أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ماذا بعد الزرقاوي ؟















المزيد.....

ماذا بعد الزرقاوي ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اشبه اليوم بالبارحة !؟
عندما اعلن بريمر القاء القبض على الرئيس السابق للنظام العراقي صدام حسين ، كان هناك هاجس يغمر المعلنين ان هذا الاعلان سيمكنهم ولو لفترة وجيزة من تقوية المعنويات الهابطة للقوات المحتلة ومعاونيها ، وايضا سيساهم في خلط الاوراق على المقاومين والرافضين للاحتلال وتداعياته ومشاريعه غير المعلنة لتقسيمه والانفراد بكل قطعة من قطعه ، هذا اضافة الى انه يغطي ولو جزئيا على فضائح وجرائم وتجاوزات المحتلين وفرق موتهم ، علما انه وفي ذات الوقت كانت تجري فضائح سجن ابو غريب التي كشفت لاحقا !
انه هو هو من شكل طريقة الاعلان واخراجه ، الى مضامينه وما يراد منه ، " هلاهل في قاعة الاعلان ، وتصفيق حار ، ثم اللهم صلي على محمد وال بيت محمد ، الى كلمة رنانة طنانة للمالكي يشكر فيها المحتلين ، ويتوعد بها من يعيق عمل حكومته ، ثم كلمة المندوب السامي الامريكي الذي اعتبر الخلاص من الزرقاوي نجاح عظيم لامريكا واللعراق ولبوش !
بيان خاص من البيت الابيض ، و بوش يذيع النبأ ويهنئ الشعبين الامريكي والعراقي مؤكدا على انه انجاز تحققه ادارته !
يتبعه بلير وبنفس النفس الامريكي الداعي لنسيان الاخطاء وتذكر الانجازات ، ثم رامسفيلد وهليلة من التضخيم والتعظيم تغطية وتعتيم على هزيمة المشروع في الصميم !
انه نجاح يغفر لامريكا وجيشها مجازر الفلوجة والرمادي والنجف وسامراء وتلعفر ، واخرها مجزرة حديثة والاسحاقي وماخفي من المجازر كان اعظم ، يغفر لهم تدمير دولة وابادة مستقبل كان واعدا ، نعم ايها العراقيون اخرجوا الى الشوارع داعين لامريكا وجيشها باليمن والنصر والبركات ! فهاهي قد خلصتكم من الداء كله ، لقد قتلت الزرقاووووي ، قاتل الصراصر والذباب والبراغيث ، والبشر ! انه اخطر مخلوق على وجه الارض انه اخطر من اسلحة الدمار الشامل ، واخطر من هيروشيما ونكازاكي ، واخطر من اليورانيوم المنضب ، واخطر على اقتصادكم من سرقات النفط التي بلغت اكثر من 100 مليار دولار لحد الان ! انه هو من دمر العراق وجعله شيعا وقبائل متقاتلة ! انه هو من احتل العراق وعبث بمقدراته ! انه هو فجر الامامين العسكريين بفرق موته ، انه هو من قتل اطوار بهجت بعصاباته الماجورة التي ارسلت فلما هوليوديا ، عن طريقة قطع راسها الوهمية ! انه هو وراء اعصار سونامي وكاترينا ووراء نزول شعبية بوش الى ادنى مستوى لها 30 % ! انه هو المعرقل الاول للعملية السياسية الحلوة والحبابة والرائعة البريئة والشفافة والديمقراطية جدا ! انه هو الذي حفز الحكومة الايطالية للاسراع في سحب جيشها من العراق ! انه هو ولا احدا غيره كان المسؤول عن حل الجيش العراقي وفتح الحدود واستدعاء من يريدون منازلتنا على ارض العراق لنقتلهم فيه ونجنب ارض امريكا شر القتال !!؟
انه هو من يهرب النفط الى ايران ، وهو المسؤول عن فشل المالكي لمعالجة اوضاع البصرة !
انه هو المسؤول عن فشل المالكي في تنفيذ مشروع حل الميليشيات !
انه هو ، والله هو " لا تحلف يابة امصدكيك " الذي جعل جنودنا ينحرفون ويفعلون ما يفعلون ! انه انه انه هو الزرقاوي ، هرقل الجبار، ورامبو الذي يخافه الكبار قبل الصغار . سنعرض تباعا ولتعميم الفائدة والفرحة صورا وافلاما عن العملية البطلة التي نفذتها قواتنا لتقدمها هدية للحزب الجمهوري وهو يخوض الانتخابات النصفية للكونغرس فى الايام القادمة ! !

لماذا الان ؟ :

ياجماعة الخير ، الاخ بوش او الرفيق بوش ، والاخيرة صفة قد اكتسبها منذ ايام غورباتشوف حيث اصبح من يومها "دهن اودبس" مع الشيوعيين بعد ان كان الشيوعيون رديفا للارهابيين في ذلك الوقت ! المهم يا جماعة ، بوش هذا محصور حصرة الكلب بالجامع ، بمعنى انه لا يعرف من اين تأتيه المصائب والركلات ! ففي افغانستان الامور تسوء ، وفي العراق من فشل الى فشل ، والمقاومة مستمرة رغم كل محاولات اجهاضها بالترغيب والترهيب والتشويه ، اما ايران فهي تفلفله بحرارة مشروعها النووي ، وشعبيته تنهار حتى وصلت الى ادنى مستوياتها وخصومه يهاجموه بقوة ، وكان اخرهم وهو ال غور قد قال بالنص : ان ادارة بوش هي زمرة غير مسؤولة من المتطرفين اليمينيين !؟
ثم تصاعدت اصوات مؤثرة في حزبه نفسه ، وهي تتوجس من سياسة ادارته على مستقبل الحزب الانتخابي ، لاسيما وان الفضائح والهزائم والفشل المتلاحق يلاحقها ، منذ يومها الاول على الرغم من التعاطف الذي اكتسبته بعد احداث 11 سبتمبر .
ان فضائح حديثة والاسحاقي قد اكملت على ماتبقى من مصداقيتة في الداخل الامريكي ، اذن هو بحاجة الى اي انجاز حتى وان كان وهميا كي يحافظ به على ماء وجهه ، وهذا امر بات معروفا في طريقة اللعب الامريكية " سمن ما تراه عدوا في يدك واذبحه عند حاجتك !" .

