الأنانية تنتصر

سلام ابراهيم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 18:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بعد الانفجار العظيم قبل 13 مليار سنة في ذلك اليوم بلا بارحة
تمدد المكان والزمان من طاقةٍ هائلة مركزة لامتناهية في الصغر
فنشأت الجسيمات الأولية (الكوارك) وتدريجيا تكونت الذرات وصولاً
إلى نجومٍ بعضها عظيمة الكُتل قصيرة العمر- بضع ملايين سنين فقط -
حيث تنفجر مُنتجة غُبارا محتواه العناصر الكيمياوية المختلفة, هكذا يقول الفيزيائيون.
من خلفية الزبالة الكونية هذه بدأ تكّون الإنسان المُتعالي .

كان هاجس الخلية أوالخلايا العضوية الأولى قبل مليارات السنين
هوحرصها على الديمومة بتكاثرها مُسخرّة ما يحيط بها من مواد: أنانية مُطلقة!
وصولاً إلى الإنسان القديم اللذي عاش
على الأغلب في مجموعات حيث التشارك في الصيد وجمع الطعام…
وباستقرارهذه المجاميع تبلورت المجتمعات الأولى وبدأ تطبّع الفرد بالأنانية
(والتي هي إحدى وجوه الصراع من أجل البقاء) تصاعدياً حيث السعي إلى
تكديس وحيازة المستلزمات المعيشية الأساسية والكمالية مُتمادياً في ذلك
أحياناً إلى حد الفناء(طمعه قتله) ! فالأنانية بامكانها ان تنتصرعلى مقاصد
المنظومات الفكرية المختلفة الهادفة لتكافئ الفرص،
لكنها تفشل كأي شيء آخرأمام الطبيعة (اللامبالية)

يُذكّرنا داروين بأن " هناك ميل ثابت عند الكائنات الحية وهو التكاثر إلى
حد لا يكفي فيه الطعام..."، وهنا ينبغي القول بإن الفلتان السُكاني العشوائي المُفزع
(أنانية نسخ الذات) ينتجُ عنه همالايات من الجهل والأخيرة تُضاعف المشكلة طرديا.. ،
وإفرازاته تؤذي الحاضر وتُدمر نتائجهُ الأجيال القادمة وتغمط حقوقها بأستنزافها
الموارد الطبيعية و تتبيل البيئة بأنواع التلوث، كأنها متيقنة بأن كواكب اُخرى
صالحة للحياة جاهزة ومعروضة للبيع في السوبرماركت لتعويض
كوكبنا الأزرق الفريد.المطلوب معالجة عقلانية سريعة(من يقوم بذلك؟!)
الأنانية الفردية أو الجماعية (الشوفينية) السائدة في مجتمعاتنا المعاصرة
- نضع الصراع الطبقي جانباً- مستوى عقليتها رياض أطفال ولكن تحت تصرفهم
تقدم تقني هائل نتيجة تراكم المعرفة والخبرة عبر آلاف السنين وبمستوى درجة ’الأُستاذية’،
التضاد والصدام يكمن هنا.
إن تنمية غريزة الفضول المعرفي(العلمي) عند الفرد قد تكون أحد السُبل للنجاة إن حَلّت بديلاً للأنانية.

#سلام_ابراهيم_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل