أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - الانتفاضة التي نخرت الكونكريت ( تنصيب الزرفي نموذجاً)














المزيد.....

الانتفاضة التي نخرت الكونكريت ( تنصيب الزرفي نموذجاً)


حارث رسمي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن سمعنا سرف الدبابات وهي تزمجر على اسفلت شوارعنا، بدأنا نعرف إن للمكونات العراقية بيوتات تقرر باسم المغلوب على امرهم ما من شأنه أن يحقق انجازات لحسابهم الشخصي، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش تحت رحمة هؤلاء الزعماء "ملاكي" تلك البيوت!!
فالولايات المتحدة الأمريكية راعية "الديمقراطية والتحرر" في العالم أختصرت شعباً بتاريخه وتضحياته بأسماء حركية تشكّلت هنا وهناك، واستطاعوا بفضل الأمريكان لا غيرهم أن يصبحوا أسياداً في بلدٍ ذبحوه الأسياد، فلم يكن لأحدهم هماً حين جلسوا مع بريمر في مجلس الحكم سوى مرتباتهم الخيالية، يومها اقترح الجلبي حين كان رئيساً للجنة فرعية في المجلس أن يتقاضى اعضاء المجلس 50 الف دولار في السنة وأن يحصلوا على علاوات من البنزين، وقتها تدخل بريمر ونبههم الى ان الموازنة التي اقترحوها للمجلس واعضائه تفوق موازنة وزارة التربية التي تضم أكثر من 325 الف منتسب!!، هؤلاء تحوّلوا شيئاً فشيئاً الى زعماء يتصالحون حين تقتضي مصالحهم ويتذابحون حيث تكون، والمفارقة إن هذا الشعب الذي ضحكوا عليه في كل مرةٍ كانوا يريدون منه أن يتوجه الى صناديق الاقتراع لم يجنِ شيئاً في الصلح، بينما كان نصيبه كنصيب الأسد في الذبح.
في الأيام التي ساد فيها الدم بغداد وباقي المحافظات العراقية أيام الاقتتال الطائفي لم تستطع ماكنة الموت الرهيب أن تصل حدود منازلهم، أوتعكر صفو حياة اولادهم، لم تمنعهم من الاستمرار وهم يطلون علينا من عواصم العالم المتقدم وهم يطلبون من أتباعهم الدفاع عن العقيدة والقتال من أجل المذهب، صراع المذاهب هذا الذي دفع العراقيون مئاتاً من شبابهم ورجالهم عاد عليهم بأرباحً كبيرة، خرجوا من كل ذلك الدخان والرصاص منتصرين، خرجوا وهم يكنزون آلافاً من الدولارات في بنوك العالم، ومصارف تعمل لحسابهم وشركات لأبنائهم.
قبل سنواتٍ ليست بالبعيدة ولصراع سياسي معلوم لمن أراد أن ينظر للموضوع من زاوية أخرى، فقد تم تسليم العراق وشعبه الى سكين داعش التي لا ترحم، يومها أستولت هذه المجاميع الاجرامية على مساحات شاسعة من العراق، وأصبح الخطر قاب قوسين أو أدنى من بغداد، ذبحت ما استطاعت من العراقيين واغتصبت الكثير من نساء هذا البلد المكلوم، استطاعت داعش من كل ذلك بفضل صراعاتهم، قتالهم من أجل مصالحهم وأموالهم ومناطق نفوذهم، أجزم إن من سهل لداعش كل هذا كان يفكر بــ "جرة أذن" لخصومه!!
1700 أو يزيد هو عدد الرجال الذي سلمتهم حكومة المالكي لسكاكين داعش في غضون يوم أو اثنين في سبايكر حيث قاعدة التدريب التي كانت تضمهم، لنذهب بعدها الى جمع متطوعين من شبابنا العراقي للدفاع عن البلد، الآلاف من جنود الحشد الشعبي الذين تطوعوا تلبيةً لنداء كان قد اطلقه المرجع السيستاني للدفاع عن البلد ومساعدة القوات الأمنية النظامية ما تزال عوائلهم تئن تحت سوط الفقر والجوع والعوز، كيف لا وهم أولاد الــ"الخايبة" كما يعرّفون في لهجتنا الدراجة!! قسم من هؤلاء ما يزالوا على قيد الحياة بعد أن عادوا من جبهات القتال الى اكواخهم، أحياء وشهود على من استثمر دمائهم، شريحة جديدة من "القادة" و"الزعماء" نشاهدهم اليوم حيث أصبحوا من رجالات الدولة ونواب برلمانها ممثلين عن الحشد الشعبي وهم يرتدون ساعات الروليكس وبدلات الـ"غوتشي" في الوقت الذي ينهش المرض بأجساد المقاتلين الذين لم توفر لهم الحكومات ثمن العلاج لأصابتهم أثناء الدفاع عن هذا البلد ونظامه السياسي البائس.
