أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في نكبة و حال نخبنا القديرة من حال جامعاتنا















المزيد.....

في نكبة و حال نخبنا القديرة من حال جامعاتنا


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 02:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في صناعة الرداءة بعنوان العلم و الجامعات و صمت الضمير الديني..

عندما تجوع النخب المتميزة و تشبع شبه النخب الوصولية ...

عندما يجوع الناس في مجتمع ما فإن ذلك من علامات اللارشاد في الحوكمة واستواء الأعمى بالبصير..

و إلتباس الحالات إلى حد عدم التمييز المتعمد أحيانا و تارة لفقدان مستوى الكسب الذي يلهم و يمنح ملكة التمييز بين عشر متعلم و شبه عالم و شبه مفكر و شبه فيلسوف و شبه رجل دين و شبه أديب و شبه فنان و شبه مسؤول بالتبعية من جهة..

و من جهة مقابلة لا تقاس قيمة أو قامة معرفية و فكرية و تنظيرية و عملية متميزة و رفيعة بثمن مادي ..

و لا تقارن بما يستهلك في ساحاتنا العربية و الاسلامية من جنس ما هو براق لامع و مزيف و أجوف و معتل و سائد ...

لذلك لم تجد النخب القديرة و الشريفة و الواضحة و العملات النادرة صدى و استجابة لمساهماتها النوعية...

و الغاية عند النخبة القديرة و النادرة من تميزها و تمايزها هذا هو الإنفلات من قبضة السائد الفاسد و المتخلف و المهيمن تراثيا و إنسانيا في الحالات الإسلامية و الإنسانية معا هي الإقلاع وفق استراتيجيات تغيير و هبة و نهضة مختلفة و ناجحة و مسجلة بعنوان مراحل زمنية و أهداف واضحة..

و عندما تجوع النخب التي تقطع مع الوصولية و النفعية الدنيوية و لا يحفظ ماء وجهها و لا كرامتها و عفتها لا من حكامها و لا من اثرياءها و لا من مجتمعها ..

و لا يتم تمييزها بمعنى منحها قيمتها الإعتبارية عن غيرها و العرفان بما تقدم و بقيمته الحقيقية و تحسب على الضجيج و الإنتهازية و التطفل و الإرتزاق ( من مرتزقة ) و التنويه و تثمين كرامتها و استقلاليتها...

فإن ذلك من علامات فساد المجتمع و فساد حال التيارات كلها تقريبا بدرجات متفاوتة و الخطوط الفكرية و الحالات الإسلامية معا..

و اليوم لا تفكير عميق يقدمه مفكر وحده و بمفرده فعمل الأفراد لا يجدي نفعا فالنزوع عالميا بات نحو و إلى فرق البحث للنخب اللامعة و العقول الكبيرة و النابغة و المتميزة محتوى و منهجية و أدوات مقاربة و أهداف عملية..

و نحو مراكز البحث الحقيقية لا الصورية كما نراها في عالمنا العربي و الإسلامي و حتي في العالم الغربي فليس مركز الدراسات فقط ترخيص قانوني و مبنى و بعض الدكاترة و التجهيزات ...

و ليس كما يحدث في فضاء جامعاتنا في الدول العربية و الإسلامية الشيعية و السنية و منها الجزائرية و مخابرها الصورية الشكلية كأنها وكالات سياحية للتربص في الخارج و الإسترزاق في الداخل مع تهاوي منزلة العلم و البحث العلمي الجاد في منظومة المجتمعات الإسلامية و خاصة علوم الإنسان و الدين و الثقافات و ما تبعها..

فلا تطور لعلوم العقل و الذرة و الفيزياء و الطب و الهندسة و الصيدلة و العلوم التجريبية و الطبيعية و الناوتكنولوجيا و المعلوماتية و الاتصال و الجينوم و الطب النووي و العلوم النووية إلا إن رافقها تطور علوم الإنسان تميزا و فرادة و صناعة و تأسيسا و تشييدا لصرحها...

لذلك كانت كل من جامعة " هارفارد " في شقها المتخصص بعلوم الإنسان و الشق المتعلق بالعلوم الطبيعية و العقلية و التجريبية متقابلتان من حيث الموقع و المكان...

بجوارهما صرح علمي ثمين القيمة هو معهد عال و مدرسة أو كلية متخصصة في علوم التربية و مناهجها و طرئق التدريس..

و غالبا ما يحصل شبه سجال رفيع المستوى بين طلاب و أساتذة القسمين و الشقين من الجامعة تلاوما و شبه سخرية لا ينقص من القيمة المضافة لمسار العلوم في شقيها و أيضا في علوم التربية...

في حين لا تسمع عند رجال الجامعات العربية و الإسلامية عندنا للأسف إلا تهافت مصطلحات و تيمات و عناوين ضخمة لكنها خاوية مثل " مشروع بحث " و " وحدة بحث " و " مخبر الحجاج " و " مخبر القيم " و " مخبر صناعة المفاهيم " و " مخبر التداولية " و " مخبر اللسانيات التطبيقية " و " مخبر القياسات " و " مخبر الارطفونيا " و غيرها...

بل في كل الحقول و التخصصات و ما أكثرها و ما أقل نفعها إلا ما رحم ربي و لست ملزما بجعل القليل ممن رحم ربي قاعدة للتعميم فهي تكاد تكون معدومة و من غير مبالغة ...

