أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم محمد - لعنة














المزيد.....

لعنة


سلام ابراهيم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6485 - 2020 / 2 / 7 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شباط "أقسى الشهور"

ما أبخل التاريخ ! لقد أكرمنا عبد الكريم قاسم لمرة واحدة.

صباح جمعة 8 ش 1963 طُلب من عمو زكي مقدم برنامج جنة الأطفال أن يُنهي برنامجه الحي على الفور.. وانقطع بث التلفاز_ساعتها وُلدت تلك المقولة الشهيرة بعد كل إنقطاع فني أو مقصود للبث " ها، صار إنقلاب"_ خرجت من البيت راكضا متجاوزا الازقة الضيقة بسرعة متجها إلى شارع الكفاح مسرح الأحداث الرئيسية عندنا ،
كان يشوب الشارع هدوء حذر و الجزرة الوسطية عادت إلى وظيفتها الطبيعية في أيام الصراع كحد فاصل و أرض حرام بين صبيان (و أهالي) القشل من جهة و بني سعيد من جهة أخرى، ومن الجهة الشرقية كانت محلة "عگد الاكراد" التي قاومت الانقلاب بقنابل مولوتوف، غدارة بور سعيد و مسدس .. بعد أيام رأيت لأول مرة دبابتين عن قرب أمام سينما الفردوس صوبتا فوهتي مدفعيها نحو العگد..أخبار عن تظاهرة مسلحة مؤيدة للانقلاب في طريقها من مركز شرطة الفضل نحو"أبو سيفين و أبو دودو" تهيأ للتصدي لها _ بنصب "كرويتات" مقهى عرض الشارع كمتاريس _ عدد من شباب المحلة : شهاب، فاضل، علي ...متسلحين بالعنفوان و روح التحدي وخناجر..

في اليوم التالي مساءا أظهر التلفزيون مشهدا كُرر عرضه مرارا لرجال مقتولين أحدهم الزعيم : جثة هامدة على كرسي خلفه نكرةٌ ممسكا بشعر رأس الزعيم بدناءة و سفالة ، أجزم بأن كل من شاهد تلك اللقطة_عدا الجناة و من والاهم.._شعر، أحس، أدرك، وعى و أيقن بأن عصرا جديدا للنذالة للهمجية و للوحشية قد حلّ ..
"مُعظم" سادة و قادة السنة والشيعة ، الكورد و التركمان في هذا الكيان المسمى عراق لم يجتمعوا يوماً ما على أمر إلا في ذلك اليوم التعس و بمباركة برانّية. قتلوا بخسةٍ (و معه نفر من أصحابه الاوفياء) زعيما وطنيا مخلصا مسالما مُصلحا نزيها، إغتفر حينها تألبهم و تكالبهم درءا لفتنة و حرب أهلية..و كان أول حاكم عراقي يحكم بلاد الرافدين بعد 2497 سنة..
ألقوا جثمانه في دجلة ليُنسى، هيهات إنه سَما الى العُلى خلودا
إسمه مترادف للسماحة والنُبل، هَزِيء الدهر بمعاديه القرودا

تبا للغادرين و تبا لأخلافهم الذين أَبوا عندما حانت فرصة التكفير عن تلكم الضلال و الشرور_ لإن مَخزاة و ضِعة نهجهم و فكرهم السخم قد عم و صار مألوفا_ و سيبقى بأسهم وبؤسهم بينهم صاغرون ذليلون فلن تقوم قائمة لقوم لم يوفوا الزعيم حقه بل تَسيّدهُم قتلته و شراذيمهم.

في تلك الليلة الحزينة حَلّتْ على العراق لعنةٌ و خيّمتْ وما زالت غمامة داجنة السواد خانقة للصدور مُثقّلة للرؤوس على هذه الأرض المنحوسة، مُنذرة بإنتشار قطعان إفترست و ما زالت تفترس الآدمية من الإنسان و تمتص طيبته .. فانتكبت البلاد و إبتلى العباد ب لِهّاث سلطة و زعامة، سرعان ما فتك بعضهم بعضا و جيفهم المحترقة ، المسمومة و المثقبة تنهشها كلاب البراري..

عندما تهيمن العاطفة تضيق المقاييس، لكن قل لي من يخطر ببالك عندما ترن في أذنيك كلمة { الزعيم } ؟
حَمّلني صِباي كلمة وفاء و دمعة أزلية عَبرتُ بها السنين ؛
الى زعيم القلوب و الإداري الفذ: النزيه عبد الكريم قاسم لك المجد
إشترينا (نحن الأطفال) و ختمنا على أيدينا و دفاترنا صورتك إبتهاجا و الكبار في البيوت حُبا لا وجلا،
و لم تُلصق على العجلات و توزع على البيوت و المحال قسرا.

هَلِكَ الآثمون.. و خَلَد الزعيم !



#سلام_ابراهيم_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج حاتم
- اختلال
- حلول
- زفييير
- تجربةٌ مُملة
- ولادة موت
- خلايا
- كوكب خارجي
- خرطوش سياسي
- كاميرا..
- أَنْسَنَة
- كُلوا ولا توسوسوا
- كويت (يّ) مدة القراءة 1 دقيقة
- كائنات -عاقلة- (مدة القراءة1دقيقة)
- عظمة إنجاز (مدة القراءة 1 دقيقة)
- ال ذهب
- خبر ابتلاء البلدان
- إسطورة النعال
- العولمة
- الأنانية تنتصر


المزيد.....




- جذبت ملايين المعجبين.. لماذا غزت دمية -لابوبو- الصينية العال ...
- لجنة تقصي الحقائق في سوريا تعلن نتائج تحقيقاتها في أحداث الس ...
- -كفى لهذا الظلم وهذه الوحشية-.. أردوغان داعيًا لموقف دولي بش ...
- بعد عقود من الجدل.. هل آن أوان إعادة الثقة في العلاج الهرمون ...
- باريس تطالب بدخول الصحافة إلى غزة.. وكالاس: قتل مدنيين ينتظر ...
- دخان الحرب يتصاعد من دير البلح: توغّل إسرائيلي يشعل جبهة وسط ...
- البنتاغون يسحب كامل قوات مشاة البحرية من لوس أنجلوس بعد عودة ...
- في بيان غير مسبوق.. وكالة الأنباء الفرنسية تحذر من الموت بال ...
- حداد وطني وغضب في بنغلادش غداة مقتل 31 شخصا في تحطم طائرة عس ...
- أسرار باريس | لآلئ من بحر التاريخ!


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام ابراهيم محمد - لعنة