أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بربارة ومعمودية














المزيد.....

بربارة ومعمودية


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


بربارة ومعمودية


في غزة، احتفلت العائلة بمعمودية الطفل رشدي، وحيد والدية، صادف ذكرى البربارة، سنة 1912.
صنع أهل البيت أنواعا شتى من الأطعمة والحلويات، منها حلوى البربارة، جهزتها (العبدة) من أصول أثيوبية، ولدت في بيت آل سابا وترعرعت بمطرحهم، أثارت العبدة حفيظة نساء البلدة عندما أخفقن في صنع ذات الطبق بذات النكهة والمذاق.
يوم العيد، تسللن إلى المطبخ وسرقن البربارة، وضعنها في أطباقهن وتفاخرن بتفوقهن عليها.
جرت العادة، تبادل المحتفلين حفنات البربارة المكونة من حبوب القمح المسلوق يضاف إلى الطبق الزبيب والسكر والرمان.
عاد واصف الأب من رحلته الطويلة إلى غزة، أوثق الحصان بشجرة التوت في ساحة الدار، دخل البيت فشاهد (العبدة)(1) مشغولة بشحن البابور بالكاز، انهمكت بتحضير المزيد من البربارة، شكت لسيدها حادث السطو وارتيابها مما حصل عندما دخلت المطبخ ووجدت الوعاء فارغا.
تناول الخلطة أهل البيت جميعا، أصيب واصف فجأة بآلام في معدته، قيل، (جنزر) الوعاء وتلوث الطعام بالصدأ، تلوى واصف ألما ورفض استدعاء الطبيب.
آخر ما قاله قبل وفاته:
- طفت المسافات معلّق على ظهر حصاني ولم أصب بأذى، لا أنا ولا حصاني، مضيت عمري على قارعة الطريق بين عدو وحبيب، لا أصدّق مما يحدث لي الآن، أصبحت أوهن من بيت العنكبوت، أنا أحتضر، هل حانت ساعة الموت! لو شافتني عدوتي معلق على اللوح لقالت عنّي طيب وفييّ الروح! المقصود، حتى عدوه الذي تمنى له الموت يوما، لن يصدق أنه يعاني من سكراته الآن!
توفي واصف مباشرة جراء سكتة قلبية عن عمر يناهز الثانية والخمسين، في ذات اليوم الذي تعمّد فيه طفله رشدي، لم يغب عن تفكير العائلة هاجس وفاته بالتسمم المتعمد بسبب المهنة التي امتهنها، جامعا العشور، في حينه، تراكمت الديون على الدولة العثمانية في العهد الحميدي، تضاعفت الضرائب وأنهكت العامة والفقراء.
تحول صوت الفرح إلى أهازيج حزن، طغت على غزة سحابة سوداء، لبس النهار ثوب الفقد، تحولت أهزوجة (طيري وهدي يا وزة عَ بلاد غزة يا وزة، قطف العنب بالسلة مقطوف مقطوف)! إلى تداعيات حزن ورثاء: (طير يا طير، يا إللي في السّما العالي، يا نِجْمة الصبح، يا اللي مقابلة داري، إن كان أبو رشدي غدا من حُكم الباري، يٍسْلَموا أولاده بداله ويْعَمْروا الدار)!
أوقفوا ابن أمس في الطابور، حملته إحداهن ومدت يده الصغيرة للمعزين، صافح الفطيم المعزون.
لقيت العبدة مصرعها بعد ذلك مباشرة، ألقيت من على سطح البيت دون أن يعرف عن هوية الجناة.
...
(1) العبدة: الخادمة، حسب منطق ذلك الزمان. نشطت تجارة العبيد من القرن الأفريقي.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!
- صورة شاهدة على النكبة
- نصري رزق الله والحريق
- عروس ورصاص
- سرد أحداث حصلت
- سقطت المدينة وبقي البهلوان
- أنقاض مملكة ووجهة نظر أُميّة - الملك داوود نموذجا.
- تغطية لصدور الطبعة الثانية من رواية جدار الصمت للروائية دينا ...
- ذاكرة مكان - مدينة بريزبن
- التطهر الجسدي تقليد وتراث
- ربيع المسافات - الحلقة 13
- رموز ورقي ومعاملة ورحمة وانتحار وخلود.
- ربيع المشافات الحلقة 12
- الغائب
- الكابتن جيمس كوك والمتاهة
- أغنية في صدري
- مال وثقافة وزهو - عائلة مديتشي مثالا
- في رحاب الجنوب الأسترالي
- أظافر الموتى مولعة بالحياة


المزيد.....




- في سابقة تاريخية.. CNN تعرض مسرحية لجورج كلوني في بث مباشر م ...
- “مفيش زن وعياط من تاني” اضبط فورا تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بيبر يكشف حقيقة تعرضه لاعتداء جنسي من طرف ديدي حين كان مراهق ...
- ضباط القوات المسلحة الإندونيسية سيتعلمون اللغة الروسية
- -10 قصص عن الحب والموت-.. مسلسل تلفزيوني عن أحداث دونباس
- بعد غياب 3 سنوات.. توم كروز يعود إلى مهرجان كان بفيلم -المهم ...
- مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78: خمسة أفلام عربية تنافس ...
- فاز بجائزة -بوليتزر- الأميركية .. مصعب أبو توهة: نحلم بالعود ...
- نواف سلام بمعرض بيروت الدولي للكتاب: مستقبل الأوطان يُبنى با ...
- -باريس السوداء-.. عندما كانت مدينة الأنوار منارة للفنانين وا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بربارة ومعمودية