|
الارهابيون ذراع الله على الارض … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 09:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يكون عند الله ظل على الارض ، فلم لا يكون له ذراع عليها ؟! يجلد بها اتباعه كل من لا يركع … فالركوع هو الدين ، ولا دين غيره … ومعناه الذل وبدونه لا يوجد دين ، وهو ما يريده الله ويتلذذ به هذا الجبار القهار المنتقم المذل الضار المتعال … ام هناك الاه غيره ؟ لقد تغير مذاق كل شئ … حتى الله لم يعد هو الله نفسه الذي كنتُ اعرف ! لم نكن في زماننا نعرف كلمة اسمها ارهاب ، ولم نسمع ان احدا قُتل او ذُبح او نُحر بالطرق الحيوانية التي نراها هذه الايام … ولم نتخيل ان دينا يسمح لازلامه من زبانية جهنم باقامة مادبة وحشية للفناء والموت والرعب ينحرون فيها رهطاً من الناس في حفل بدائي ، او يحرقون أُناساً وهم احياء في طقس الاكثر رعباً يمكن ان يتصوره انسان ! او يُغرقون اخرين وهم احياء ، او يلقون بأُناس من اماكن شاهقة نحو الارض لتتحطم عظامهم ويتحولوا الى كومة لحم لا حياة فيها … كل هذه الفضائع في سبيل الله !! ( الا يحق للارض ان تسلط علينا دود ارضها ؟! ) كل الذي اتذكره انني شاهدت يوما عندما كنا صغاراً فلماً يحكي قصة القديسة جان دارك ، وكيف اتهموها ارهابيون كما الذين نرى عندنا هذه الايام بالسحر والهرطقة ، واحرقوها وهي حية في مشهد ينطق بلغة صامتة ! وكان حدثاً جللاً فريداً ، ومرعباً بالنسبة لنا ولطفولتنا … وكيف وقفت رافعةً راسها كمعدن لايُكسر ، وبشجاعة وايمان بعدالة قضيتها ، وكانت جميلة اقرب في صورتها الى الملاك حتى بعد ان قصوا شعرها امعاناً في اذلالها ! تسائلنا ببراءة مغسولة بماء الفجر … لماذا يقصون شعرها ؟ حتى انتزعنا مشهد شعرها عن بدائية مشهد الحرق … وعندما كبرنا عرفنا ان الشعر عند القدماء هو رمز للقوة ، ومن يريدون اذلاله يجب ان ينزعوا عنه صفة القوة هذه ! … الانسان له عدو واحد لا يتغير ( الانسان ) فهو صانع لكل الشرور ! فبدءت النيران تلتهمها من الاسفل الى اعلى ، وهي صامتة تتلوى دون صراخ ، وكأن قوةً ما تسكب في قلبها لعقةً من صبر واخرى من شجاعة ! …ثم اسندت راسها الى العمود ، وهي تتمتم بكلمات لم يصلنا منها شئ ، ولسان حالنا يقول اليست قديسة ؟ يحق لها ان تصلي … ولكن لمن ؟ لمن اعطى التعويذة بحرقها ؟! اي مفارقة هذه واي جنون ! حتى قلنا اخيراً وباعجاب كم هي شجاعة هذه المرأة ! احسسنا بألمها وكانه يصلنا من خلال الشاشة قطرة قطرة وكأننا نحترق معها ! واذكر ان المشاهدين انقسموا من باكي ، الى من غطى عينيه تجنباً لرؤية المشهد وفضاعته ، وحتى بعض الفتيات الرقيقات اغمي عليهن ! ما افضع قسوة البشر من مدمني الاديان ! فالناس بالامس غيرهم اليوم … لم يصلوا الى مرحلة التوحش بعد التي نراها هذه الايام ، فلم نالف هكذا فضاعات ، ولم يخطر ببال احد انه سيأتي يوم ونرى فضاعات اسوء بكثير من ديننا والاهه هذه المرة ، وسيكون عندنا الف جان دارك ! والف مأدبة ذبحٍ ونحرٍ وحرقٍ و و و … ! كان الناس طيبون بسطاء صادقون لم يكونوا كما هم الان … كنا نذهب مجاميع الى السينما ونلعب كرة القدم ولم نكن نعرف ان هذا من الطائفة الفلانية ولا ذاك من الدين الفلاني او العلاني … لا يهمنا ! يبدو لي عندما أتذكر اننا كنا اكثر وعيا ونضجا عما نحن عليه الان رغم طفولتنا ! ولم تكن عندنا نفس كمية الكراهية والاحقاد والنفاق وغيرها من الامراض التي ضخها الدين في وعينا… كنا اقرب الى النقاء والصفاء … لو لم اكن في ذلك الزمان لتمنيت ان اكون ! وعندما انتهى الفلم لم نستوعب وقتها ان على الارض اديان تفعل هذه الافاعيل الفظيعة باسم الرب او الله … لا فرق ، واعتبرنا ان القصة كلها عبارة عن خيال سينمائي ، لا يمت للواقع والحقيقة في شئ ، وكنا نؤمن بان الاهنا لا يفعل هكذا افاعيل شريرة ولا طبعا ازلامه … فهو طيب غفور رحيم بنا وبكل البشر … حتى سخرنا من الاه جان دارك ! وحمدنا وشكرنا الاقدار ان اعطتنا الاها مثل الاهنا منزه عن مثل هذه الاعمال الشيطانية !… وتراكضت الايام والسنين دون رجعة ، وكبرنا ويا ليتنا لم نكبر ! عرفنا فيها الاهنا على حقيقته كما هو منذ الازل والى ان يتلاشى هذا الوهم فينا كما تتلاشى الرائحة وتتبدد في الكون ! … الاه جبار مستبد ماكر ودائم الغضب لا يقل سوءً عن الاه جان دارك ! انهدم في لحظة … ما اقامه الخيال في سنين ! فادركنا ان الله هو هو لم ولن يتغير ، ولكن الخير والطيبة والبراءة كانت فينا … فكنا نراه على صورتنا !!
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللعب عند حافة الهاوية … !!
-
لسنا ضد الدين وانما الدين ضدنا … !!
-
الاخوان … والتمسك بأهداب أمل لن يأتي !
-
الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !
-
القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
-
الاديان … نتاج العقل البشري !!
-
نزعة الانتقام في الاسلام … !
-
مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
-
الدخان الابيض … !
-
القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
-
العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
-
هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
-
العراق هو العنوان الاكبر … !
-
تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا
...
-
من هو صاحب السلطة والقرار في العراق ؟!
-
حصان طروادة الوهابي في مصر …!!
-
طرف ثالث … !
-
وماذا بعد … !!
-
الناس لم يعودوا على دين ملوكهم !
-
هل الكراهية في الاسلام سبب ام نتيجة ؟
المزيد.....
-
“عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي
...
-
شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه
...
-
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام
...
-
طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل
...
-
مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش
...
-
سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح
...
-
أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو
...
-
“خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|