روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 14:42
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
في الشارع
اقرأ قصيدة تشبهني
تناديني من بلور أصابه حنق في الرؤية
والحظر يلوي أوردة أقدامي
اقترب منها
أدقق في عقارب كلماتها
اسمع نبرات حروفها
أكاد ألمس أصيص نفحاتها
فيطلق الشرطي صفارة التحذير ..
ممنوع الاقتراب
ممنوع اللمس
ممنوع النظر فيما وراء الخيال
ممنوع استنشاق زبد الاصابع
إنه .. عصر الكورونا
لم تهدأ القصيدة بعد
إنها تنزف في آخر الشارع
أشم رائحة نواحها من مسافة
تحيلني إلى فراغ يستوطن صوت الباعة
على مدار الانتظار
أعبر شقوق التنفس في وضح الهياج
تقودني زخات الخيال إلى تلة
تبكي فيروس وحدتها
لا حياة في هذا الحي المزكوم من وقع أقدامي
أرسم الأبواب .. باباً باباً
فترسمني امرأة على طاولة المكياج ..
عاشقاً .. يرفع تنورة السقم عن سيقان
أبحرت ليلة الأمس إلى جوار الحلم
وأمطرتني في الصباح ..
برغوة من قهوة الكورونا
القصيدة تجتاز عتبة الوحام
وتقترب من نهاياتها
نبحث عن اسم لوليد
قد لم يلد
نفحص كل الأماكن .. نفتش عن الثغور
لنقلي في أحشائها سرة حب ..
ربما يغادر أوكار الخطيئة من شهيق ..
هو أنا .. ولطخة الكورونا تحتل قزحية الغد
إذا .. الغد حبلى بي
وأنا حبلى بقصيدة أنجبتني
وفي فمي صرخة استفرغت
ما أن مالت الشمس نحو نهيق الغراب
فلنحتفل بعد ثوان من ولادتي
ولنتأهب ثوان أخرى
لإلقاء لآلئ التكفير عن الحب
على شاهدة قبري ..
ونرحل إلى حيث القصيدة
١٩/٣/٢٠٢٠
#روني_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