أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - شيء عن الحجر القمعي سنة 1984














المزيد.....

شيء عن الحجر القمعي سنة 1984


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 00:30
المحور: سيرة ذاتية
    


في مثل هذا اليوم بالضبط، أي 28 مارس 1984، أغلقت علي أبواب زنزانة انفرادية بسجن "بولمهارز" بمراكش، لما يزيد عن أربعين (40) يوما. كانت الزيارة ممنوعة، أما "الفسحة" فلم تكن تتجاوز مدتها دقائق معدودة في ساحة فارغة. ولم أتخلص من أنياب تلك الوحدة القاتلة حتى انطلاق محاكمتنا (مجموعة مراكش 1984) في 07 ماي 1984. والتحقت بعد عودتنا من المحكمة بباقي أفراد المجموعة بحي العزلة، وبالضبط بالزنزانة رقم واحد، حيث اجتمع رفاق الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري.
قبل الاعتقال، لم أكن أطيق البقاء في البيت نهارا، ولو لوقت قصير. وعند غياب الأصدقاء والرفاق، ولأني لم أكن مدمنا على ارتياد المقهى، كنت أجد نفسي "مسمرا بباب الدرب" أحصي المارة وأعد تفاصيل الحي وأوزع التحايا يمينا وشمالا...
وحصل أن اجتزت حجرا قمعيا (فترة التعذيب) لحوالي شهر بدهاليز كوميسارية جامع الفنا، ثم حجر الزنزانة الانفرادية، ومحطات عديدة إبان الإضرابات عن الطعام المحدودة وغير المحدودة، من الحجر داخل الكاشوات والزنازن الانفرادية والجماعية وغرف المستشفيات (مراكش واسفي والدار البيضاء). وكان أطول حجر مصحوب بالإضراب عن الطعام قد فاق ست سنوات (1985-1991) بأقبية المركز الاستشفائي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، بدون زيارة وبدون أي صلة مع الخارج، باستثناء تضحيات جنود الخفاء...
لم أكن أرى طيلة ذلك الحجر القسري (28 مارس-07 ماي 1984) سوى وجه سجان يدعى البركاوي، مع بعض الاستثناءات المنفلتة. والى الآن وصورته لا تفارق ذاكرتي وكذلك صورة سيده الهراوي، الآمر والناهي ب"بولمهارز".. كم كان مزعجا، بل كم كان مرعبا بطريقة إغلاقه أبواب الزنزانة!! كان سجانا بكل معاني الكلمة.. عايشت العديد من السجانين، لكن البركاوي يستحق لقب سجان عن جدارة.
مرة، انتبه الى جملة منقوشة على أحد جدران زنزانتي تعبر عن الصمود وتدعو الى المقاومة "سنصمد ولن نركع"؛ فتوجه الي بالسؤال: كيف كتبت ذلك؟
لم أجبه ضدا وبالخصوص على "نباهته" واجتهاداته و"صرامته"، فانصرف الى حاله دون أن يثار الموضوع مرة أخرى..
كما تعلمون، فالمعتقل يجرد من كل الأشياء الصلبة التي قد يستعملها سواء ضد نفسه أو ضد الآخر، بما في ذلك رباط الحذاء (LACETS).
إذن، كيف النقش على حائط الزنزانة؟
ببساطة، استعملت سلسلة (سنسلة) سروال "دجين" الذي كنت أرتديه. فرغم صغر حجمها، قامت مشكورة بالواجب...
واعتزازا بدروس تجربة الاعتقال، أتقاسم معكم بوحا/سرا آخرا. ويهم هذا الأخير حجر أقبية "موريزكو".
كان الحصار المضروب علينا محكما، خاصة وعزلنا فوق المقاطعة، حيث وجود القوات المساعدة الدائم. وكان من الصعب التواصل مع الخارج. واقترحنا على أحد الرفاق مع اقتراب انتهاء مدة اعتقاله "إخراج" بيان موقع بأسمائنا.
كيف ذلك، وقد يخضع للتفتيش الدقيق؟
لم يكن أمامنا، أو الأصح أمام الرفيق سواء وضع البيان في "بلاستيك" محكم الإغلاق ثم ابتلاعه ليلة مغادرته قلعتنا.
وذلك ما حصل، وبنجاح..
كل التحية والتقدير لذلك الرفيق العزيز..
إنها شهادة للتاريخ..
كل التحية للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم...
ولنناضل من أجل إطلاق سراحهم الآن...
ملاحظة: مصدر البوح/السر الثاني هو فيلم "PAPILLON"، وهو مصدر فكرة الذهاب والإياب داخل الزنزانة رغم ضيقها. وقد اعتمدت ذلك بتحد ومتعة داخل زنزانتي الانفرادية...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل اليوم..
- عمال -أمانور- بطنجة وتطوان والرباط
- أن نتذكر في بحر النسيان بعمق -CORONA VIRS-..
- رضوان العيروكي: رفيق آخر يرحل..
- تحية الى مناضل صنديد
- ماذا في -قبك سخون-؟
- ائتلاف حقوق الإنسان يزور -الولي- بنموسى
- التنسيق النقابي الخماسي: أي دور؟ أي أفق؟
- هل نعرف حقا الواقع الذي نريد تغييره؟
- نموذج النضال النقابي بطنجة
- المعتقلان السياسيان شعول ومحنة فقدان الأب..
- فيدرالية اليسار الديمقراطي (وكما دائما) تلبي النداء
- أن تيأس، فأنت لست مناضلا
- الشهيد الكاديري.. لن ننساك..
- ماذا يجري بفرنسا؟
- المسيرة الوطنية الحقوقية: يتم وهزال...
- استيقظ يا عمر.. استيقظ يا شهيد
- -شجعان- النموذج التنموي
- نرثي الموتى، ومن يرثي الأموات/الأحياء؟!!
- الوفاء للشهداء من الوفاء للرفاق..


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - شيء عن الحجر القمعي سنة 1984