الشخصية العربية بين الاصالة و المعاصرة

عبد الرافع كمال

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 12:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

# مقومات الشخصية العربية
...
تعرف الثقافة علي اساس انها كل ما يميز امة ما من الناس عن غيرها من الامم .
عندما نقول الثقافة العربية فأننا نقصد كل ما يميز أمة العرب عن غيرها من الامم .
اذا قمنا بتناول الشخصية العربية في السودان واضعين في الاعتبار اهم منطلقاتها نستطيع حصر منطلقات الشخصية العربية السودانية في الاتي :
@ الذكورية :
حيث يرسخ اعتقاد بأفضلية و اولوية الذكر علي اﻷنثي . فالرجل هو اساس المجتمع اما المرأة فهي ظله ليس الا ..المرأة هي وسيلة لجلب الابناء ليس الا .
@ الحر الكريم :-
شخصية الكريم في ثقافة العرب و تنبني علي مقومات عدة ابرزها ما يلي :
& كمال الرجولة :
الرجل يجب ان يستوفي شروط الرجولة .كالكرم و الجود و وحدة كلمته و شجاعته في الحرب
& مفهوم الحريم :-
ينظر للمرأة علي اساس انها حرمة و يعني ذلك ضرورة فصلها عن مجتمع الرجال كما يفضل العرب المرأة التي تتميز بالحياء الشديد امام الرجال .و التي تحتجب عنهم بصورة دائمة . و يتغنون بذلك في مجادعاتهم الشعرية .
& العرض :
العرض بمفهوم عام يطلق علي كل ما يحميه الانسان و يطلق بصورة خاصة علي المرأة . فهي عرض للرجل يجب صيانته حتي عن مجرد أنظار الرجال .
& الولاية :
الرجل يكون والي علي المرأة . يتولي أمرها هي و ابناءها الصغار و يتحكم في كل امورهم . بصورة مطلقة .
& الحرارة:
انطبع في العقل العربي مفهوم الحرارة منذ الجاهلية و هي تفضيل مصاهرة الحر الكريم . و الحر هو كل من ليس بعبد او كل من ليس له علاقة بالزنوج . ﻷنهم اكثر الاعراق التي خضعت للرق . و هنالك بعض الصفات للحر الكريم .
@ نظام الاسرة :
و هو نظام متبع في التقليد العربي .الاب يتبربع قمة الهرم و لديه سلطة مطلقة علي الأم و الابناء . و بعده الام حيث لديها مطلق السلطات علي الابناء ..اما الابناء فلديهم مطلق السلطات علي بعضهم البعض . فالابن الاكبر له سلطة علي من هو اصغر منه .
و لكل ذكر حق التسلط علي الاناث .
@ القبيلة :
في ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
@ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭ ﺍﻻﺻﻞ ..ﻓﺎﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺗﺸﺒﻊ ﻟﻠﻌﺮﺑﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻟﻠﻨﺴﺐ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺍﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﺼﻠﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﺔ .
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺄﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻮﺫ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺄﺱ .
ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻠﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﺤﻤﻴﻪ ﻭ ﺗﺴﺘﺮﺩ ﻟﻪ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻣﻤﻦ ﻇﻠﻤﻪ .
ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺴﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﺍﻫﻢ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .
ﻛﻤﺎ ﻧﺸﻴﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻣﺮ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﺍﻻﺣﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭ ﻋﺪﻡ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ... ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺨﻄﺐ
ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻌﻢ .. ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ
ﻭ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻞ .. ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﺣﺪﻱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .
@ التسامي و الفخر :
يفخر العربي بالنسب و الرجولة و الحرارة و القبيلة و الشجاعة و يكون ذلك في المناسبات و الافراح حيث يصحب برقصة العرضة المفعمة بالرجولة .
@ قانون انا و اخي علي بن عمي و انا و بن عمي علي الغريب .
و هذا احد القوانين الناظمة للعقل العربي .
@ الجنس كتابوه :
يمنع حتي مجرد الخوض ف الجنس .
...
#سلبيات الشخصية العربية و تنحصر في الاتي
@ الدكتاتورية :
حيث تمثل الاسرة في التقليد العربي اكبر بيئة لممارسة التسلطية " الدكتاتورية " .
التسلطية من الاب تجاه الابناء و الابناء تجاه بعضهم البعض .و حتي في العلاقات الاجتماعية.
فالرجل كلمته كالسيف . لا يغيرها هذا ينمي من التسلطية في المجتمع .
@ اضطهاد المرأة :
فالمرأة هي اكبر ضحايا ثقافة العرب . اذ يقتل اناها الجنسي تجاه الرجال . بل و كل رغباتها تقتل ابان سيطرة الرجل .
@ اﻷبناء هم ايضا ضحية لهذه التقاليد حيث تمارس عليهم تسلطيات من قبل الاب و الام .او من قبل اخوانهم الكبار
...
اخيرا نطرح سؤال . هل يمكن ان يتحدث و يتمدن العرب في اطار ثقافتهم هذه .
ام عليهم تركها لكي يتمدنوا .
في اعتقادنا ان الحل لهذا المشكل هو ضرورة قيام نخبة طليعوية او طليعة نخبوية تعمل علي تثقيف العرب بمنطقين .
@ منطق المعاصرة كالانسنة و الدولة المدنية و غيرها .
@ منطق الاصالة و تعني ان تعرفهم بتراثهم و اشكالياته ..
حينئذ يصنع العربي المثقف .و الذي يقدر ان يتطور في حدود ثقافته و يميز بين الاصالة و التقليد .

#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل