أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - القضية الفلسطينية … الى اين ؟!















المزيد.....

القضية الفلسطينية … الى اين ؟!


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عشرات السنين وعلى امتداد العمر الزمني لنكبة فلسطين ، والعرب يأنفون من التعامل مع اسرائيل وكأنها بصقة معدية ، حتى بعد ان اصبحت حقيقة ساطعة على الخريطة ، و دولة قوية متطورة بل يكاد تقدمها ان يبز اعظم الدول في العالم في مجالات شتى رضينا ام لا ، وما انكار ذلك كمن ينكر وجود الشمس في رابعة النهار … !
والعرب وانظمتهم يخافون الاقتراب منها خوفاً من قذفهم بالتخوين ، وما اسهله ؟ مضحين بمصالح شعوبهم التي قد تقتضي التقارب مع الدولة العبرية لحسابات اقتصادية او سياسية او علمية او غيرها ، واكراما للفلسطينيين عسى ان يفعلوا شيئاً حقيقياً وواقعياً لقضيتهم يدفع بها الى اعلى ليتمكن الشعب الفلسطيني من انشاء دولته ويعيش الجميع بسلام ، وتنتهي المأساة التي تتفاقم يوما بعد اخر بسبب الرفض الفلسطيني المتكرر دون تقديم تفسير او خطة لتبرير هذ الرفض او تعويض الخسارة او الخسارات المتلاحقة !
وكل ما تقوم به ( القيادات )الفلسطينية هو مسك العرب من اعناقهم ، ومراقبة هذه الدولة او تلك ومنعها من الاقتراب من بعبع التطبيع مع اسرائيل ، والا فانها ستكون في مرمى شعوبها المبرمجة والمشبعة بثقافة التخوين والنتيجة معروفة … اما هم فحبايب مع الاسرائيلين ولهم معهم تفاهمات واخذ ورد … الخ . بل ان الكثير منهم لا يخفون اعجابهم باسرائيل وما تحققه من تقدم حتى فضَّل البعض منهم اللجوء اليها والعيش فيها على العيش في ظل انظمة مستبدة ومتخلفة تبحث عن حلول لمشاكل حاضرها في كهوف الماضي البعيد !
وتتابعت الايام والسنين والحال على ما هو عليه حتى تحولت او حُولت القضية الفلسطينية الى جرح ميت لا يؤلم ! حتى من قبل الكثير من الشعب الفلسطيني نفسه ، بعد ان زادت مآسي العرب ومعاناتهم بحيث اصبحت تتخطى المأساة الفلسطينية في قسوتها وخسائرها وتدميرها بكثير ، فاصبحت عندنا نكبات عربية وليس نكبة واحدة والحبل على الجرار ، واخذت الشعوب العربية تنظر الى القضية الفلسطينية وكأنها تهون على ما استجد من مآسي مروعة في سوريا والعراق واليمن ومجموعة دول ما يسمى بالربيع العربي ، والجرح لا يزال ينزف حتى بات يهدد دولا بالتمزق وشعوبا بالموت البطئ !
اضطرت بعض الانظمة الى اقامة علاقات وتفاهمات بالضرورة مع اسرائيل تحت الطاولة خوفاً من الرقابة الفلسطينية الصارمة حتى اصبحت العين الفلسطينية مركزة على العرب اكثر منها على اسرائيل …
والفلسطينيون اصحاب القضية منقسمون ايديولوجياً ، يتبادلون الاتهامات بالتخوين والتخاذل … الخ من الاسطوانة المملة … وكالعادة يحملون الانظمة العربية وشعوبها مسؤولية الخسائر التي آلة اليها قضيتهم مستهينين بما قدمته الدول العربية وشعوبها من تضحياة تملأ جرابي التاريخ بل تصيبه بالتخمة ، وهو كل ما يستطيع العرب ان يقدموه في ظل امكانياتهم وتخلفهم وعجزهم في صنع حتى ولو طلقة دون الرجوع الى العقل الغربي الحليف لاسرائيل ، والذي يمتلك ناصية العلم التي حُرمنا منها او عجزنا عن نيلها او حتى الاقتراب منها لاسباب عجز فطاحل العلم والمفكرين والخبراء من وضع اليد عليها فدونت ضد مجهول !!
واليوم اصبحت الشعوب العربية بفضل منصات التواصل الاجتماعي على دراية وعظيم ادراك لكل ما يجري من حولها ، وحتى ما سيجري على الساحة العربية والعالمية ، فلانت القبضة الرسمية المتحكمة باعناق هذه الشعوب واصبح لها ( موقف ) واستقلال في الرأي بعد ان كانت تُساق من قبل انظمتها كالقطعان الى حروب ومغامرات اقل ما يمكن ان يقال عنها انها عبثية ، غبية وخاسرة سلفا ، والانظمة تدرك ذلك تماماً ، ولكنها كالعادة مستعدة ان تضحي ببضعة الاف من افراد شعبها ، وهدر ثروته التي هو بامس الحاجة اليها من اجل الحفاظ على سلطانها ومجاراةً لسياسة العنتريات الغير محسوبة التي يتبعها القادة العرب لا لشئ الا لارضاء الفلسطينيين ، واثبات انها انظمة ثورية منخرطة في الهم العربي وقضيته المركزية لا غير !! حتى اصبحت القضية الفلسطينية هي الترمومتر الذي يقيس حرارة وحماس هذا النظام او ذاك نحو ما يسمى بالقضية المركزية ، وانتعشت سوق المزايدات الرخيصة وارتفعت اصوات العنتريات المراهقة والغبية من هذا التيس او ذاك الزعيم ، وزأر ونبح هذا وذاك دون ان يحسبوها صح مما جرَّ على شعوبهم ودولهم وحتى على انفسهم ما جرى ، والمعروف الى القاصي والداني !
