أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكرم إبراهيم - مثقفون لكن يستخفهم الطرب















المزيد.....

مثقفون لكن يستخفهم الطرب


أكرم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 06:33
المحور: المجتمع المدني
    


لقد استطاع حزب الشعب أن يستقطب في إعلان دمشق بيروت بعض المثقفين الذين لم يعرف عنهم تأييدهم لتدخل القوى الاستعمارية أو تساوقهم مع مخططاتها ، لكن الكلام غير نهائي وعلينا أن ننتظر لنرى إن كانت ورطة وقعوا فيها أم اصطفافاً جديداً لهم ، إذ لا يستغرب من بعض المثقفين طربهم بالكلام عن الديمقراطية والسيادة والاستقلال وما إلى ذلك ، حتى لو اقترن بنقيضه ، مع أن التجربة تعلمنا يومياً أن الكلام الجميل من ملفوظ جميع الناس على الإطلاق ، أما الفعل والكلام السيئان فلا يصدران إلا عن القلة منهم أو الأقل ، مثلاً : قوى 14 شباط في لبنان لا تهاجم المقاومة صراحة بل تطريها قولاً لكنها تلغي عيد المقاومة والتحرير . وهو موقف ليس من المقاومة بعد التحرير وانتفاء الحاجة لها حسب زعمها ، بل موقف منها قبل التحرير وربما من التحرير ذاته ؛ فالتحرير يبقى تحريراً حتى لو اختلفنا مع من أنجزوه . هذا طبيعي من قوى تتوزع ما بين فاسد وسفاح وعميل ، وقد يوجد بينها من يجمع بين هذا كله أو أكثر . الدرس العملي من هذا هو ألا نؤخذ بالكلام الجميل ، بل أن نسقطه ليظهر الهدف الحقيقي عارياً من الدسم . وعلى كل حال لو أن هؤلاء المثقفين امتلكوا من اليقظة والحذر ما يكفي لفكروا ألف مرة قبل التوقيع مع قيادة حزب الشعب على وثيقة مشتركة . أما إذا ما كان توقيع هؤلاء تعبيراً عن اصطفاف جديد فيجب أن نمتلك من اليقظة والحذر ما يكفي لنتذكر أن الحاضر يجب ما قبله .
منذ البداية يعلن الموقعون اصطفافهم إلى جانب قوى 14 شباط بكل الأجندة الاستعمارية التي تهدف إلى إنجازها . وذلك بتحميل السلطة السورية كامل المسؤولية عن تدهور العلاقات بين سورية ولبنان بتجنب الإشارة إلى دور العامل الدولي الاستعماري في استغلال الأحداث الجديدة القديمة ، كما بتجنب الإشارة إلى دور هذه القوى في الاتكاء على هذا العامل والتساوق معه . وهو تغافل مقصود خاصة أن بعض الموقعين السوريين ينظرون لهذا الدور الاستعماري ، ما يعني أنهم ليسوا غافلين عنه .
لهذا البعض ممثلاً بقيادة حزب الشعب وزن كبير بين الموقعين . لذا يكون الاستشهاد " بالرأي " ذا أهمية كبيرة . تقول افتتاحية العدد 53 أن إعلان دمشق عبر (عن إمكانية أن يكون "الداخل" هو الأصل في عملية التغيير ، أو أن هذه العملية تعتمد في مداها وأصالتها ونجاحها على هذا الداخل أولاً ، مع تقدير قيمة العوامل الخارجية من عمل معارض أو قوى دولية تدعم قضية الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادنا ) ثم تقول : ( لذلك لم يعد هناك بد من إعادة ترتيب المهام المباشرة وتوضيحها بطريقة صريحة . أولاها .... وثانيها : قوة هذه المعارضة وتناميها لتشمل أوساطاً شعبية جديدة ، وتحشد دعماً متزايداً في البلاد وخارجها لقضية الحرية والديمقراطية . فالحديث لم يتوقف عن ضعف المعارضة ومحدودية انتشارها وتأثيرها في المجتمع ، خاصة بين الشباب ، وعن ضعف تنظيمها في الداخل والخارج ، الأمر الذي يكون سبباً دائماً للحديث عن دور الخارج ، وتنامي حالة انتظار هذا الدور في الأوساط الأكثر غضباً من الاستبداد واستعجالاً للتغيير ) . فأن يكون لدينا أولاً يعني أن يكون لدينا ثانياً لا يخفى على أحد أنه الغرب الاستعماري بقيادة دولة معادية على مدى سبعين سنة متصلة هي أمريكا ، وطبيعي أن حزب الشعب لا يرضى إلا أن يكون الأكثر غضباً من الاستبداد واستعجالاً للتغيير ، هذا إن لم نقل معارضة إعلان دمشق كلها . وهو ما دأبت معارضة إعلان دمشق ، خاصة حزب الشعب ، على التعبير عنه بأشكال مختلفة لا يخرج إعلان دمشق بيروت عن كونه أحدها .
"الرأي" مع اعترافها بضعف المعارضة في الداخل والخارج خاصة بين الشباب ـ وهو اعتراف في محله لأن المعارضة لا تعدو كونها مجموعة من العجزة أعضاء لجان مركزية بلا أحزاب ـ مع اعترافها هذا لا تجد حرجاً في فرض مشروعها على المجتمع بالقوة الاستعمارية رغم كل ما ألحقته هذه القوة بالمجتمع العراقي . وهذا ليس من باب تجريب المجرب ، بل هو نزوع أقل ما يقال فيه أنه نزوع فاشي لا أخلاقي مستهتر بمصائر البلاد والعباد .
على الجانب اللبناني لم يجد إعلام 14 شباط ما يحيي به ذكرى اغتيال المغفور له سمير قصير سوى عبارته : الواحد منا يعادل مئة ألف لأننا جئنا ( إلى التظاهر ) بحرية ، ما يذكر بالفاشي الآخر المغفور له جبران تويني إذ روعته مظاهرة القوى الداعمة للمقاومة عندما قال: إنه بحر لكنه بحر من الغنم ، وما يشبه أيضاً رد فعل رياض الترك إذ روعته هو الآخر تلك المظاهرة : على من يستعرض نصر الله عضلاته ... إنه كمن يسعى إلى الحرب الأهلية . إذاً إنه تحالف فاشيين إذا ما رفضهم الناس سبوهم وفرضوا عليهم خيارهم بدلاً من مراجعة أنفسهم .
هذه النزعة الفاشية محكوم عليها موضوعياً أن تلتقي مع كامل الأجندة الاستعمارية في المنطقة . لذا يعمل أصحابها على تهيئة النفوس لأي تقرير يصدر عن لجنة التحقيق الدولية ، وبالتالي لأي استغلال لهذا التقرير من قبل القوى الاستعمارية ، فالإعلان يتهم السلطة السورية بالاغتيال وعرقلة مهمة لجنة التحقيق الدولية كما يتبنى مطلب قوى 14 شباط بالمحكمة الدولية ، هذه القوى التي أصرت على هذا المطلب هي التي أطلقت سراح قاتل لمجموعة كبيرة من اللبنانيين والشخصيات اللبنانية بعفو وليس بإعادة محاكمته من قبل القضاء العادل بضمانة حكومتها العتيدة ، ما يفضح النوايا الحقيقية خلف كل هذا.
لقد كانت حملة الاتهام على السلطة السورية من قبل قوى 14 شباط وحلفائها السوريين ( معارضة إعلان دمشق ) بقيادة ميليس ونائبه ليمان عميلي الموساد ، ثم جاء رامبريتس وكف عن توجيه الاتهام ، بل وضع نصب عينيه احتمالات أخرى ، فلماذا الإصرار على تقريري ميليس بشكل يستبق التحقيق ويتعامى عن كم كبير من الحقائق التي تجعل احتمال أن تكون إسرائيل أو أمريكا أو غيرهما احتمالاً معقولاً؟!. إذا ما توصل رامبريتس إلى براءة السلطة السورية وإدانة إسرائيل أو أمريكا سيبلع هؤلاء لسانهم ويشربون حبرهم ، وسيبحثون عن مدخل جديد لعمل القوى الاستعمارية ، أما إذا ما أدان السلطة السورية فسيكونون جاهزين "للديمقراطية" وسيكون الناس على أخفض مستوى من رد الفعل على التدخل الاستعماري .
أما ( ترسيم الحدود نهائياً والتبادل الدبلوماسي بين البلدين ) وتحرير ( مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بكافة الوسائل المتاحة بعد الإعلان الرسمي السوري عن لبنانيتها تحت مظلة الشرعية الدولية ) فقد يبدو كلاماً محقاً لكن باعتبار السياق والقائلين الدوليين والإقليميين فهو ليس كذلك . نحن لم نسمع عن مشاكل حدودية في تاريخ العلاقات بين البلدين إلى أن أعلمنا بها لارسن ، أما التمثيل الدبلوماسي فكان نائماً إلى أن أوقظه لارسن أيضاً . وهما مشكلتان لا تهددان السلم العالمي ليصدر بشأنهما قرار من مجلس الأمن ، لكن على ما يبدو أصبح مجلس الأمن دائرة استعمارية تقدم القرارات لمن يريد أن يتسلح بها . كان بإمكان الإعلان أن ينتظر إلى حين كسر هذه الهجمة لكي لا يكون شريكاً . هذا في حال لم تكن القضية هي نفس قضية لارسن وبولتون . وهي كذلك عند البعض لأن الشريك الضعيف لن يربح ما لم تكن قضيته هي نفس قضية القوي .
