أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !














المزيد.....

الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحولت القضية الفلسطينية من نضال شعب لتحرير ارضه الى مجرد مشروع ربحي للطامحين ، وسبوبة للدجالين والمنجمين والسحرة وهو امر موجع وفي غاية الاسف … !! وتحول النضال الفلسطيني الذي سقط على دربه آلاف الضحايا من خيرة شباب هذه الامة المبتلات بالدين ودهاقنته الذين يحشرونه وانفسهم في كل شئ ! فتحول الى ساحة يلعب فيها خيال الشيوخ الجامح … مهمته اللعب على مشاعر السذج والبسطاء وتكريس ثقافة الاتكال والترويج للخرافات والاوهام … ما دخل الدين في نضال امة من اجل خلاص ارضها ؟ اذا كان من يتصور مثل ما تصور وراهن الحمساويون وزعيمهم الاخواني هنية على الدين كمحرك ومنقذ للقضية فهو واهم ، وكما ترون لم يحصدوا في النهاية سوى الخيبة والفشل ، كما راهن غيرهم على القومية وفشل ، وعلى اليسار وايضا فشل ! الرهان الصحيح : الارادة والعزم والتضحية بلا حدود من الكل !
واليوم يشاهد المتتبع للفيديوهات على منصات التواصل الترويج المخجل لمعجزة قادمة بحسابات قرآنية وتوراتية كما يقولون ! ليس من الشيخ بسام فقط هذه المرة وانما ظهر شيوخ وشيوخ يؤكدون حتمية زوال إسرائيل ! ولهم فرضياتهم وحساباتهم وادلتهم الغريبة والشاذة ! والمصيبة ان اغلب الشيوخ المنجمين هؤلاء اذا لم يكونوا جميعاً فلسطينيون اصحاب القضية ، وعليك تصور مستوى الانكسار والهزيمة التي تمر بها النفسية الفلسطينية من يأس وانكفاء … ! لو استغلوا الوقت الذي يقضونه في البحث عن ادلة من الكتب الصفراء في شئ آخر نافع ومفيد لهم ولغيرهم لربما استفادوا وافادوا اكثر من هذه الترهات !
سأسرد لكم حكاية من التراث : مرة جاءوا بشخص رامي الى الخليفة هارون الرشيد وهو في احدى جلسات الانس والفرفشة كعادت الخلفاء في ذلك الزمان … اخبروا الخليفة بان هذا الرجل الفلتة لديه قدرة ومهارة خارقة فهو يستطيع ان يطلق السهم من بعيد فيخترق ثقب صغير من حلقة صغيرة جداً ، فاعطى الخليفة الاذن للرجل بأن يعرض ما عنده على سبيل المتعة والتسلية … فادى صاحبنا هذه المهارة النادرة امام الخليفة بإتقان ، فتعجب الجالسون لما قام به واستحسنوا عمله … ساله الخليفة : كم من الوقت تقضيه على التدرب على هذا العمل ؟ فاجاب الرجل متباهياً مزهواً ، وهو ينتظر بحرارة المكافأة المجزية التي سيعطيها له الخليفة ، جُلَّ يومي اقضيه في التدريب ، يا مولاي … ! فأمر الخليفة له بالف درهم وان يجلد مائة جلدة … دُهش الحظور لهذا القرار وصُعق الرجل منه ايضاً … فقال الخليفة مفسراً : اما الالف درهم فهي مكافأة له على مهارته ، واما المائة جلدة فهي عقوبة له على تضييع وقته في عمل لا طائل ولا فائدة منه ! والقصص دروس وعبر لمن يريد ان يفهم ويستفيد !
تغص هذه الايام الفضائيات باناس ملتحين يبدو انهم سلفيون ، فتحولت حتمية زوال اسرائيل في ثرثرتهم ليس الى رجاء وامنية ، وانما الى حقيقة تكاد تُرى رؤية العين ! ولكنها هذه المرة غير مقيدة بتاريخ معين وانما مفتوحة قد تحدث غدا او بعد سنوات ، لا احد يدري وعلى الفلسطينيين ان ينتظروا الفرج هذا … المستخلص من الكتب المقدسة ! كما يؤكد ذلك الشيوخ من امثال فلان وعلان دون ذكر اسماء ! وكل ما على الفلسطينين الا ان يستريحوا ويتمددوا فاغري الافواه بانتظار طلائع هذه القوة الغيبية المجهولة التي ستنزل كالصاعقة على اسرائيل وشعبها وتحيلهم الى لا شئ ! واخر يختصر المسافة ، ويؤكد بان علامات خروج الاعور الدجال قد بانت وظهرت دلائلها … فاستعدوا !!
اتتصور الى اي درك والى اي قاع انحدرت هذه الامة فتحولت او حولها ابنائها الى عينة نموذجية من الضياع والمرارة والشقاء الانساني ؟!
وماذا عن آلة الحرب التدميرية التي تمتلكها اسرائيل ورؤوسها النورية ؟ فنجد الحل لهذه المشكلة البسيطة عند الشيخ حسن شباني وغيره الذين يؤكدون بان التكنولوجيا لن يكون لها وجود في المعركة القادمة بين المسلمين واليهود في آخر الزمان ، وانما ستعود المعارك كما كانت ايام الانتصارات الاسلامية الاولى بالفرس والسيف والترس والرمح ، وبما ان العرب مشهود لهم بالمهارة والباع فيها فالنتيجة محسومة سلفاً لصالحهم ، وعلينا ان نُعلم ابنائنا من الان فصاعداً كيفية صنع واستخدام السيف بدل التكنولوجيا التي سيكون اختفائها حتمي بعد ان تقع الحرب التي يتمناها الشيوخ بين روسيا وامريكا وعندها سيستعمل الطرفان القنابل الكهرومغناطيسية التي ستؤثر سلبا على المنظومات الالكترونية في الارض وتدمرها … الى اخر الهرت !
يقول المثل ( الانسان عدو ما يجهل ) وما هذا الطرح الشاذ والمتخلف الا انعكاس على ما يعانيه العقل المسلم المحدود من عقدة النقص ، والاحساس بعقدة الحقارة تجاه التكنولوجيا الخادمة للبشرية كلها ولولاها لما استطاع الشيوخ من توصيل اصواتهم الى اسماع الاخرين ! لا غرابة في هكذا سفسطة وتخريف ، فمدينة العقل العربي اليوم بلا اسوار وابوابها مشرعة تهب عليها الرياح الصفراء من كل اتجاه !
خلاصة مبكية مضحكة مؤلمة … !!
اخيراً :
اذا لم تُردم هذه الحفرة التي تتجمع فيها المياه الآسنة فعلى دنيانا السلام ، ولتذهب فلسطين الى … احضان نتانياهو وزوجته سارة العياره !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة الفلسطينية … وقلة الحيلة !
- الاديان … نتاج العقل البشري !!
- نزعة الانتقام في الاسلام … !
- مفهوم الرحمة في الاسلام … !!
- الدخان الابيض … !
- القضية الفلسطينية … الى اين ؟!
- العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
- هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
- العراق هو العنوان الاكبر … !
- تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا ...
- من هو صاحب السلطة والقرار في العراق ؟!
- حصان طروادة الوهابي في مصر …!!
- طرف ثالث … !
- وماذا بعد … !!
- الناس لم يعودوا على دين ملوكهم !
- هل الكراهية في الاسلام سبب ام نتيجة ؟
- بريطانياستان … ملاذ آمن للارهابيين !!
- ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟
- ثورة لا نصف ثورة … !
- بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ …


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الشيوخ … وحتمية زوال اسرائيل !