الهوية بين طرفي نقيض

حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الزعم بأنه لا صراع حول الهوية وأن موضوع الهوية خرافة و هذيان و إستنزاف طاقة خطأ و مبالغة و شطط في تفسير الحراك عموما كشف المخبوء منه ...

أو في تعليل الراهن إقليميا أو عربيا أو إسلاميا أو محليا جزائريا أو عالميا ....

و الزعم بأن كل شيء يفسر على أساس المؤامرة على الإسلام و العربية ..

و الإغراق في وحل البحث المضني في تارخ القبائل و الأنساب و الأصول الفينيقية و البونية و غيرها...

لإلغاء المكون الروماني و البربري أيضا شطط و تعصب و هدر طاقة ....

القومية العربية لا تناقض التنوع القومي و الهوياتي ...

الإسلام ليس دين العرب و من ينطقون بالعربية بل دين للناس كافة ...

التفكير بهذه الطريقة يضعف حجة من يردون فضح المؤامرات الكيدية و التوظيفات التي يستخدمها الخصم من خارج الوطن لاختراق الإثنيات و القبائل و اللغات و اللهجات و تغذية الصراع فيها..

التفكير بهذه الطريقة من طرف الذين ينافحون عن الأمازيغية تماما كمن ينافحون عن العربية و الاسلام فتنة و اثارة نزعات و نعرات و ليس مما يخدم الهوية و الثراء و التعايش الثقافي الوطني و اقتلاع جذور الاستبداد و الفساد بل فيه ملهاة و اضعاف لقوة الامة...

حتى ذهب البعض في تخريفهم أن جعلوا قضية " الزواف " نظرية في تفسير التاريخ الجزائري...

فبات كل من يخالف مبتغاهم له أصول زوافية و هذا تخريف وهذيان فالزواف جزء يسير جدا جدا من وقائع تاريخ الاحتلال الفرنسي في الجزائر يخص سياقا محدودا بعينه ..

غر أن هذا الشطط سيلهينا عن مواجهة التحديات و سيكرس ثقافة الإلغاء و رفض التعايش ...

بحجة أن الاستعمار يحرك بؤر توتر في الجزائر وهو أمر وارد لا يستبعد لكن ليس بهذا التضخيم و الهلوسة و الإلهاء..

يجب علينا مواجهته بالعلم و الإعتدال و التأني و التبصر و اليقظة في فهم حراك التاريخ ...

#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل