أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - في رحاب الجنوب الأسترالي














المزيد.....

في رحاب الجنوب الأسترالي


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 19:02
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة مكان
في رحاب الجنوب الأسترالي

بقلم: دينا سليم حنحن - بريزبن

من يولد على الساحل يحيا على مضض
فربما يقتلعه البحر يوما ويسقط بلا عضض
كما يسقط كل سنة تلميذ من تلاميذ المسيح.

قررت زيارة جنوب القارة الأسترالية وتحديدا ولاية فكتوريا، ولأكون أكثر دقة، أعني طريق المحيط العظيم، أو بالإنجليزية (Grate Ocean Road) كهواية لا أستطيع التخلص منها وهي السفر والاكتشاف والتمتع بجمال الطبيعة الخلاب.
تشكل أستراليا قارة بحد ذاتها وتقع في جنوب الكرة الأرضية، إن توقفنا عند التسمية سوف نرى أن كلمة Australia أستراليا تعني جنوبية، ومأخوذة عن أساطير قديمة يعود تاريخها إلى العصر الروماني، وباللاتينية (Legends of Terra Australis Incognita).
يحيطها من الشمال بحر تيمور وبحر أرفورا ومضيق تورز، ومن الشرق بحر كورال وبحر تسمان، ومن الجنوب ممر باس، والمحيط الهندي من الجنوب والغرب.
المزيد من المغامرة والتحدي والقيادة سريعا على طول الساحل، ويعد الطريق المذكور أحد الطرق الأكثر خطورة في العالم وأهمها وأكثرها انعطافا وأشدها، ومن يمتطي الطريق يحس بأنه داخل مشهد هوليويودي وأنه وإن أغمض عينا فيكون الموت سهلا، لا قدر الله.
يمتد الطريق على طول مائتين وثلاث وأربعين كيلومترا، مرورا بمناطق مأهولة بالسكان وببيوت مشيدة على الأطراف المقابلة للساحل، تظهر مباشرة بين جبال وأدغال وهضاب خضراء، مما يضفي سحرا آخر ومشهدا غرائبيا يمنح العين مزيدا من السحر والفتنة.
تقصدنا المضي قدما وسيرا على الأقدام داخل ممرات ومسالك أقيمت خصيصا للسياح لكي يتسنى لهم الوقوف على حدود القارة الأسترالية مباشرة، هناك تنتهي اليابسة ويبدأ مشوار آخر مختلف داخل المياه التي تصل حتى المحيط المتجد الجنوبي.
ساقتني قدماي حيث القطع الصخرية الضخمة التي أنتزعت من لدن اليابسة لتستقر لها بمفردها داخل المياه الصافية، صخور عملاقة يبلغ ارتفاعها خمس وأربعين مترا، أجزاء ضخمة من اليابسة تسافر إلى البعيد لتغوص في المياة رويدا رويدا، مما أثار الرعب في فؤادي عندما علمت بأنه تآآكل ما يحدث سنويا بمقدار سنتمر واحد في كل عام، بسبب قوة الأمواج وكمية الأمطار المنهمرة هناك، يعني كل عشر سنوات يصغر حجم القارة عشر سنتمرات من جهة الجنوب، مما أثار انتباهي ودعاني أغوص أكثر فأكثر نحو الساحل المنقرض لكي أشاهد المزيد من التفككات الصخرية المكونة من حجر الكلس والكركار والصخور الرملية، حتى باتت كل صخرة تشكل قارة وحدها.
تكونت نتيجة هذه الظاهرة الكثير من الكهوف على مدّ الشاطئ فأدى ذلك إلى تقوّس الشاطئ، والولوج إلى تلك المناطق التي تعتبر نائية بعض الشئ هي محض مغامرة، وحتى الوصول إلى المناطق البعيدة يستعين البعض بطائرات مروحية لمشاهدة المزيد من الروائع اللافتة للنظر من الأفق، ويمكن الوصول إليها بالقوارب السياحية. وحتى التمكن من التقاط المناطق المدهشة عن قرب، والتي لا يمكن للمشاهد نسيانها، هناك جولات خاصة للسير على الأقدام وهي الأكثر مغامرة في تلك المنطقة، تقدّر المسافة بمئات الأميال سيرا بين أحضان يابسة يتراوح عمرها ما بين 40.000 وحتى 60.000 سنة.
أما المنطقة الأكثر شهرة والرائعة جدا فتسمى (تلاميذ الإثنا عشر) The Twelve Apostles أو الحواريين الإثنا عشر، نسبة إلى السيد المسيح وتلاميذه، اثنتا عشر صخرة عمودية الشكل وضخمة وتقارب صورة الإنسان في هيكلها، سقطت في المياة بعد أن انتزعت من اليابسة الأم بسبب التآكل، وذلك على مدار آلاف السنين فجاءت على شكل واحد متشابه، سقطت تلك الأعمدة بشكل متقارب ومتناسق وتبدو وكأنها تعوم داخل المياه فشتكل مشهدا رائعا، خاصة أثناء الليالي المقمرة.
يمكن الوصول إليها مباشرة والسباحة بقربها تماما، وقد قامت وزارة السياحة بنصب السبل الخشبية وبناء المراصد للمشاهدة، وأقيم متحف خاص في المنطقة زرع داخل حديقة واسعة، وامتلأت المنطقة بالمقاهي والمطاعم، وشيدت الفنادق والمنتجعات وحوصرت جميعها داخل حدائق بمحاذاة ميناء (كامببيل).
وقد اكتشف المكان صدفة سنة 1922، وأكتشف أيضا حطام سفينة قديمة اصطدمت بهياكل صخرية غير مرئية أقلت مهاجرين وصلوا من أوروبا في القرن الثامن عشر ولقوا حتفهم أثناء محاولة اقترابهم من اليابسة، وقد شيّدت لهم مقبرة في المكان بأسمائهم الكاملة ومفتوحة أمام الزوار والسّياح.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أظافر الموتى مولعة بالحياة
- احتفال بالروائية دينا سليم حنحن في بريزبن أستراليا
- مداخلة الشاعرة راغدة عساف زين الدين في أمسيتي
- شاهد على النكبة يحتفل بعيدة التسعين
- براكين الدهشة
- عمتي سلوى والعربة
- البُربارة في الحكايا الفلسطينية حكاية حقيقية
- الذكريات قرينة الحياة والممات
- بمناسبة مرور 100 سنة على توقف الحرب العالمية الأولى
- مستوطنات بريئة في الشمال الأسترالي
- بيكاسو والدير
- فراشات طائرة
- النادمون
- امرأة جميلة في حالة فصام
- إلى من أذلهم الحبيب
- في يوم ماطر
- مسايرة النفس المتألمة
- شموخ هو أن تسير في شوارع روما العتيقة
- لا بدائل للحزن
- شعوب تحت القمع


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - في رحاب الجنوب الأسترالي