ الواحد منا بحاجة إلى أن يسير بسرعة الضوء ملايين السنوات لكي يبلغ حافة مجرتنا ناهيك عن بلوغ حافة الكون... تواضع يا أخي، ليس من أجلي؛ بل من أجل الحياة، ومن أجل الأجيال القادمة؛ فالشعوب التي تقبع في آخر سلم التقدم هِيَ الأولى بالتواضع واحترام الآخر والترحيب بآراء الناس ومساهماتهم لعلها تلحق ركب الحضارة الذي تركها في حضيض التخلف والانحطاط.
تواضع يا أخي، فكل ما يحيط بك أنتجته الأمم الأخرى، ملابسك، موبايلك، قلمك، ورقتك، حاسوبك، ثلاثة أرباع طعامك... حتى أنه لم يبق منك سوى جسدك العاري.
أعبر عن تقديري البالغ للدور الراقي والمحترم الذي يقوم به موقع الحوار المتمدن، وأحسبه المنبر الأخير الذي لا يحجر على أحد في بلاد صارت تُـوَجِّهُ كلَّ شيء نحو ما تتبناهُ نخبها المريضة وأصنامها البشعة. وبدلا من أن تنعكس ثرواتنا رفاها وحدائق للجمال والإبداع، أصبحنا الأول في العالم في بناء السجون الحقيقية حينا والافتراضية حينا آخر.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخدير الناس؛ وتعليم الناس
- فيروس كورونا، والإعلام المرئي
- هل هنالك رغبة عالمية بالتخلص من كبار السن؟
- كورونا، تساؤلات حول منهج المواجهة
- أنقذوا المزارعين دفاعًا عن الوطن
- القضية السورية... وحقوق الإنسان
- مغالطات عموس عوز في -قصة عن الحب والظلام-
- البرمجة العصبيّة، والقضيّة السوريّة
- رحلة البحث عن كابوريا في جرش
- المتقاعدون المدنيون خارج الزمان والمكان
- سايكس بيكو، وقصة العرب والنمل
- هل يتوقف ثور الساقية عن الدوران ويفكر؟
- الأحزاب السياسية صوت المجتمعات وممثلها الغائب
- العدالة الاجتماعية هي حارسة الإنسانية وصانعة التنمية
- مقاربة الإعلام العربي للسيجارة الإلكترونية
- القبض على أبي العلاء المعري
- مسلسل:- العاشق صراع الجواري، والإعلام العربي
- أنطون سعادة، ومشاريع الوحدة العربية
- الألغاز في قصص البنزين والكاز
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علي طه النوباني - التنوع والثراء في الحوار المتمدن