أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - نرثي الموتى، ومن يرثي الأموات/الأحياء؟!!














المزيد.....

نرثي الموتى، ومن يرثي الأموات/الأحياء؟!!


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى نحيا؟ متى نتحد؟ وكيف؟
لا يفوت المناضلون وغير المناضلين فرص رثاء الموتى والشهداء، وحتى "رفع أكف الضراعة" من أجل الشفاء، خاصة في صفوف العائلات والأصدقاء والرفاق..
ليس ذلك عيبا، إذا كان نابعا من صدق المشاعر ونبلها ومن ود العلاقات الإنسانية والاجتماعية ومن عمق الالتزام النضالي..
إنه واجب إنساني قبل أن يكون واجبا نضاليا.
جميل أن نرثي موتانا، اعترافا بطيبوبتهم وبجميلهم، وتقديرا لبطولاتهم وانتصارا لقضاياهم..
لكن، لابد نذكر موتانا/موتاهم بما لهم وما عليهم، وكذلك الأموات/الأحياء؛ وفي ذلك عبرة..
"من يعمل مثقال ذرة خيرا" يسجله التاريخ قبل أن نسجله نحن، و"من يعمل مثقال ذرة شرا" يسجله التاريخ أيضا وقبل أن نسجله نحن.. وبالتالي فلا مجال، دائم وثابت، لمقولة "اذكروا أمواتكم بخير"!!
من يذكر بخير، قد فرض ذلك بنفسه أولا على الأعداء قبل الأصدقاء..
من يذكر بخير، قد فرض ذلك، في أحيان كثيرة بدمه وحياته وحريته ومعاناته (حال الشهداء والمعتقلين السياسيين والمشردين...)، وليس بلباسه أو لونه أو عرقه أو دينه أو لغته أو ماله وممتلكاته أو بعلاقاته أو شعاراته أو ادعاءاته أو حتى بجيوشه أو بطشه؛ بل بخيره، أي بإنجازاته فكرا وممارسة...، وبما يخدم قضية شعبه والإنسانية جمعاء..
ليس سهلا أن تذكر بخير، على عكس أن تذكر بشر..
من السهل أن تذكر بشر. ليس بالضرورة أن تكون شريرا؛ يكفي أن تكون صادقا ويكفي أن تجهر بالحقيقة.. ديدن النظام وزبانيته وباقي المتملقين ولاعقي الأحذية أن يشوهوا التاريخ وأن يمسخوا الحقيقة..
يذكرون الشهداء بشر، وكذلك المناضلين وكل بنات وأبناء شعبنا غير السائرين/السائرات وراء سرابهم المفضوح، دينا ودنيا...
ونحن، كيف نذكر بخير من عذبنا وشردنا وأطفالنا ومزق صفوف عائلاتنا؟!!
كيف نذكر بخير من أحرق أكباد أمهاتنا وآبائنا وفلذات أكبادنا، إناثا وذكورا؟!!
كيف نذكر بخير من نهب خيرات شعبنا، برا وبحرا وجوا؟!!
كيف نذكر بخير من أكل من لحمنا وشرب من دمنا؟!!
كيف نذكر بخير من يتمنا وصادر أحلامنا، بل أحلام شعبنا؟!!
كيف نذكر بخير من يسعى الى قتل الأمل فينا؟!!
كيف نذكر بخير من كذب علينا (وعود النهار يمحوها الليل، ووعود الليل يمحوها النهار)؟!!
كيف نذكر بخير من ساقنا الى المقصلة؟!!
كيف نذكر بخير من يتلذذ في معاناتنا، وفي "سقوطنا" وفي "عجزنا"..
كيف نذكر بخير من باعنا في سوق النخاسة؟!!
كيف نذكر بخير من خاننا؟!!
كيف نذكر بخير من يمارس الخبث باسم النضال؟!!
كيف نذكر بخير من تستر على كل هذا ال"من..."؟!!
كيف نصافح كل هذا ال"من..." ومن تستر عليه؟!!
إنه الحد الفاصل بيننا وبينهم..
إنها أنهار دماء...
لنا/لشعبنا ذاكرة حية ومتقدة..
لا مفر من المحاسبة والمحاكمة، غدا أو بعد غد..
"الشعب، كما التاريخ، يمهل ولا يهمل"..
نرثي الرفاق الذين رحلوا قبل الأوان أو في الأوان، سيان...