الوجه العراقي في تسمين الزرقاوي ثم قتله !:

تمخض الجبل فولد فأرا ، كذلك فعلت الانتخابات الاخيرة ، حين تمخض عنها برلمان لا حول له ولا قوة ، وعن حكومة تجرجرت مصارينها قبل ولادتها ، فولدت كسابقتها ميتة سريريا ، اذن هو فشل جديد ، والمقاومة مستمرة ، وفرق موتهم وميليشياتهم مستمرة بزرع الموت ، حتى تجاوزت على مصدر رزق الحكومة وقوات التحالف ، النفط ! وهنا فشل المالكي ايضا في ايجاد حلول حقيقية لها ، رغم تظاهره بالقدرة المبطنة ، وهي نفخة كذابة كنفخة صاحبه الجعفري ، الحكومة التي شكلها ، اعتبرت بحد ذاتها انجاز ، فاي درك نزلوا اليه ؟ اي انجاز هذا وكل الذي يعلنوه لا ينفذوه بل يجهضون محتواه لانهم اصلا غير قادرين على تنفيذه ؟
لقد رفع صوته عاليا في البداية معلنا انه عازم على تصفية الميليشيات ، وعندما صرخت بوجهه ، تراجع وكانه يقول : انا عازم على ان اتجنبكم ! !
والان الامريكان يخططون لعمليات واسعة ضد فصائل المقاومة العراقية الباسلة في مختلف مناطق العراق ، وتم استدعاء 1500 جندي امريكي اضافي لها من الكويت ، وهذا يتطلب غطاءا عراقيا ، والغطاء هو الاخر مهلهل ومرقع ، انه بحاجة الى رافعة ، صوتية هوائية المهم انها تثير ضجة ترذ الرماد بالعيون لانجاز ما يراد انجازه من الحكومة التي لا يبدو عليها صفة الدوام !
واعتقد انها مصادفة كانت ان يعقد البرلمان جلسة خاصة لمنح الثقة بوزراء الدفاع والداخلية، بعد اعلان المالكي وخليل زادة مقتل الزرقاوي ، وهنا كان مشهد البرلمان العراقي يثير الشفقة حقيقة ، لقد كانت قهوة عزاوي ، وكانهم جائوا ليسجلوا فلما كانوا قد تدربوا على مشاهده ، الملفت ان الحضور كان 198 من اصل 275 ، وكان احد ممثلي الفلوجة في البرلمان قد وضح اعتراضاته الجدية على وزير الدفاع الجديد كونه مجرم حرب في معارك الفلوجة الاخيرة ، وكون المجلس عبارة عن محاصصة طائفية ليس الا ، وهكذا فعل عددا من الاعضاء الشرفاء في المجلس ، وقد تم تجاوزهم بصبيانية واضحة ، وهكذا اعزائي سيرفع المجلس اعماله لانشغالاته بدورة كاس العالم لكرة القدم ، وايضا لقضاء الاجازات الصيفية بالسفر الى الخارج والالتقاء بالاهل هناك ، اما امور الحكومة وهموم الناس ومصائرها والدستور وغيرها من التفاصيل ، فسيكون هناك ممثلين عن الطوائف والقوميات ، وهم سوف يتوصلوا لحلول معقولة مقبولة ، دون دوخة رأس ، او وجع قلب ، او تأنيب ضمير ، مازالت الرواتب جارية والمخصصات وافية ، والعطايا مجزية ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، رفعت الجلسة !
يا جماعة ماذا بعد الزرقاوي ؟ ياعمي بلاوي و بلاوي ، هذا قد احترق فلمه ، وستأتينا افلام وافلام ، وعلى المرام ! عيش او شوف .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيات مع سبق الاصرار
- مجانين امريكا وبريطانيا يقاتلون في العراق
- هولوكست اطفال العراق
- بصرتنا لم تعذب محب ، لكن النفط عذبها
- في حاج عمران حصان طروادة امريكي يترصد ايران
- اربيل وبغداد شهدت (مولد) حكومي صاخب ، صاحبه غائب
- دولة الفشل المذهل !
- من هم الارهابيون ؟ من المطالب بتزكية نفسه ، المقاومة ام الاح ...
- هنري كسينجر يطالب بالانتقام من العراق
- المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية
- في داخل العراق ازمة شعر وشعراء
- حزورة المليشيات في العراق
- البنتاغون يتأبط حربا جديدة
- الطبقة العاملة العراقية العدو الاول للاحتلال
- لقطات
- القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة
- اليُتم اليساري في العراق
- الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف
- بين الاستهتار الامريكي والخبث الايراني
- الجحيم لم يأتي بعد العقدة والحل


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - ماذا بعد الزرقاوي ؟