أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - امرأة جميلة في حالة فصام














المزيد.....

امرأة جميلة في حالة فصام


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6006 - 2018 / 9 / 27 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


مشاهد نادرة ورائعة، بعين الكاتب الذي يعشق التفاصيل المملة، هي تلك المشاهد التي حصلت أمامي دون استئذان!
لي جارة اسمها فيونا، زوجها السابق جيمي، حدث وطرق بابي وتوسلني التدخل لإصلاح الشأن فيما بينهما، لكني رفضت بإقحام نفسي بمشاكلهما التي لا تنتهي.
طُـرد الزوج من البيت وعلمت أن جارتي اختارت رجلا آخر بعد يومين، ولأسرد لكم المشاهد التي حصلت أمامي:
أسرعت إلى النافذة وتوجب علي توخي الحذر لكي لا تضيع مني المَشاهد، فإن حصل وفتحتُ الباب وخرجت، ستظهر نيتي بالتلصص علانية ولن أرى (أبو برنيطة) وهو يلتقط عدة صور سيلفي وأخرى كثيرة لحديقة البيت، ظهر سعيدا بحاله جدا مغتبطا لا تسعه الدنيا، هو يتحرك وأنا أبحث عنه من مكاني ولا أدعه يغيب عن ناظريّ، (يا عيني عليه، ريتها ما تبلى هالضحكة، سأنتظر لأسمعه كيف سيتحول صوته بعد يومين) قلت في عقلي.
عندما رآها آتية وضع الموبايل في جيبه وركض نحوها مثل الحصان، قبّلها من ثغرها قبلة طويلة ونادها باسمها، أمسكَ بخصلة من خصال شعرها المنثور وقبّله ثم نطق باسمها مجددا، أمعقول أنه يحبها أو تكون لعبة بيديه؟ تساءلت.
زوجها السابق، ذاك الغبيّ الذي لم يقبّلها من فمها أبدا ونطق باسمها عندما مرّ بكفه مداعبا مؤخرتها الجميلة، سحب سيجارتين معا، واحدة لم تفارق فمه أبدا والأخرى مكثت داخل جيبه دائما، ترك شفتاه المحموتان على ظهر كفّيها لاسترضائها حتى تبقيه في البيت، ورفضت، مشهد لا ينسى!
طردته من البيت عندما ضبطته يمارس الجنس مع امرأة أخرى لا تساويها جمالا، أخرجتهما بمشاجرة تاريخية لا تنسى، ذهب بعدها ليبكي عند ضريح والدته ضاربا رأسه بالشاهدة نادما. أما العشيقة العارية فأخذت تبكي وتولول خائفة، حتى أشفقت عليها جارة أخرى والتي أنزلت على جسدها غطاء الطاولة الرّطب المعلق على حبل الغسيل لتسترها، خلصتها من يدي فيونا الثائرة وأخفتها في بيتها وسط همسات الجيران وثرثرتهم، حينها توعدت النسوة أزواجها بتعليقهن من رقابهم على أشجار المانغا المحيطة، إن فكروا أو عزموا على تكرار حادثة جيمي الخائن!
بكى الرجال أمام زوجاتهن وهم يطقطقون بقبلاتهم الزائفة على خدودهن شاتمين جيمي الخائن ويتقولون عليه ويلقبونه بالوعل فاقد الإحساس والكرامة.
وقع جيمي ضحية لُسُن أهل الحيّ حتى أصبح قدوة يحتذى بها، التصق كل زوج بزوجته، حتى لو كانت قبيحة أو بشعة الأخلاق، لقد خشي جميع الذكور من اقتراف ذنب ما، أو التعبير عن غضبهم بما أنهم سيواجهون بالطرد من سكن الزوجية!
لم يعلم (أبو برنيطة) أن مكوثة في بيت فيونا سيكون لمدة قصيرة جدا، أنزل حقيبته من السيارة وتفحص المكان جيدا، قالت له فيونا:
- هذا المكان والسّحر توأمان، لكن بعد أن تجزّ المعشب وتنزع الأعشاب الضارة من الأحواض، ثم لا تنسى ري أشجار الحمضيات بعد رشها بالمبيد الحشري، سوف تجده في المخزن.