كما أنها لا تجدي و تنفع هنا الإنفعالات و ردود الأفعال الشوفينية و الحماسية و السطحية و العاطفية التي تعيش غارقة في الأحلام و الأوهام و التي تنتصر للعصبية الجماعاتية و المهنية الرعناء و تكره النقد العالم و النقد الذاتي و ترفض الإعتراف بالنقص..

فيكفيك ترتيب جامعاتنا عالميا و من ثمة فلا جدوى للإعتداد بالنفس و الزهو كالأطفال بالذات و إعتبار و بناء التقييم على عواطف و حماس و علاقات مجاملات من طرف طلاب مثلا يفتقرون إلى أدوات التقييم العلمي و الموضوعي لأساتذة تربطهم بهم علاقة أخلاقوية مجاملاتية لا شأن لها بالعلم يقولون عن أساتذتهم أنهم مستثنون فالتقييم علم و نتائج و هو شامل و ليس إنطباعا حماسيا و ميلا عاطفيا يتعلق بحسن المعاملة و بعض العلم...

ناهيك عن التمنع على النقد و الشعور بالوصاية على الجامعة كقول بعضهم لا يمارس نقد الجامعة إلا من هم في داخلها...

إنها ليست و كالات الإستخبارات الأمريكية أو الروسية " السيي إي إي " أو " إف ب أي " و " الكا جي بي "..

و لا هي مفاعل نووي في مرحلة التخصيب لليورانيوم إنها سوسيولوجيا و ظاهرة و موضوع نقد يوكل لأهل العلم والمعرفة حتى يبطل ذلك النقد كل التشنجات و التعالي الأرعن ..

هكذا تموت النخب القديرة لتحيا ماديا النخب كشهائد و رتب و منازل ومال قذر و إنتهازية و هالات وهياكل جوفاء و أدوات سياسوية تؤسس لصرح الرداءة و اغتيال العقل و تهاوي منظومة القيم تلبس لبوس الدين زورا ...

نعم إن إغتيال العقل كأداة ثمينة للمعرفة جريمة كبرى فبالمعرفة و العقل السليم تساس الحياة و تفهم و تقاد و تسير..

و لا أعني بالعقل علوم الحجاج و المنطق بل العقل كمنهجية و محتوى و تبصر معرفي و علمي و متانة بناء و ظاهرة و سوسيولوجيا و تشكلات و تمثلات و ممارسة تاريخية و راهنة و فحص و تحليل و مفاهيم منتجة و أدوات نظر سليمة..الخ..

هكذا تموت النخب القديرة في بلادنا عندما تهمل هذه الموضوعات و تحاصر المجتمع و السلطة نخبا مزيفة و رديئة ..

و هكذا تكون مخرجات جامعاتنا و نواتجها و هي غالبا نقول و إنتحالات و سرقات بلا حياء و كتابات سطحية و متون تردد و تعاد صياغتها تسمى بحوثا علمية في حقول علوم الإنسان كلها..

و ربما لا تستثنى من هذا الوصف حقول التخصصات العلمية الأخرى التجريبية و الفيزيائية و البيولوجية و الإلكترونيات و الطاقات المتجددة و النقل الحراري و الطاقوي و التحويل و الرياضيات و الطب و غيرها فترتيب جامعاتنا وحده مؤشر على حالة البحث العلمي و التعليم العالي...

إن الإستثناء و الشاذ لا يقاس عليه داخل هذا الضجيج و هو مهمل و غير تمثيلي ...

فحال جامعاتنا من حال نخبنا القديرة المهمشة و هي أكثر من تلك التي هاجرت ..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى الجوع و الظمأ عند النخب القديرة و المتميزة و الشريفة
- في إيران و الشيعة و نخب السنة و الحالة الجزائرية
- لا وثنية في شعائر الحج
- فكر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بين التقديس و الشيطنة
- موضوع الثورة و الإستقلال موضوع فلسفي بامتياز لمن جهل هذا
- في سجن العقل بعنوان جزأرة الإسلام ..
- العمل الجماعي ..الفريضة الغائبة ..
- لا فهم للفلسفة و الفكر بالوكالة .. إقرأ حتى لا يقرأ لك غيرك ...
- كلمة في النخب و عامة الناس (1)
- أنوار النفر و ظلمات السرب
- المشتغل بالفلسفة و الفيلسوف و بينهما المتفلسف
- في فلسفة الربيع ميمون و مقاربة - القيمة - ظاهراتيا من خلال خ ...
- سعيد جاب الخير ..ابو جرة سلطاني ..الاسلام ..شحرور و اركون..
- نص حول المثقف الجزائري للشاعر و المثقف ميلود خيزار
- في أصول الإستبداد العربي الإسلامي..و كيف صنع طاغية اليوم تار ...
- الهوية بين طرفي نقيض
- في الضجيج المانع للرؤية في الفضاء العام الجزائري
- محن الماضي و التاريخ تفرقنا و لا تجمعنا فلنستبصر في المشتركا ...
- أفلام الخيال و الأكشيون أم صفحات معارضة
- في الموادة و الولاء و البراء و تهنئة المسيحيين بعيدهم .. (2)


المزيد.....




- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في نكبة و حال نخبنا القديرة من حال جامعاتنا