عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 16:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
"كورونا" يحبُّ الديموقراطيّة كثيراً .. وهو عاشق مُتيّم للتعدديّة الإثنيّة - الثيوقراطيّة ، و صيانة "الحقوق" المرتبطة بها بدرجة أساسيّة.
لا أعتراض على هذا ، ولا جدال ، في الظروف الإعتيادية.
ولكن ..
لا أحدَ سعيدٌ بـ "كورونا" ، قدر سعادة الديموقراطيّة الإسلامويّة - المذهبيّة بها.
كلاهما (كورونا ، وهؤلاء الديموقراطيّون "الوبائيّون") ، يُرسّخان وجودهما ، ويُكرّسان سلطتهما ، ويتمدّدان .. بذات الآلية ، وديناميكيّة الإنتشار.
حتّى في أوروبا ، والولايات المتحدّة ، تقفُ "الديموقراطيّة" عائقاً أمام إلإجراءات الحكوميّة للحدّ من الوباء.. فكيف بـ "ديموقراطيتنا" نحنُ ، التي كانت دائماً ، وستبقى أبداً "حقٌّ يُرادُ به باطل ".
قليلاً من الديكتاتوريّة . قليلاً من إحتكار القوّة ، وتوظيفها لخدمة الصالح العام.
وإلاّ فإنّ أحداً لن يبقى ليضحكَ علينا أخيراً .. غير كورونا .. و "هؤلاء" .
(2)
مصيرُ "المُكَلّف" برئاسة مجلس الوزراء ، مُعَلّقٌ برقبة "القوى" السياسية .. ومصيرنا (كشعبِ وأُمّة و وطنٍ .. ودولة) مُعَلّقٌ بـ "رقبة" الله .
هذه هي بعضُ الحقائق المُرّة لـ "الديموقراطيّة" في العراق.
"مُمَثِّلو" الشعب"الشَرعيّون" يتكالبون على السلطة والثروة .. بينما يُحاصر"وجودنا" ، ويُهدّدُ "مصيرنا" أكثرُ من تحدٍّ ، وأكثرُ من "وباء" .
وإضافةً إلى "كورونا" .. الذي لدينا "خليّة" أزمة تجتمع من أجله ، وتُصدِرُ توجيهاتها إلينا بصدد الحدّ منه ، دونَ أنْ تقول لنا ماهي حدود إمكاناتها الماديّة ، والطبيّة ، لمواجهته على الأرض .. يُحاصِرُني سؤالٌ مُرّ :
من هو البلدُ الذي يحتاجُ لخطّة إنقاذ "اقتصادية"عاجلة، أكثر من حاجة العراق لها الآن ؟؟.
الدول الأخرى لديها "صناديق سيادية" ، ولديها إحتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي ، ولديها اقتصادات متنوّعة، ولديها شُعوباً لم تُنهَك من القهر بعد.. فماذا لدينا نحنُ بالمقابل ؟؟؟
لدينا ، فقط ، "فئة" سياسيّة بائسة ، تُكرّسُ كُلّ جهودها الآن ، لفرض إرادتها في احتكار تسمية رئيس وزراءٍ جديد ...... أي من أجل تكريس حصّتها "الإلهيّة" في السلطة والثروة ...
وليذهب العراقُ ، والعراقيّون .. إلى الجحيم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