نرثي البسطاء من بنات وأبناء شعبنا.. نرثي المنسيات والمنسيين.. نرثي الضحايا، نرثي الشرفاء (موقفا وممارسة)، نرثي العمال والفلاحين الفقراء...
نرثي الشهداء، اعتزازا وافتخارا وتقديرا، وكذلك التزاما ووفاء للعهد...
ليس رثاء الأموات سهلا.. إنها مسؤولية تقتضي قول الحقيقة، سواء مع أو ضد.. وفي هذه الحال، الرثاء طريق نحو الحياة كما نحو الموت..!!
لكن من يرثي الأموات/الأحياء؟!!
من يرثينا؟!! من يجهر بحقيقتنا؟!! من يسمعنا "مر الكلام"؟!! من "يرمي الكلمة في بطن الظلمة لتحبل سلمى"؟!!
ليس تشفيا أو حقدا أو ازدراء أو نكوصا، إنها مسؤوليتنا جميعا؛ غنها ثورة حتى النصر...
وليس تباهيا كميا أو مزايدة شكلية أو تسابقا نحو الفتات..
إنه ليس انزلاقا مفروضا أو مفتوحا نحو المجهول أو الحضيض...
رثاء المناضلين هو النقد البناء وليس الطعن أو التشويش أو الافتراء والتضليل؛
رثاء المناضلين هو بسط عناصر الحقيقة وإبراز نقط القوة والضعف واقتراح الحلول والبدائل...
ورثاء الذات هو النقد الذاتي، هو مساءلة الذات، وليس تقديس الذات أو بالمقابل جلدها أو الاستسلام...؛
إن الرثاء مطلوب للموتى والأموات/الأحياء، خدمة للقضية...
إن الرثاء هنا بمعنى قول الحقيقة، ولو مرة أو فاضحة، من قبل ومن بعد...
إنها نقطة البداية.. إنها عنصر ثقة..
إننا، وأقصد القوى الثورية عبر العالم، نعيش ظرفية صعبة، محليا ودوليا. والمعضلة الأساسية تكمن في ذواتنا. فإلى أي حد نستطيع مواجهة المد الجارف للامبريالية والصهيونية والرجعية، بإفريقيا وأمريكا وآسيا...؟
بدون أوهام، لنراجع أوراقنا..
هذه حالنا الآن.. حال العجز والضعف وحتى البؤس، رغم الشعارات والصور البراقة (الخادعة)..
أقولها بصوت مرتفع وبكل مسؤولية وللتاريخ.. لا أقصد الاستسلام أو التيئيس، بل بالعكس تماما.. أدعو الرفاق وكافة المناضلين الثوريين، منسجمين ومتحدين وملتزمين، الى مواصلة المشوار بكل ما يستدعيه الأمر من تضحيات.. فالانطلاق من الحقيقة، ولو تكن مرة، بداية سليمة لرفع التحدي وصنع المستقبل، مستقبل شعب..
لشعبنا رصيد هائل من الانتصارات والدروس، لنكن في مستوى حمل المشعل وتحقيق الآمال والأحلام..
لنبادر الى توحيد جهودنا/صفوفنا على قاعدة صلبة، وليس على قاعدة هشة محكومة بالعاطفة أو الأحقاد وتصفية الحسابات..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفاء للشهداء من الوفاء للرفاق..
- عبد اللطيف زروال: شهيد شعب وليس شهيد قبيلة..
- نحن في وادي والواقع في وادي
- -مواعظ- الرفيق أمين عبد الحميد!!
- مرض التهافت
- تضامن المعتقلين السياسيين مع المعتقلين السياسيين
- الكنفدرالية تطوي صفحة -المقاطعة-!!
- الشهيد رحال جبيهة: رحيل نحو الشموخ...
- تونس الأمل.. تونس الإحباط..
- معتقلون سياسيون أم منسيون سياسيون!!
- ميلادي: تاريخ اعتقالي...
- زعماء -نقابيون- أمام مرآة التاريخ
- الانتخابات التونسية: نهاية الحكاية أو سقوط الأقنعة..
- الموسم الدراسي 2019/2020
- اسوأ حكاية..
- سؤال في ذكرى الشهيد/ة
- عندما يبكي المناضل..
- يوم غادرنا دهاليز ابن رشد بالدار البيضاء..
- الشهر الشهيد
- مجموعة مراكش 1984... العزاء والمواساة...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - نرثي الموتى، ومن يرثي الأموات/الأحياء؟!!