أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المصطفى - أزمة المثقف العربي














المزيد.....

أزمة المثقف العربي


سلام المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقع المثقف العربي بين نارين ، و لا يدري كيف ينجو بنفسه منهما ، فهو إذا نظر إلى الأمام وجد الثقافة تعصر عليه أعاصيرها من الغرب بكل ما تحمله من علوم و فنون و آداب و نظم سياسية و تيارات فلسفية ، فيحس و كأنه الغريب الذي يبسط الكفين ابتغاء الصدقة ، و إذا رأى إلى تراثه الجامد و الساكن من مخلفات أجداده وجد نفسه أنه لا ينتمي إلى هذا العصر [ التطور و التكنولوجيا و الإزدهار الفكري للثقافة الغربية ] .

و هكذا يجد المثقف العربي نفسه بين هاتين النارين : فإما أن يختار حياة فكرية حقيقية تنبض بمشكلاته و أزماته و ما يقترح لها من منافذ للنجاة ، لكنه في هذه الحالة يكون في حياته الفكرية متسولا ، كما هو بالفعل متسول في حياته المادية بأنظمتها و أجهزتها ، و إما أن يلوذ بأصالة آباءه فيما خلفوه من إرث عظيم ، لكنه في هذه الحالة الثانية مضطر أن يقضي حياته في متحف الآثار النفسية ، فهذه الحالة يحس المثقف العربي بمرارة الغربة ، فلا هو بين أهله إذا شرب من ينابيع الثقافة الأروبية ، و لا هو غني بنبض حياته إذ قفل راجعا إلى ثقافة آباءه .

إننا هنا في أزمة ؟ نعم إنها أزمة مثقف مشدود إلى طرفين يتجاذبانه و بعنف : المعرفة الحية النشطة التي مركزها الغرب ، و المعرفة المجمدة الساكنة التي مصدرها التراث ، و المثقف هنا إما أن يحيا الحاضر فيغترب عن أصالته ، أو يحيا في التراث فيغترب عن الحياة ، في الحالة الأولى يكون المثقف متسولا يبحث عن الصدقة [ و هذا اغتراب عاطفي ] ، و في الحالة الثانية يكون المثقف سعيدا بإنجازات آبائه [ نفي للاغتراب العاطفي ] ، لكنه يقع في اغتراب فكري ، هكذا تتلخص أزمة المثقف العربي في هذا التعارض بين " العاطفة " و " الفكر " .

هذه الأزمة ، أدت إلى ظهور العديد من المشاريع الفكرية العربية من ابرزها : مشروع النهضة لرفاعة الطهطاوي و مشروع تجديد الفكر العربي لمحمد عابد الجابري و مشروع فقه الفلسفة لطه عبد الرحمن ...الخ ، و لكن يكفي أن نأخذ هنا أحد أبرز المشاريع الفكرية التي ظهرت في مصر ، إنه مشروع القامة الفلسفية المصرية الكبيرة زكي نجيب محمود و الذي يتجلى في " القراءة البراغماتية " لتراثنا الجامد و انتقاء كل ما هو صالح و مستفاد منه في عصرنا الحالي ، أما المشروع الثاني فهو للمفكر و الباحث المصري نصر حامد ابو زيد و الذي يكمن في " القراءة التأويلية " و " آليات التأويل " لتجديد التراث الذي يتوافق مع عصرنا الحالي بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني و إقامة نيوهيرمينوطيقا للنص الديني بما و يتوافق مع عصرنا الحالي ، و هذا في نظر نصر حامد ابو زيد يخلصنا من السكون و الجمود لتراثنا العربي .

___________________
المراجع :
الخطاب و التأويل : نصر حامد ابو زيد .
تجديد الفكر العربي : زكي نجيب محمود .



#سلام_المصطفى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفينومينولوجيا و مبادئها عند ادموند هوسرل
- الإبستمولوجيا_القطيعة الإبستمولوجية_العائق الإبستمولوجي
- المنهج البنيوي و فلسفة موت الإنسان
- النسوية بين ثلاث مقاربات .
- الفلسفة المادية
- اينشتاين و نظرته الفلسفية للعالم
- - الوضعية - بين عالم الاجتماع أوغست كونت و عالم الفيزياء إرن ...
- - غربة المثقف ... نيتشه كمثال -
- - موسيقار العدم يحن إلى ما قبل النشأة -
- سارتر و الوجودية


المزيد.....




- رئيس لبنان يبدأ زيارة إلى الفاتيكان.. ويلتقي البابا ليو الجم ...
- قادة أمنيون عراقيون يعلقون على فتوى -الجهاد الكفائي-
- الرئيس اللبناني وقرينته يتوجهان إلى الفاتيكان للقاء البابا ل ...
- جماعات يهودية تشيد بالعقوبات الأمريكية على منظمات غير حكومية ...
- من بينها مسجد بالقدس.. إسرائيل تمهد لحظر الأذان في مدن فلسطي ...
- مالي: جماعة -نصرة الإسلام والمسلمين- تواصل عملياتها وتدعو لإ ...
- تقرير فلسطيني: عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- أغاني البيبي الصغير..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مصر.. فتوى بعد ضجة فيديو -بكاء عروس الشرقية- بزفافها من مصاب ...
- الوحدة الاسلامية الميزة الجوهرية للامة الاسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المصطفى - أزمة المثقف العربي