أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - جيل ضائع بين أهل الكهف والمجرات.














المزيد.....

جيل ضائع بين أهل الكهف والمجرات.


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


الجهل سطوة
المعتقدات سطوة
العلم سطوة

بعد التطور المهول، بقى عدد من سكان الأرض داخل الكهف وخارج منطقة المعرفة. عدد المتصوفين والتابعين إلى عقيدة ما بازدياد مضطرد، حصار مخيف يؤدي إلى مزيد من الصدامات بين العقائد، الجهل أول معضلات التفكير من الصعب تفكيكه.
لنأخذ قصص وحكايات الكهوف في الكتب السماوية مثالا واقعيا ومعنويا، كم هائل من الحكايات حصلت داخل الكهوف، هل هي حكايات حقيقية أم مجرد صور خيالية للعظة، وما هو رأي المؤلفين في موضوع قصة أهل الكهف، توفيق الحكيم نموذجا؟
كتب توفيق الحكيم سنة 1933 مسرحيته بأسلوب ديني متقمصا العنوان من سورة وردت في القرآن الكريم فتحت جدلا كبيرا لم يسلم منه الكاتب نفسه، أعرب عن استيائه الكبير وقال رأيه منهيا الجدل والنقاش بأن المسرحية جدلا روحيا تخاطب الذهن ولا تصلح لأن تكون عمل إخراجي، بما معناه، القلة التي فهمت العظة لم تملك القوة الكافية للدفاع عن فكرة انهيار الإنسان البسيط الذي تحدث عنه الحكيم.
في المسرحية، شخصيات صارعت الزمن، اعتكفت داخل كهف ثلاثة قرون، مضى الوقت سباتا، أجيال بعد أجيال، (رغم ذكر عدد الشخصيات) بماضيها وحاضرها ومستقبلها، استيقظت فجأة لتجد الحال غير الحال، أصبح من الصعب عليها الانسجام والعودة مجددا إلى الحياة الفعلية، فالحياة مستمرة رغم كل شيء، فقررت العودة إلى وكرها راضية مرضية لتنام مجددا، أسهل طريقة منطقية يتبعها أصحاب الفكر الضيق، وأسهل طريقة لاستتباب الأمن في أحضان الجهل.
مشكلتنا إذن هي مع سلطة الزمن وما يفعله بالعامة.
لنبدأ من بداية الخليقة. أتت الكتب السماوية لتسرد لنا أخبارا قديمة بعد خروج آدم وحواء من الجنة.
أقام الإنسان الأول في كهوف عميقة ملايين السنين، مرت السنوات عاصية وعندما أراد الخروج للبحث عن لقمة وماء، بدأ الصراع الفعلي مع المكان والزمان، تكررت حكاية آدم على مدى العصور، حتى وصل الحال بالبعض الخروج بالجسد فقط ببقاء الروح محصورة داخل الكهف، أقصد من ناحية معنوية.
قصة أهل الكهف في القرآن، (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، دعتني أنبش عن الحقيقة الواردة، بعد أن وصل إلى مسامعي أن أهل الكهف مضوا سباتهم في كهف يدعى الرقيم في منطقة علنده - عمّان، سألت سائق تاكسي الأجرة أن يأخذني إلى المكان المذكور، وذهبت.
أبقاني فضولي من ناحية تاريخية وأثرية مدة طويلة في الموقع المذكور، رأيت إشارة تدل على الاسم فنزلت وطلبت من السائق الانتظار، المنطقة أشبه بأن تكون معزولة تماما لكن معتنى بها، المكان موجود والكهف موجود، لكن يلزمني الدليل القاطع، صحيح هناك إشارة كتب عليها (كهف أهل الكهف، وردت قصتهم في القرآن الكريم، قبور بيزانطية)، وافقت ولم يأخذ مني البحث عن الحقيقة حيزا، لكن أثار شدهي وجود نقوش ولغة مكتوبة، نقوش نجمة ثُمانية رومانية داخلها كتابات قديمة، ونقوش بيزنطية على بوابة الكهف، قيل أيضا أنه عثر على نقود فضية من العهد البيزنطي.
نعلم جيدا أن حضارات كثيرة تعاقبت على المنطقة وتركت آثارها، لكن كيف لنا معرفة حقيقة سكان الكهوف في الكتب المقدسة!
لم يقف بحثي عند منطقة علنده، ذهبت إلى فلسطين، بحثت في موسوعة الأثريات عن آثار ذكرت في التوراة والانجيل، زرت منطقة سدوم وعامورة، كهوف لوط، (سورة هود في القرآن)، مكان أثري دل على خراب سدوم وعامورة. مغارة النبي سليمان في القدس. تل حيميد. مغارة الجرس بيت جبرين، في بيت جبرين ألف كهف، ومغارة مولد المسيح في بيت لحم، وغيرها آلاف.
الكهوف مساكن وقبور.
نحن في عصر الازدهار وفنون العمارة، وتقدم التقنيات العلمية بكل أشكالها، توصل عقل الإنسان المدبر والعبقري والباحث عن حقائق، اكتشف الكثير وصولا إلى المجرات مستخدما التقنيات الحديثة.
لكن،
يبقى الحال هو الحال، يكثر أهل الكهف يوميا أيضا حتى أصبحوا مثل القنبلة الموقوتة، يمكنها أن تنفجر مجرد ملامسة كلمة ثقافة.
لماذا هذا التفاوت في الفضول والمعرفة؟
سؤال حجمه حجم الكون، لكنني أقول: ما الجهل إلا وباء، الجهل أعظم وباء.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية البئر والراعي
- الطريق إلى حيث نريد ولا نريد – تايلاند.
- طفلة أيلول 1948 قصة حقيقة من قصص النكبة
- فضة - حكاية تراث من السّلط
- شهادة إيميل وديع أبو منّه
- إراقة أول قطرة من دماء المسيح
- طابور الفرسان الأسترالي في بئر السبع - فلسطين.
- حلمي أبيض بنقاء جبال (بولير) فكتوريا
- رحلة صيد
- بُربارة ومعمودية
- بربارة ومعمودية
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!
- صورة شاهدة على النكبة
- نصري رزق الله والحريق
- عروس ورصاص
- سرد أحداث حصلت
- سقطت المدينة وبقي البهلوان
- أنقاض مملكة ووجهة نظر أُميّة - الملك داوود نموذجا.
- تغطية لصدور الطبعة الثانية من رواية جدار الصمت للروائية دينا ...


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - جيل ضائع بين أهل الكهف والمجرات.