تنكشف هذه القضية بالحديث عن ( وحدة الدولة وبسط سلطتها على كامل ترابها الوطني ) . وهو ما يعني بتعبير آخر نزع سلاح المقاومة وثقافتها أيضاً ، لأن القوى المطالبة " ببسط سلطة الدولة " لم تكتف بوجود القوى الأمنية وكل مؤسسات الدولة ، ولم ترض بانعدام أي سلطة للمقاومة حتى على العملاء اللحديين في لحظة التحرير ونشوة النصر ، وبالتالي لن ترضى إلا بأن يقوم الجيش اللبناني بدور الدركي حامي حدود دولة المستوطنين كباقي الجيوش العربية ، بدليل أن الموقعين السوريين لم يزايدوا ولم يحرضوا على السلطة عدوتهم اللدودة من أجل فتح جبهة الجولان أمام مقاومة سورية أسوة بلبنان ، خاصة وأن المقاومة أثبتت نجاعتها . لكن كيف يفعلون وقد تساءل أحد كتاب الرأي مشككاً عن سر تمسك حزب الله بهذه الأمتار القليلة في مزار شبعا ؟! لا شك أن هذا التمسك بهذه الأمتار التافهة تعبير عن استطالة سياسية وأمنية للسلطة السورية حسب تعبير التوضيح الشهير للجنة المؤقتة لإعلان دمشق . أحرجوا السلطة السورية وقولوا لها : عوضاً عن أن تقاتلي بحزب الله قاتلي بمقاومتك ، لقد قالها قبلكم جنبلاط ، الجواب لدينا سلفاً : تقول إحدى افتتاحيات " الرأي " من يعلن مواقف وطنية يكون كمن يبحث عن تقاطع مصالح مع السلطة ؛ فهي ترهبنا بدلاً من أن نرهبها . وهذا تعبير عن أزمة معنوية تفسر انسياق بعض المثقفين مع حزب الشعب في هذا الإعلان .
أيها المثقفون فلتفرحوا بالحديث عن ( المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين في السيادة والحرية والكرامة والرفاه والعدالة والتقدم ) وعن الأسس النابذة ( لمشاريع الإلحاق والاستتباع ) وعن ( حق الشعبين في أن يختارا، بكامل الحرية، النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يتلاءم وتطلعاتهما من دون أي إكراه )، فلتفرحوا بكل هذا ما دامت معارضة إعلان دمشق أخذت منكم كل ما سبق ، لكن انتبهوا إلى أن الناس ما عادت تنتبه إلى الكلام الجميل لأنها ملته لكثرة ما ابتذل ، أما كلام معارضة إعلان دمشق فيثير الانتباه لأنه جديد كل الجدة وهو وحده ما يرسخ في الأذهان .
تتحدثون عن ( تحرير اقتصادي البلدين من النهب المنظَّم لثروة البلدين ومواردهما الذي كانت تمارسه، ولا تزال، مافيات مشتركة مستفيدة من مواقع حماية وانتفاع في سلطتي البلدين ) فمن هي هذه المافيات ؟ أليست هي التي تتحدث بكل ما تحدثتم به ؟ فكيف تلتقون مع مافيات وحزب الشعب يرهب الناس بتهمة البحث عن تقاطع مع السلطة ؟ أليست هذه المافيات هي التي تهدد استقلال سورية اليوم كما تسعى حثيثاً من أجل ترسيخ الوصاية الأمريكية على لبنان ؟ فما معنى الاستمرار في الحديث عن مشاريع الإلحاق والاستتباع ؟ وإذا ما اختلط الغث بالثمين في كلام المافيات ألا يكون من حقنا أن نأخذ ونسقط ما نشاء ؟ أم إن هذه المافيات أشباح لم نرها ولم نسمعها ؟ ميشيل عون كان على خصام شديد مع السلطة السورية لكنه ما إن خرج آخر جندي سوري حتى قال انتهت مشكلتنا مع السوريين ، وبعدها لم يتفق مع المافيات وتجنب إثارة القضايا مع السلطة السورية رغم أن بعضها جدي بالنسبة له. هل تعرفون لماذا ؟ لأنه لم يقتل ، لم يسرق ، لم يكن معادياً لمحيط لبنان العربي ، لأنه يريد دولة مؤسسات ، لأنه لا يريد أن يكون أداة تنفيذ لأجندة غير لبنانية ، وكل هذا من إملاء العقل والصدق



#أكرم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة حماس الرئيسية
- انتصار حماس : الدعاية المعادية تجدد شبابها
- نحن مثقفي - لا تقربوا الصلاة
- موعظة
- خارج السيطرة
- رقص
- صدمة
- المطهر
- هواجس
- سقوط حر
- صخب
- سلة هواجس
- هل يمكن القضاء على الفساد بأدوات فاسدة ؟ 2من2
- هل يمكن القضاء على الفساد بأدوات فاسدة ؟ 1 من 2
- عكك*
- شكراً لحماس وحزب الله
- قصة
- الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *
- نصر آخر لحزب الشعب وشركائه
- قمة هرم أم مركز مثلث ؟!!


المزيد.....




- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكرم إبراهيم - مثقفون لكن يستخفهم الطرب