سهل جدا البحث عن ذكر، فمواقع التواصل الاجتماعي مغمورة بمدمني الحب، هذه المرة اختارت فيونا (أبو برنيطة) ليكون عشيقها، وسابقا وقع اختيارها على مدير حسابات، فقام الأخير بإدارة حساباتها وتسجيل وثائقها في مصلحة الضرائب بالمجّان، إلى جانب جزّ المعشب، واختارت فيما سبق نجارا فأقام لها عريشة لشجرة العنب، وركب لسيارتها إطارات جديدة وبدّل لها الستائر ورتّب لها الرفوف داخل المخزن، وطبعا قام بجزّ المعشب أيضا.
ها أنا أسمع وشوشات وهمسات متلاحقة صعب فهمها، قلبي مشدود حتى يكتمل المشهد، أوصيه، لقلبي ألا يرتع وأن يبقى في مكانه، انتظرت الليلة بطولها وفيونا لم تفعل فعلتها بعد، اللهم بعض الصيحات الخفيفة التي بدأت تتعالى بين الحين والآخر، الحمد لله مرت الليلة الثانية بسلام، بقي ليلة أخرى أخيرة، هل ستكتمل دون حدوث أضرار يا ترى؟ سألت نفسي بفضول الكاتب الذي يبحث عن التفاصيل الدقيقة.
استيقظت صباحا على صوت (أبو برنيطة) وهو يتوسلها، يبكي ويولول بين ذراعيها ويعدها بأن يكون مثال الحبيب العاشق الوفيّ معترفا لها بحبه، لكن وفجأة بدأت أرى الأشياء تـُقذف من فتحة دارها إلى الشارع، أولها القبعة التي دخلت التاريخ من أضيق أبوابه، هكذا طوت صفحته وتخلصت منه ومن أشيائه سريعا كما فعلت بكل من صادقها قبله قائلة وبأعلى صوتها:
- عن أي حبّ تتحدثون أيها الخونة، جميعكم خائنون، لا تريني وجهك بعد اليوم!
أذكر، أجمل من اختارته، أحد رعاة الأبقار (الكاوبوي) وتلك السّهرة الرائعة التي أقامتها على شرفه.
بعد أن جزّ المعشب وهو يتصبب عرقا، طلبت منه أن يعزف معزوفات موسيقى الرّيف، وسهرت الحارة على معزوفات (ويلي نيلسون) لكن كل في مخدعه وحتى الصباح الباكر دون تذمر أو شكوى، لم يحتج أي أحد على الصخب الذي خلفته تلك السهرة.
لكن عندما حضر البستاني ليجزّ معشب حديقتي، جميعهم احتجوا على الصخب، فاستعجل في العمل بعد أن تقاضى مني مئة دولارا دون أن يقلّم شجرة العنب، بما أنني استدعيته في الإجازة الأسبوعية.
وظلت الحسرة تنخر عقلي وهي أن حديقة جارتي أجمل من حديقتي، ونحن الإثنتان نملك ذات التربة وذات النّوع من أشجار العريش ونعيش في ذات الحي، لكن فاتني أن الجميع يحاول التعاطي معها بلطف بما أنها تعاني من مشكلة نفسية عقيمة، حالة انفصام الشخصية.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى من أذلهم الحبيب
- في يوم ماطر
- مسايرة النفس المتألمة
- شموخ هو أن تسير في شوارع روما العتيقة
- لا بدائل للحزن
- شعوب تحت القمع
- مجرد خاطرة - دبابيس
- النبي يونان - يونس - يتظلل بشجرة في مدينة يافا
- مشهد اليوم في المتحف الأسترالي
- ذكريات لا تنسى من يافا
- مسرح شكسبير
- وأصبح النهار مراكب ذكريات
- الكذب
- بين أروقة التاريخ
- الحب المقدس أم الجنس المقدس
- قصة واقعية من قصص النكبة أبطالها من مدينة اللد
- سارقة الورد
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...
- فيرونا
- لقاء بلا دموع


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - امرأة جميلة في حالة فصام