أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد نبيل الشيمي - رؤية في فكر الخوارج














المزيد.....

رؤية في فكر الخوارج


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 16:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


[١٢:٥٣ م، ٢٠٢٠/٣/٣٠] نبيل الشيمي: هل من منصف للخوارج؟..أقول هذا بعدما ترسخ لدي البعض أن الخوارج كفرة والآن هناك من يشبه الإخوان ومناصريهم من فصائل الإسلام السياسي با لخوارج..ولكن هل هذا القياس قياسا صحيحا؟...رأيي الشخصي وربما يكون خاطئا يري غير ذلك ..فما هي حقيقة الخوارج ؟
عندما علم أصحاب ومريدي على نتيجة التحكيم بين علي ومعاوية والتي تأكدوا أن علي خدع وأن أهل الشام نادوا بمعاوية أميراً للمؤمنين حتى خرج عدداً منهم على علي وانضموا إلى الحرورية (نسبة إلى أهل "حروراء) فأطلق عليهم جميعاً اسم الخوارج ... فالخوارج أول فرقة سياسية ودينية ظهرت في الإسلام ويطلق عليها الفرقة الاعتقادية حيث أنها في الأصل حركة ثورية شغلت المفكرين وما زالت واختلف الكثيرون في تعريفهم ويرى الشهر ستاني في الملل والنحل ان الخارج هو " كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان أما ابن حزم الأندلسي عرف الخارج بأنه كل أشبه الخارجين على الإمام على وشاركهم في آرائهم حيث قال "ومن وافق الخوارج من إنكار التحكيم وتكفير أصحاب الكبائر والقول بالخروج على أئمة الجور وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار ، وأن الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي .هذا رأي يستند إليه بعض من يحملون عداوة لهذا الفصيل من المسلمين..ولكن ماهي الحقيقة؟
لم يكن الخوارج طلاب ملك ولكنهم كانوا أصحاب مبدأ وعقيدة وكانوا مثلاً أعلى في الدفاع عما يؤمنون به رغم أنهم كانوا متشددين في كثير من الأمور ... كانت العقيدة السياسية لدى الخوارج تقوم على أساس مبدأ تساوي المسلمين فيما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات لا فضل لفئة على فئة ولا قوم علي قوم ... وهذا المبدأ أصلاً يخضع لمقولة رسول الله (ص) كلكم لآدم وآدم من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) ومن منطلق ذلك المبدأ أقام الخوارج فكرهم في أصول الحكم وهو أن الخلافة حق من حقوق المسلمين (هي حق يتساوى فيه العربي وغير العربي ويحق للحر والعبد طالما كان طالب الخلافة مستوفياً للشروط الموضوعة لتبوأ المنصب ).. لقد خرجوا نتيجة النزاع حول الخلافة فهم يرون أن معاوية لا تتوافر فيه الشروط اللازمة لكي يكون خليفة وثاروا على علي لأنه لم يحارب معاوية بصفته مغتصب للخلافة وأنه خدع علياً (يلاحظ أنهم كانوا موافقين على مبدأ التحكيم وتملصوا عنه بعد خدعة عمرو بن العاص ) .
كان الخوارج أشد بغضاً لمعاوية منهم لعلي وعلى الرغم الهزائم المتكررة التي حاقت بهم فلم تلن لهم قناه وامتدت ثوراتهم على الدولة الأموية وكان ذلك من أسباب سقوطها ولكن يبقي الأهم من ذلك كله.
فقد استقر لديهم أن الخلافة ليست من حق قريش وحدها بل هي حق للمسلمين على اختلاف أعراقهم وألوانهم ... المعيار الوحيد أن يكون الخليفة مستوفياً للشروط التي وضعوها والخليفة الذي يحيد عن الطريق المستقيم وجب عزله وبعضهم كان يرى أن الخلافة ليست من الضروريات وأنها غير واجبة شرعاً ويمكن الاستغناء عنها باعتبارها مبنية على معاملات الناس .
كان الفكر السياسي للخوارج يؤكد على أن الخليفة يجب أن يكون عادلاً وأي حكم بغير عدل يسقط عن الخليفة العصمة والحق في البقاء في الحكم ... ولا يجوز في نظرهم أن يفرض الخليفة على الرعية طاعته من خلال القهر ... وإذا فعل ذلك يكون مخلاً ومعانداً لأمر الله .
لقد كان الخوارج ثواراً مقاومين للجور والظلم واستخفاف الحكام بالرعية والحكم المطلق ... كانوا ثورة في مواجهة تسلط الخلفاء ... كانوا مساندين وداعمين لكل مستضعف في الأرض .
إن الفكر السياسي للخوارج إذا قيس بالفكر السياسي في العصر الحديث يتساوى مع فكرة حق المواطن في الاختبار بدءاً من اختيار ممثليه في المجالس النيابية والمحلية حتى رئاسة الجمهورية ... وكان الخوارج بفكرهم رافضين تماماً للحكم الوراثي على اعتبار أنه حكم يمر مباشرة من السلف للخلف دون أن تتوافر في الوريث أي مقومات لتبوأ سدة الحكم ... .
كان الخوارج عاشقين للحرية ... لم يكن يدور بخلدهم مطلقاً الخروج على الشرعية القائمة على العدل والمساواة ... ولكن كان خروجهم على الذين سلبوا الحكم بدون أن يكونوا مؤهلين لذلك ... ثم ورثوه بدون وجه حق ... إن من الأهمية بمكان أن يبدأ الباحثون قراءة الفكر السياسي للخوارج بموضوعية ... فلم يكن الخوارج الفئة الخارجة عن الدين والملة بل كانوا أصحاب قضية ..إن الذين يضعون الخوارج في كفة تيارات الإسلام السياسي المعاصرة بكل تاريخها الدموي المجلل بدماء الأبرياء يخطأون خطأ عظيما ..الخوارج في حاجة لمن ينصفهم من أمية الفقهاء .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الظلم والقهر
- مفهوم المسئولية الاجتماعية
- ليس في الإسلام سلطة دينية
- القانون الأخلاقي عند القدماء المصريين
- الإسلام الصحيح
- القيم الإخلاقية في مصر القديمة
- الاقتصاد غير الرسمي - مشكلة مصرية
- قراءة في ملف الحضارة المصرية القديمة
- قراءة في الإسلام السياسي
- الدلالات الاقتصادية لحركة السترلت الصفراء
- التعبئة والتغليف والصادرات المصرية
- التحكيم في المنازعات التجارية الدولية
- تداعيات قروض الصندوق علي السلام الاجتماعي
- تسهيل التجارة
- جمال عبد الناصر...جبل لا تهزه الرياح والانواء
- الغزالي والموسيقي
- الرئيسة روسيف أيقونة البرازيل
- نعم أتضامن مع فاطمة ناعوت
- الصناعة المصرية تعاني من تصاعد عمليات التهريب
- طه حسين... المحنةوالخلود


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد نبيل الشيمي - رؤية في فكر الخوارج