اما اسرائيل فهي تعمل بصمت ودون جعجعة منتهجة وبدهاء نغمة السلام والتعايش ، ومستغلةً نزعة الغباء والتناحر عند العرب ، ومنتهجةً ايضا وبذكاء النهج الديمقراطي العلماني المدني اساسا لدولتها ، وهي وجبة دسمة يسيل لها لعاب الشعوب العربية المسكينة التي تتخبط وترزح تحت انظمة مزاجية ومستبدة تتبع توجه الحاكم المرضي ، او حزبه دون اي اعتبار او اهتمام لرأيها او الاخذ بما تريد وترغب …
لذلك ترى وبوضوح الاعجاب الانفعالي وحتى التعاطف مع دولة اسرائيل ، والانبهار بما تحققه في مجالات شتى ، ووصل الامر بالبعض منهم الى السفر اليها والجهر باعجابهم وحبهم لاسرائيل وشعبها ، والذي فتح الطريق الذي كان موصدا امام الكل للسفر الى اسرائيل ومشاهدة النموذج الديمقراطي المدني المتطور والرقي الاجتماعي والعمراني ، او هكذا يبدو في آلة الاعلام الاسرائيلي الموجه بذكاء وعن قصد الى شعوب المنطقة المحرومة والعطشى لهكذا نموذج .
وبعد صفقة القرن او تصفية القرن التي انهت او تكاد ، القضية الفلسطينية التي لم يتبقى منها سوى اسمها ، هناك ربما بصيص من امل لم تفارقه الحياة بعد ! والكل يريد وبانتظار كشف حساب مع القيادات الفلسطينية الموجودة والهاربة ، وما قدمته وما هي خططها لانقاذ ما يمكن انقاذه والخروج باقل الخسائر ، والا فعقارب الساعة لا تتوقف والزمن لا يرحم والمراجعة ضرورية والشجاعة اكثر ضرورةً لاخذ موقف يحافظ على البقية الباقية !
وعندما اجتمع البرهان رئيس المجلس الرئاسي في السودان الجائع المحاصر والمدموغ بصفة الارهاب ، والذي يدفع فاتورة غباء وتهور حكم الاخوان الاسود مع نتنياهو لساعتين لاسباب ودوافع معروفة ضمناً ، وتصب في صالح السودان كما صرح البرهان ، وهي اكيد حاجة السودان للتقنية التي تمتلكها اسرائيل في الزراعة والري وتدوير المياه … الخ ورغبة السودان الجديد كما اكثر الدول العربية الى الانفتاح على العالم ، وبناء علاقات صحية مع دوله دون حساسية تاريخية مفرطة ، والتي حان وقت التخلص منها ومن عقدها الى الابد … صدحت حناجر التخوين المرضية ثانية وتناثرت الاتهامات رذاذاً ، وبدأت الاستنطاقات والمحاكمات مع المتداخلين السودانيين في نشرات الاخبار وعلى منصات التواصل ، وانفجر الغيظ في صدور البعض كما تنفجر الزائدة ، وكأن البرهان اول من يصافح نتنياهو ! ومن يتكلم او يفتح فمه بكلمة حق يُتهم بالخيانة وحتى التكفير ويتوعدونه بالويل والثبور وهذا هو سر تخلفنا وتراجعنا في كل المجالات ، وسنبقى صرعى الواقع الذي خلقناه بأيدينا نستنشق هواءً فاسداً ما لم نتخلص من هواجسنا وعقدنا التاريخية ، والا ستنهار آمالنا واحلامنا حجراً بعد حجر !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجل وقع هاتوا السكاكين … !!
- هل كان نبي الاسلام أُمي لا يقرء ولا يكتب ؟!
- العراق هو العنوان الاكبر … !
- تعليق على الحديث الصحيح : ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل ا ...
- من هو صاحب السلطة والقرار في العراق ؟!
- حصان طروادة الوهابي في مصر …!!
- طرف ثالث … !
- وماذا بعد … !!
- الناس لم يعودوا على دين ملوكهم !
- هل الكراهية في الاسلام سبب ام نتيجة ؟
- بريطانياستان … ملاذ آمن للارهابيين !!
- ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟
- ثورة لا نصف ثورة … !
- بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ …
- إشتدي يا أزمة تنفرجي … !
- لايُقتل مسلم بكافر … !
- إن أنكر الاصوات لصوت الحمير … اعجاز قرآني !
- البصرة … الدمعة المحبوسة !
- هل كرم الله بني آدم … ؟
- الاسلاميون … وعقدة الحداثة !


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - القضية الفلسطينية … الى اين ؟!