منذ الأول من تشرين الأول 2019 وشوارع العراق وساحاته تكتظ بضحايا هذا النظام وسياسييه، تكتظ بالمحرومين والفقراء، خرجوا من أجل لمة عيش لهم ولأبنائهم، فبعد أن كان يتغنى بهم السياسيين باعتبارهم قارعوا ظلم صدام وواجهوا خطر القنابل والأحزمة الناسفة وذهبوا الى صناديق الاقتراع، انقلبت الآية هذه المرة حين نادوا من أجل مصالحهم في بلدهم، فنعتوا بأنهم أبناء الرفيقات، وحاملين لأجندات أجنبية، وتربية السفارات التي تمولهم، رغم كل ذلك حفروا أسماءهم وانتفاضتهم في ذاكرة العراق المعاصر، نقشوا أسماءهم بدماءهم التي سفكتها قنابل الغاز المسيل للدموع وتوجيهات مكتب القائد العام!!
من ينظر الى القشور لا يرى أي من انجازات هذه الانتفاضة التي لا يزال مرجلها يغلي، غير إن نظرة معمقة نوعاً ما ستكشف الكثير والكثير مما حققته، اهمها واضح للعيان في تكليف الزرفي قبل يومين، فمنذ بداية هذه العملية السياسية الكسيحة، جرت العادة على أن يكون منصب رئيس مجلس الوزراء من حصة الشيعة، وعن طريق اتفاق "زعماء" هذا المكوّن، أن يجلسوا ويتفقوا ويمّلوا على أحدهم شروطاً تضمن مصالحهم وحصصهم ليمرروه عن طريق كتلهم في البرلمان، ويشترط أن يكون هذا المرشح زعيماً له ثقله أو حسب تعبيرهم "زعيماً" وطنياً ( فالشارع لن يفهم أو يقبل أبداً برئيس وزراء لا يكون زعيماً لأحد الأحزاب الشيعية ) والكلام بين الأقواس للجعفري.
هذه السُنة وبفضل اصرار المنتفضين وعزيمتهم القوية انهارت هذه المرة، انهارت وقد شرذمت قوى "البيت الشيعي" وأرغمتهم على الانقسام بين مؤيد ورافض، هذه الانتفاضة أجبرت برهم صالح أن لا يلتفت لأصوات هؤلاء ويذهب بنفسه بعيداً عن الطرق المعتمدة سابقاً في اختيار رئيس مجلس الوزراء، حق هؤلاء الــ"زعماء" قد سُلب منهم هذه المرة، وبفضل الانتفاضة وما حركته في الشارع سنشهد قريباً تشرذم كل البيوتات التي بناها بريمر وأمريكا من خلفه، يوماً ما سينتهي البيت السني، والبيت الكردي، سينتهي زعماء الطوائف وتجارها، وسنشهد حديثاً جديداً عن المواطنة العراقية لا غيرها، سنبني نظاماً يحترم جميع المكونات والطوائف والأعراق، لكنه يتعامل على أساس الهوية الوطنية لا المكوناتية البغيضة.
ألم نقل لكم ان العراق قبل 1/10/2019 هو ليس العراق بعد هذا التاريخ؟ّ!!



#حارث_رسمي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماراثون مع الموت!!!
- ماذا يعني أن تعيش في بغداد 2020
- خمسة عشر يوماً من تشرين
- كي لا يقتلنا النفط
- سلام عادل .. الاستثناء في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
- الوطن هو أنتم، الوطن هو أنا
- ملاحظات من عطلة العيد
- القفز من مركب الرئيس !!!
- من حفل التنصيب !!
- فندق حامد المالكي الذي شغلنا !!
- قادةُ مروا بعد فهد ، لهم وعليهم
- كيف خيبت سائرون حلماً كان قريباً ؟
- الذاتي والموضوعي في تشكيل فهد
- وثبة كانون ... فتاةٌ على الجسر وكسر للنهج الطائفي مبكراً
- اليشوف الموت ما يرضى بمجلس مكافحة الفساد
- وزير الثقافة و ورث بابا خرابة
- الموقف من الشيوعيين !!
- قراءة بصوت عال لمقال الرفيق جاسم الحلفي
- الهرمنيوطيقا .. ومحاولة فهم النص الديني
- ثلاث رسائل لمئوية ثورة أكتوبر


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حارث رسمي الهيتي - الانتفاضة التي نخرت الكونكريت ( تنصيب الزرفي نموذجاً)