أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - قصص قصيرة جدا















المزيد.....

قصص قصيرة جدا


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


صورتان
في المقهى الذي أعتدت الجلوس فيه يوميا وفي ركن محدد منه شأني في ذلك شأن الجميع،فلكل منا مكانه كما لو إننا في فصل دراسي،ربما تعودنا على ذلك،تقابلني في الجدار الذي أمامي صورة للزعيم عبد الكريم قاسم الذي قضى على الملكية وأسس الجمهورية، بجوارها مباشرة صورة الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق.
قلت لعامل المقهى ..
من الذي وضع صورة الزعيم بجانب الملك؟
أجابني..
لا أدري فأنا عامل في المقهى وليس بمالكها .
ثم التفت نحوي وقال .. منو الزعيم ومنو الملك؟
قلت له وأنا أنهض صوب الجدار وأشرت بيدي ..
هذا الزعيم عبد الكريم الذي قاد ثورة وقتل الملك هذا.
نظر عامل المقهى الذي تعدى عقده الرابع وضحك وهو يقول..
وماذا قبضنا من الملك ومن الزعيم؟
سؤاله جعلني أعود لمقعدي وأجلس بهدوء كأن السؤال يحتاج لإجابات عديدة وليست إجابة واحدة،نظر إلي عامل المقهى وقال ..
ها سكت يا أستاذ؟
قلت له ..
أفكر في الإجابة فأنا مثلك أو ربما بعمرك أو أكبر قليلا لم أعش الملكية ولا القاسمية لكن الآن لا تحضرني إجابة عن سؤالك.
في ركن آخر كان يجلس من هو أكبر منا تحول من مكانه وجاء يجلس بجانبي وقال بهدوء..
ذات مرة أراد الملك أن يشتري سيارة وكتب لرئيس الوزراء لتحويل مبلغ ألف دينار لغرض الشراء لكن وزير المالية عارض ذلك لأن ميزانية الملك صرفت له وعليه الانتظار للعام القادم.
قلت له ..
هذا جميل جدا يعني إن الملك لا يستطيع تجاوز حدوده والعبث بالمال العام.
ابتسم الرجل وقال..
يقدر يتجاوز على فلس أحمر وحسقيل وزير المالية.
رجل رابع شاركنا الحديث من مكانه دون أن يُحمل نفسه عناء الانتقال لجوارنا لكون صوته العالي يساعد على ذلك قال..
لما قتلوا عبد الكريم لم يجدوا في جيبه سوى بضعة دنانير والبعض يقول دينار وربع.
قلت له ..
يعني الرجل لم يسرق الخزينة ولم يعبث بالمال العام.
قال هو يقدر يأخذ دينار من الخزينة عمي هذا نزيه.
نظر إلي عامل المقهى وضحك وقال..
لم نحصل على إجابة يا أستاذ هذه المرة الأمور تعقدت أكثر من قبل.
سألت صاحب المقهى ومالكها عندما جاء لماذا وضعت الزعيم بجانب الملك؟
ضحك وقال ..ليتذكر الناس إننا لم نستطع الحفاظ على الملك الملتزم والزعيم النزيه .



المتذمر
الطابور الطويل يزداد طولا خاصة بعد خروج الكثير من الموظفين من دوائرهم ،الجميع ينتظر أن يُفتح المحل الذي في داخله طبقات بيض سيتم توزيعها على الناس،الكل يترقب قدوم صاحب المحل.
صاح أحدهم جاء (أبو المحل) وبتكاسل فتحه،تدافع الناس وتراصوا أكثر أمام حاجز في مقدمة الدكان، طالبوه بالتوزيع فورا لكنه لم يعر أهمية لمطالبهم،تعالت الأصوات المطالبة بالتوزيع، أضطر الرجل لأن يقول لهم لا يمكنني التوزيع قبل مجيء المسؤول الحزبي.
صاح أحدهم..
لماذا تنتظره؟
قال له ..
التعليمات هكذا
أحدهم قال ..
الله يساعد الشعوب التي لا تحكمها الأحزاب كيف يوزعون البيض عليهم..
سمع من يهمس له ..
اسكت ..إسكت ... لقد جاء المسؤول الحزبي.
استقبله صاحب المحل ببشاشة ، نظر المسؤول للطابور الطويل بطرف عينه وقال..
سمعت أحدكم يتذمر وسمعت من يقول له أسكت .. من هو ..؟
ساد الصمت .. لكن النظرات كانت مصوبة نحو الرجل الذي قال الله يساعد الشعوب ...
قال المسؤول ..
لا يتم توزيع البيض ما لم ترشدوني عن المتذمر..
ساد الصمت مرة أخرى ..
طلب المسؤول أن يغلق المحل ويغادر الناس فورا.
صاح أحدهم وأشار بيده ..
هذا الذي تذمر..
تبعه آخر وتشجع من بقي صامتا على الكلام والتأشير باليد..
ارتسمت ابتسامة على وجه المسؤول وهو يقتاد المتذمر إلى مكان ما واقتاد معه أول دفعة من الطابور بعد أن استلموا البيض وهم فرحين.
كانت كل الأدلة قد تجمعت .. المذنب ، والشهود وطبقات البيض وكانت التهمة جاهزة.



مرشح للانتخابات
ما هي مشاكلكم ؟ كانت هذه الكلمة الأولى التي نطقها المرشح للانتخابات وهو يروج لنفسه قبيل انطلاقها بعد إسبوع من الآن.
قال أحد الجالسين ..
القرية بحاجة إلى مدرسة ثانية ..
آخر قال ..
نحتاج مستوصف ..
ثالث رفع يده ليستأذن بالكلام فسمح له..
الكهرباء بالكاد تصلنا ساعة في اليوم وأحيانا لا تصل.
شخص يجلس في آخر المكان صاح بصوت عال..
نريد ماء للشرب ..القرية لا زالت تشرب من ماء النهر والميسور يشتري مياه معدنية معلبة.
قال المرشح للإنتخابات..
تعرفون إن البلد يعاني وهنالك مؤامرات كثيرة تحيط بنا من جميع الجهات وإن لدينا خطط كبيرة بعد أن نقضي على كل الأعداء للنهوض بالبلد وتطويره.
قاطعه شاب قائلا...
نحتاج للتوظيف بعد إكمال دراستنا أنا وغيري بلا عمل وسنظل هكذا.
نظر إليه المرشح للإنتخابات..
ضمن خططنا المستقبلية توسيع القطاع الخاص وجذب الإستثمارات وعندما يحصل هذا ستكون الوظائف في متناول الجميع.
كانت الطلبات تنهال عليه وهو يجاوب بكلمة واحدة ..هنالك خطط مستقبلية ..
الوقت يمضي والأسئلة تتكاثر ...قطع كل هذا صوت المؤذنين في جوامع القرية ومساجدها ..نهض المرشح لأداء الصلاة في الجامع القريب فيما اتجه أبناء القرية باتجاهات متعددة كل منهم يحاول اللحاق بالصلاة في المسجد القريب منه.


سيطرة مشتركة
صاح سائق السيارة بخوف شديد ..
يا جماعة هذه سيطرة وهمية الله يستر منها.
اصفرت وجه الركاب وكل منهم بدأ يفكر ماذا يقول لو سألوهم ..
كان يحيط بالسيارة بعد دقيقة مجموعة من المسلحين الملثمين ،فقط عيونهم بارزة وبنادقهم موجهة صوب الركاب كأنها ساحة حرب.
قال كبير الملثمين ..
أنزلوا جميعا فقط تلك المرأة تبقى مع السائق..
اشر بيده للسائق أن يغادر الشارع مسرعا.
انطلقت السيارة بسرعة وظلت المرأة ملتفتة تنظر .. ثم سألت السائق..
ماذا سيفعلون بهم ..
لا شيء ..سيعزلون الشيعة على جانب والسنة على جانب آخر ويبيعونهم بعد ذلك.
استغربت المرأة وهي تقول له لماذا؟
قال لها ... هذه مهنتهم هؤلاء شركة مساهمة محدودة واجبهم تنزيل الركاب وتصنيفهم حسب الطوائف ..بعد ذلك يسلمونهم للجهات المختصة.
صمتت المرأة..ثم أردف السائق قائلا..
كل هؤلاء يجتمعون مرة أخرى في الطب العدلي.

الثورة
أسقطت التظاهرات الشعبية الكبيرة التي اجتاحت كل مدن البلاد النظام وهرب رئيس البلاد إلى الخارج بعد أن ارتدى ملابس النساء وارتدت زوجته ملابس الرجال وأسرع أبناءهم لارتداء ملابس الفلاحين وجميعهم عبروا الحدود.
في المساء كان التلفاز يذيع على الناس بيان الثورة وقادتها العشرين الذين كانوا يقودون التظاهرات في مدن البلاد وأسقطوا النظام.
عشرون صحيفة صدرت في اليوم التالي للثورة كلها ملونة و بأسماء مختلفة لكنها كانت جميعها قد أفردت الصفحة الأولى لأحد القادة تتوسطها صورة ملونة للقائد وبجانبه زوجته ويقف خلفهما أولادهم.
تهللت أسارير الشعب ستكون القيادة جماعية ولا مجال لوجود دكتاتور ينفرد بالقرار وينهب ثروات الشعب بعد الآن.



ذمة مالية
تم تبليغه رسميا بأنه أصبح وزيرا وعليه أن يؤدي اليمين الدستوري في المساء أمام الرئيس،ابتهج بذلك وأخبر زوجته ، في المساء أدى اليمين وأقسم أن يحفظ الوطن ويسهر على راحة الشعب.
في الصباح كان في مكتبه في الوزارة وطلب منه أن يكتب ذمته المالية في اليوم الأول له كوزير، أخذ الورقة وأتصل بزوجته ليسألها كم لديهم من أموال في البيت لأنه سيدلي بذمته المالية كما هو متعارف عليه.
قالت له...
أكتب لدينا 200 مليون دولار في البنك وشقة في باريس وأخرى في لندن.
بهت الرجل وقال..
ليس هذا وقت المزاح عزيزتي .
قالت له ..
أنا لا أمزح هذه هي ممتلكاتنا يا عزيزي عندما تخرج من الوزارة.



أسئلة
بعد أن تناولا كمية كبيرة من الخمر في سهرتهما الطويلة وحاولا العودة للبيت سأل الأول الثاني ..
لو أصبحت يا صديقي رئيسا للجمهورية هل تجعلني وزيرا في الحكومة.
نظر إليه الثاني وضحك كثيرا..
لا لا لا أنت لم تساعدني في الثورة فلا تستحق المنصب.
قال له ..
كيف لم أساعدك وأنا اقتحمت بدبابتي قصر الملك وقضيت عليه.
نظر إليه ..
أنت من كان في الدبابة؟
قال له ..
نعم كانت دبابتي هي الأولى.
نظر إليه وقال ..
كان بودي أن تصبح وزيرا ولكن أنت نسيت إنك قتلت فيما بعد.
قال له ..
لا لم اقتل أبدا بدليل أنني معك الآن.
قال له ..
تم إعدامك من قبلي لأنني اكتشفت إنك تحب الوطن أكثر مني.

من قتل الملك؟
دخل السجن محكوما عليه بالمؤبد بتهمة محاولة قتل الملك،كل الموجودين بالسجن تعجبوا كيف لم يتم إعدامه، البعض قال له ..أنت محظوظ أن يحكم عليك بالسجن المؤبد بعد محاولتك قتل الملك.
ظل الرجل لا يتكلم وأخذ مكانه في السجن، أقترب منه أحد المساجين وسأله..
كيف حاولت قتل الملك ولماذا فشلت في ذلك؟
لم يجد إجابة من الرجل الذي ظل صامتا..بادره بسؤال آخر ..
كنت وحدك أم معك شركاء؟
لا جواب من الرجل.
تعددت الأسئلة وبقي الصمت يلف الرجل ..ثم فجأة وقف في وسط السجناء وقال لهم ..
كل ما في الأمر إن الملك حلم إنني أحاول قتله وأعطى أوصافي لرجاله ، كنا في المحكمة مئة شخص تفحصنا الملك جميعا وأستقر رأيه على شكلي هو نفسه الذي شاهده في حلمه رغم إنني في ليلة الحلم هذه لم أكن نائما بقيت سهرانا لأن أمي كانت مريضة وقد شهدت بذلك في المحكمة لكن شهادتها مجروحة لم يأخذ بها.
أحد السجناء قال له ..
ملكنا رحيم بك اكتفى بالسجن وليس الإعدام.

إختلاس
إكتشف موظف التدقيق ثمة اختلاسات كبيرة في هذا الملف،رفع مذكرة للمدير العام بهذا الخصوص مرفقة بالأدلة والمستندات.
قبل ظهر ذلك اليوم كان هنالك أمرا إداريا بنقل موظف التدقيق إلى الإرشيف .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلادة (15)
- القلادة (14)
- القلادة (13)
- القلادة(12)
- القلادة (11)
- القلادة(10)
- القلادة (9)
- القلادة (8)
- القلادة(7)
- القلادة (6)
- القلادة (5)
- القلادة (4)
- القلادة (3)
- القلادة (2)
- القلادة(1)
- يوميات الحرب والحب والخوف(20)
- يوميات الحرب والحب والخوف(19)
- يوميات الحرب والحب والخوف (18)
- يوميات الحرب والحب والخوف(17)
- يوميات الحرب والحب والخوف (16)


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - قصص قصيرة جدا