أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام المصطفى - النظرية العلمية عند كارل بوبر














المزيد.....

النظرية العلمية عند كارل بوبر


سلام المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 23:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تكاد تتفق الأطراف المعينة على أن "كارل بوبر" من أهم فلاسفة العلوم الطبيعية و المنطقي الميثودولوجي الأول في النصف الثاني من القرن العشرين , و العالم المتحدث بالإنجليزية يسلم بهذا حيث تحظى أعمال بوبر باهتمام كبير و انتشار واسع , من إيطاليا و ألمانيا و إنجلترا حتى الولايات المتحدة الأمريكية , حيث تحمل فلسفته التجديدية الثرية العميقة أكمل و أنضج نظرية للعلم , عرفت حقا كيف تبلور روحه .
و لما كان بوبر أساسا رجل منطق , كانت نظريته في منطق العلم آية في الدقة و الرصانة و الصرامة الأكاديمية , و مع هذا عرفت كيف تنساب في تيار الحياة العلمية الجارية و البحث العلمي الدافق , فنجد العلماء التجريبيين الحاصلين على جائزة نوبل أمثال "سير بيتر" و "سيرجون اكسلس" و "جاكس موند" , يؤكدون أنهم وصلوا إلى إنجازاتهم العلمية الباهرة بفضل تعاليم بوبر المنهجية و الإسترشاد بفلسفته للعلوم .
و جملة فلسفة بوبر للعلوم الطبيعية تكمن في تحديد الخاصية المنطقية المميزة للقضية العلمية , أو بعبارة أخرى تحديد معيار صحة النظرية العلمية , يقول بوبر : " بدأ عملي في فلسفة العلم منذ خريف 1919 , حينما كان أول صراع لي مع مشكلة : متى تصنف النظرية على أنها علمية ؟ أو هل هناك معيار يحدد الطبيعة أو المنزلة العلمية لنظرية ما ؟ لم تكن المسألة التي أقلقتني آنذاك متى تكون النظرية صادقة , و لا متى تكون مقبولة ؟ كانت مشكلتي شيئا مخالفا , إن أردت أن أميز بين العلم و العلم الزائف و أنا على تمام الإدراك أن علم يخطأ كثيرا , و أن العلم الزائف قد يحدث أن تزل قدمه فوق الحقيقة ".
فتوصل بوبر إلى أن معيار قابلية التكذيب هو ما يميز العلم دونا عن أي نشاط عقلي آخر , فالخضوع المستمر للإختبار أو إمكانية التفنيد بالأدلة التجريبية هي الخاصية المنطقية المميزة للقضية العلمية دونا عن أي قضية تركيبية أخرى , فعبارات أو مقولات الخطاب العلمي التجريبي هي فقط التي يمكن إثبات كذبها , لأنها تتحدث عن الواقع التي يمكن الرجوع إليه و مقارنتها به , حيث إن القابلية للتكذيب هي ذاتها القابلية للإختبار , الإختبار التجريبي بالطبع .
و القابلية للإختبار قد ترتبط بالقابلية للتحقيق , و لكن الخاصية المنطقية المميزة للعبارة و للنظرية العلمية هي إمكانية التكذيب أي التفنيد أو النفي , لنأخذ مثالا حول هذه العبارة "السماء ستمطر غدا" هذه العبارة هي عبارة علمية لأنها قابلة للإختبار التجريبي بمجيء الغد , و قد تمطر السماء أي قد نتحقق منها , و لكن ليس هذا هو المناط في علميتها , بل المناط في إمكانية ألا تمطر السماء غدا , إمكانية تكذيبها و هي إمكانية قائمة أي أنها خاصية منطقية لها , لنأخذ مثالا آخر حول عبارة "يغلو الماء عند درجة 100 سيليسيوس" هذه العبارة هي قابلة للتحقق لماذا؟ لأنها قابلة للتجريب يكفي أن نسخن الماء عند درجة حرارة 100 سيليسيوس و نتحقق من الأمر و بما أنها قابلة للتجريب و التحقق فإنها تقبل معيار قابلية التكذيب , و بالتالي حسب بوبر فإنها عبارة علمية , و الآن دعونا نمر حول العبارة الأتية " من صفات إله سبينوزا الإمتداد و الفكر أي الطبيعة و قوانينها و هما صفتين لنفس الجوهر" , إذا تأملنا في هذه العبارة سنجد أنها غير قابلة للإختبار أي غير قابلة للتحقق و التجريب و بالتالي فإنها لا تقبل معيار قابلية التكذيب , إذا حسب بوبر فإنها عبارة غير علمية , و هنا نعمم أن جميع العبارات الميتافيزيقية هي عبارات لا علمية في الخطاب الإبستيمولوجي البوبري .
إن القابلية للتكذيب مجرد معيار يحدد الخاصية المنطقية للنظرية العلمية أما التكذيب فهو حكم عليها , تقييم نهائي لها , ومن ثم تجاوزها , و إحراز خطوة تقدمية أبعد , قابلة بدورها للتكذيب , و يتم تكذيبها يوم ما بفرض أبعد قابل للتكذيب ...وهلم جرا .
و لما كانت القابلية للتكذيب هي ذاتها القابلية للإختبار كانت محاولة تكذيب النظرية هي ذاتها اختبار النظرية , و هذا الإختبار يفضي إما إلى التكذيب و إما إلى التعزيز على النحو التالي :
التكذيب : نحكم به على النظرية إذا لم تكن نتيجة الإختبار في صالحها , أي إذا تناقضت النتائج المستنبطة منها مع الوقائع التجريبية .
التعزيز : و هو يتم إذا تجاوزت النظرية الإختبار , و التعزيز هو جواز مرور الفرض إلى النسق العلمي , و كلما كانت الإختبارات أقصى حازت النظرية التي تجتازها درجة تعزيز أعلى و كانت أعظم أي أغزر في المحتوى المعرفي , و أجرأ في القوى التفسيرية , لذلك يؤكد بوبر دائما على قوة الإختبارات حتى لا تستطيع النظرية أن تعزز و تعبر إلى نسق العلم بسهولة .
بهذا الخطاب الإبستيمولوجي الذي أسسه بوبر حول الخاصية المنطقية المميزة للنظرية العلمية فإنه يبين أن الماركسية و الفرويدية لا يحققان معيار قابلية التكذيب و بالتالي فإن الماركسية و الفرويدية علم زائف , بيد وجب الإشارة إلى أن الفرويدية أو بعبارة أخرى نظرية التحليل النفسي لها معيار و أساس علمي تجريبي و كذلك تحقق إختباري عن طريق علم الأعصاب و علم الإدراك , و بهذا فإن بوبرأخطأ حينما اعتبر أن الفرويدية نظرية زائفة و لا علمية.
________________________________________________________
المراجع :
فلسفة كارل بوبر : د. يمنى طريف الخولي .



#سلام_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الجمعي عند إميل دوركايم
- إشكالية الحداثة العربية بين عبد الله العروي و طه عبد الرحمن
- أزمة المثقف العربي
- الفينومينولوجيا و مبادئها عند ادموند هوسرل
- الإبستمولوجيا_القطيعة الإبستمولوجية_العائق الإبستمولوجي
- المنهج البنيوي و فلسفة موت الإنسان
- النسوية بين ثلاث مقاربات .
- الفلسفة المادية
- اينشتاين و نظرته الفلسفية للعالم
- - الوضعية - بين عالم الاجتماع أوغست كونت و عالم الفيزياء إرن ...
- - غربة المثقف ... نيتشه كمثال -
- - موسيقار العدم يحن إلى ما قبل النشأة -
- سارتر و الوجودية


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام المصطفى - النظرية العلمية عند كارل بوبر