مناهج التعليم في العالم الإسلامي و إنتاج المعرفة..الجزائر أنموذجا

حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 02:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مناهج التعليم في العالم الإسلامي و إنتاج المعرفة

مقاربة تأويلية في سياقات الهيمنة الأوليغارشية الدولية
و تعليمات الهيئات الدولية و اليونسكو
- الإصلاحات التربوية في الجزائر أنموذجا -


في سياق تدخل القوى الهيمنية الدولية تتم هرمنطيقا الكينونة فهما للفهم و تأويلا للوجود بتمثلاثه في مختلف مفاصل الوجود الإنساني دوليا و قطريا و قطاعيا ..

و في سياق الإستلابات و الإرتهانات المختلفة تنتزع الخصوصية و الاستقلال و التمايز الهوياتي باجتياح أهم القلاع و الحصون لإخضاع الإنسان و تطويعه و تجويعه و سلبه إنيته و وجوده و ثروة أرضه عن بعد ...

و تفتيت حصونه و خلخلة وحدته باستنبات كل نماذج التطويع و الإرتهان عن طريق الثقافة و المعرفة و العلم و التكنولوجيا و الطب و الدواء و المدرسة و الجامعة

ككثير من الدول العربية و الإسلامية يشهد النظام التربوي الجزائري اجتياحا و مؤامرة رهيبة تنال من قلب فلسفته التعليمية و سياسته التربوية و نواظمه القيمية و سجل قيمه المجتاح من غير مواجهة مباشرة لنصوصه لكن إلتفافا حولها

لتتراجع الجزائر عن تمسكها بالقيم الوطنية المحددة للإطار المرجعي للإصلاحات التربوية و فلسفة التربية الجزائرية ..

و لتصبح الجزائر نموذجا للدرس لا يختلف كثيرا عن غيره فقط من جراء عائدات السطوة الفرنسية لقيادة مشروع عولمي في أصله تم تحضير و شيدت أركانه بعد خطاب الرئيس الأمريكي بوش بعد أحداث أيلول المعروفة ..

حيث نادى بصيغة الأمر قادة الدول الإسلامية بضرورة وحتمية مراجعة المناهج الدارسية باعتبارها تولد الإرهاب و تنال من استقرار و سلم و أمان العالم ..

فقامت الهيئات الدولية و منها اليونسكو بضبط قاعدة للمعارف المشتركة وحددت أرضيات عمل تشكل قاعدة للعمل و أدرجت ضرورة العمل بنظرية النوع أو " الجندر" و مكافحة التنميط و التمييز الجنسي...

و التأكيد على المساواة بين الرجل و المرأة و تقنين الحرية الجنسية و منح تعاريف جديدة للنواة التقليدية للمجتمع و هي الأسرة ...

و كان التركيز كله على عولمة القيم باعتبار بناء عالم و مطلق أرضي محايث يحل محل الدين و المطلق السماوي العلوي أو المتعالي ...

و من لا هوت و مطلق السماء الذي عجز عن تحقيق التعايش السلمي بل هدده بالحروب و التدمير و سفك الدماء حسب نظرهم إلى مطلق أرضي يحقق السلام و السلم و التعايش و المساواة ...

كما تم تناول موضوع الهيمنة الذكورية و إدراجه في سياق " ما بعد بيار بورديو " بل في سياق طرح " نسوي " يتناسل عن نشاط الحركات النسوية في العالم و أسس " الديداكتيكيين " " علماء التعليمية " و نظرياتهم في تدريس اللغات و اللغات الأجنبية و

تدريس بقية العلوم أيضا على أساس هذه النزعات و صدروها من دول الغرب إلى دول إسلامية على شكل خدمات إلزامية للعالم الإسلامي في إطار الإصلاحات التربوية التي شهدها..

و منها بالنسبة للنموذج الجزائري توافد وفود من الفرنسيين وصفوا بالخبراء أشرفوا على المناهج الدراسية و إصلاحات الجيل الثاني بعد أن صرح مستشار وزيرة التربية المكلفة بمهمة خاصة و هي الإنقلاب على الإطار القيمي و الهوياتي الذي كان يجب أن تتم

في إطاره و ضمنه جميع الإصلاحات التربوية فحلت محل العناصر الثلاث التي يفترض أن تتم في إطارها إصلاحات الجيل الثاني الذي تشرف عليها وزيرة التربية الوطنية في الجزائر و هي معروفة بوجهتها الأيديولوجية الفرنكوفيلية و هي أي محل العناصر

الثلاث الإسلام و العروبة و الأمازيغية و التي تحايلت عليها و صرحت جهرة بأنه لا يجمعنا لا الإسلام و لا العربية و من ثمة إن الجزائر وحدها هي من تجمعنا و قامت بالتسويق لنحت جديد هو " الجزائرياتية " ...

تبرز هذه الورقة أهم محطات إصلاحات الجيل الثاني التي هي بدورها لم تتمكن ما يقارب الأربع سنوات منذ تعيين الوزيرة من تحسين مخرجات المدرسة الجزائرية و الدليل على ذلك ترتيبها المتخلف في نظام " بيزا " كمرجع للإستئناس..

و أخفقت إصلاحات الوزيرة التي تحتضن و زيادة تعليمات هيئة اليونسكو و نزعة عولمة القيم و كانت القيادة التقنية فرنسية اللون و النكهة و هو ما نبهنا إلى مخاطره و اختلفنا فيه مع الوزيرة فكانت كلفة ذلك الإختلاف باهظة جدا ..

سوف تشتغل هذه الورقة على تلخيص إصلاحات الجيل الثاني في الجزائر باعتبار يشبهها ما حصل في كثير من الدول الإسلامية التي لا تستقل بقرارها من جهة حيث يتم تأويل هذه الظاهرة في سياق هرمنطيقا الإسلام عالميا و في اطار علاقته و منزلته بين

أوليغارشية دولية متغطرسة ..

.................................................

ملخص ورقة قدمت لمؤتمر دولي بتركيا

المؤتمر الدولي الثالث " الإسلام و التأويل "
الدين و المعرفة و الحضارة

/ 2019 / 04/ 11-12

ملخص
مناهج التعليم في العالم الإسلامي و إنتاج المعرفة

مقاربة تأويلية في سياقات الهيمنة الأوليغارشية الدولية
و تعليمات الهيئات الدولية و اليونسكو
-الإصلاحات التربوية في الجزائر أنموذجا -

خبير في التربية – مفكر و باحث جزائري
مدير فرعي سابق للتعاون و العلاقات الدولية
وزارة التربية الوطنية - الجزائر –

#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل