أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم إبراهيم - شكراً لحماس وحزب الله















المزيد.....

شكراً لحماس وحزب الله


أكرم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الكذب لا نهائي أما الصدق فواحد . أحد أشكال هذا الكذب أن معارضة إعلان دمشق ووسائل الإعلام تركزان في تناولهما للسلطة على فسادها واستبدادها ، أما بشأن هذه المعارضة فتركزان على ادعاءاتها الديمقراطية ، طبقة الدسم التي تخفي تحتها سماً زعافاً .
الديمقراطية والنزاهة عند هذه المعارضة ادعاء لأن جوهر الفساد والاستبداد سياسي ؛ فإذا ما كانت السلطة فاسدة قامعة فالمعارضة أمر وأدهى على هذين الصعيدين ، إذ لا يمكن المقارنة بين مداهما عند كل منهما بمعزل عن الموقف من القضايا الأخرى : القضية الفلسطينية ( إسرائيل ، المقاومة ، السلطة ) ، المقاومة في لبنان والعراق ، الهجمة الاستعمارية على المنطقة ، قطاع الدولة وبالتالي دولة الرعاية ، النزعات الطائفية والعرقية .. ليس فقط ما تقوله المعارضة في هذه القضايا ـ على ندرته إذ تبقيه في الظل ـ بل كيف تقوله أيضاً .
على هذا النحو من الكذب تحاول المعارضة ـ ومن خلفها وسائل الإعلام ـ الاستفادة من احتقان الناس وانفعالهم من فساد واستبداد السلطة لتستغفلهم في محاولة لاختطاف البلد وقوادته . وهي عملية أصبحت مبتذلة ؛ فحزب الشعب الأقوى بين أحزاب المعارضة ، والذي يطبعها بطابعه ، والأكثر وضوحاً في التعبير عن توجهاته ، لا يعدو كونه طبعة كربونية عن الساداتية ؛ فالسادات قال أن أوراق الحل بيد أمريكا ، وهاجم الاستبداد والفساد ـ لكنه رفع معدلات القمع والجوع وفتح أبواب مصر للنهابين من مصر وخارجها ـ واستعمل الساحة اللبنانية لإرباك سورية مستغلاً فساد منظمة التحرير وربما تواطؤ بعض رموزها . وهي نفس الخطى التي يسير عليها حزب الشعب ومن خلفه معارضة إعلان دمشق . وليس صدفة أن هذا الحزب بدأ التعبئة ضد النظام بالتزامن مع الإخوان أثناء مفاوضات كامب ديفد ، وساهم بخلق المناخ الملائم لعملهم قبل انفضاح أمرهم بطريقة ، وبعد انفضاحه بأخرى ؟ فعدا التوافق بالأهداف ، والتواجد دائماً في الموقع الغلط بذريعة معارضة النظام ، نجد التعبئة التي تعتمد الوتوتة فتحشد الغرائز والانفعالات والكذب ؛ فالقضية تصطفي خطابها وهو يصطفي رجالها . وحاضر هذا الحزب وماضيه يفسران بعضهما.
أن تنتقد السلطة ليس بالضرورة أن تكون أفضل منها . حقاً لدينا سلطة قامعة فاسدة لكن خصومها في لبنان وسوريا ملوثون بالعمالة أو الدم أو المال الحرام أو بها مجتمعة ، فالقضية ليست في فساد السلطة واستبدادها إنما في مكان آخر . وخير دليل أن أصدقاءها اللبنانيين الذين أبقوا على صداقتهم لها يتهمون خصومها الأقدمين أو الذين انقلبوا عليها بالفساد والإجرام ولا يستطيع المتَهمون فعل هذا . لهذا يبدو ظاهرياً أن إسقاط السلطة هواية عند معارضتنا ، إذ ليس المهم عندها من يسقطها ولا كيف ، بل المهم أن تسقط ولو على يد القوى الاستعمارية وأدواتها التي اشتهرت بالفساد والإجرام والعمالة المباشرة ، أما في الحقيقة فالمعارضة حليفة لكل هؤلاء ، وطبيعتها من طبيعتهم ، فعدا التوافق في الأهداف التي يجري عادة إبقاؤها في الظل هناك التوافق في الخطاب ، وليس استعداد المعارضة للتلاؤم مع السياسة الاستعمارية أو التعاون مع خدام وأمثاله موقفاً نفعيا ، بل يرقى عند حزب الشعب كما تجلى في موضوعات مؤتمره السادس وافتتاحيات " الرأـي " إلى مستوى الأيديولوجيا .
كان من المفترض أن تلتزم المعارضة السورية بالموقف الذي اتخذته القوى اللبنانية المقاومة ومن خلفها بقية القوى الوطنية ، وبغض النظر عن علاقتها بالسلطة السورية . القوى الموالية للسلطة السورية في لبنان هي في الغالب قوى معارضة حقيقية للنظام اللبناني الذي فساده في جوهره وليس طارئاً عليه ، أما ما سمي بالمعارضة سابقاً فهي من دعائم النظام وإفرازاته ؛ فالصراع يدور على الدور العربي للبنان ، وعلى إرادة المقاومة عند حزب الله وحلفائه الذين يدفعون ثمن كل عيب في العلاقة بين سورية ولبنان ضريبة على موقفهم من هذا الدور. وهي غالباً قوى يسارية وقومية وإسلامية تؤكد الممارسة أنها أكثر حرصاً على الديمقراطية والسيادة من قوى الانعزال التي تتشارك مع معارضتنا في مؤازرتها للضغط الأمريكي . وهذا ما يفسر هجوم بعض مصادر هذه المعارضة على القوى اليسارية والقومية والإسلامية عموماً ؛ فالقضية ليست في كون هذه القوى ذات فكر شمولي استبدادي ـ كما يقول رياض الترك ـ بل في كونها غير انعزالية ولا انهزامية أو مهادنة . يعزز هذا الاعتقاد أن الديمقراطية عند هذه المصادر إله من تمر ـ تماماً كما عند حلفائهم اللبنانيين ـ وأنه كلما أوغل أحدهم في التعبير عن نزوعه الديمقراطي كلما تكشف عن دكتاتور صغير ، فإذا ما ضبطته متلبساً في قول أو سلوك استبدادي يفاجئك بقوله أننا لا نستطيع أن نكون ديمقراطيين بين ليلة وضحاها بعد أربعين سنة من القمع .
إنني أدعو إلى اختبار شعار الديمقراطية بقرينة سلوك الأفراد والأحزاب وبقرينة القضايا الأخرى . ولقد تناولت هذا الموضوع كثيراً كما في " قراءة في إعلان دمشق" المنشورة في "الحوار المتمدن" .
كادت هذه المعارضة تقضي على معنوياتنا إذ عملت على إيهامنا بسيادة ثقافة الهزيمة والاستسلام ، لكن صمود حزب الله وانتصار حماس كشفا أن هذه القوى التي هي مسميات بلا مسمى ليست إلا زبداً ، وأن الأغلبية التي ما تزال صامتة ليست على هذه الدرجة من الغفلة . وهو ما يفسر كيف أن منظمات وأحزاباً فئوية الانتماء كحماس وحزب الله خارقة للطوائف والمناطق من حيث الالتفاف الشعبي ، في حين تعجز هذه القوى عن الخروج من الشرك الطائفي أو المنطقي|المحلي رغم علمانيتها المدّعاة .
سواء بقيت حماس على خطها أم لا ، فالمهم أن الشعب الفلسطيني الذي اختبر تكاليف المقاومة انتصر لنظافة اليد ، وللعداء لأمريكا وللصمود ، ولرفض ما تسميه المعارضة الإرادة الدولية أو المجتمع الدولي وشرعيته . وهي أمور لا تفترق بدلالة أن بعض أطراف المعارضة بدأت تعمل حمام ساونا لخدام في محاولة لرد الجميل والتضامن الأخوي الرفاقي ؛ فالفساد ذو أصل سياسي كما تقدم . لقد كالت " الراي " صحيفة حزب الشعب خاصة العددين 34 و35 للقوى اليسارية والقومية والإسلامية في لبنان ، كالت لها الاتهامات بالفساد والاستزلام ومعاداة السيادة والديمقراطية ، وهي اتهامات تصح على خدام وعلى حلفائها اللبنانيين كما أثبتت الوقائع وتثبت ، ما يعني أن موقفها من أخطاء السياسة السورية في لبنان ليس مبدئياً بل هو استغلال لانفعالات الناس.
لكل معارضة رصيد لم تتعب به هو انفعالات الناس من أخطاء السلطة . لذا شكل حجم تظاهرة رياض الصلح الداعمة للمقاومة صدمة للمعارضة السورية وحلفائها الإقليميين والدوليين ، لأنها دلت من بين جملة أمور إلى أن الناس أدركت أين تكمن القضية الحقيقية ، وبالتالي لا رصيد يذكر من هذا النوع . لذا خرج رياض الترك عن طوره وانطلق يصرح لنيويورك تايمز ، عدد 23 |3 |2005 : تظاهرة حزب الله أريد منها ترهيب اللبنانيين ..على من يستعرض نصرالله عضلاته ؟ جميل ؟ جمبلاط ؟ أنصار الحريري ؟ إذا صح هذا فإنه كمن يسعى إلى حرب أهلية . السنة والدروز خرجوا من الحرب الأهلية خاسرين .. وكان حلفاؤه قد خرجوا منذ أشهر إلى الشوارع بخطابهم الاستفزازي مسلحين برصيدهم من المجازر يروعون الناس بالاعتداءات ، في حين كان نصرالله وحلفاؤه يدعون إلى عدم الاحتكام للشارع في ظرف يحتمل خروج الأمور عن السيطرة ، وعندما خرجوا إلى الشارع لم يستطع رغم قدراته الفضائية الهائلة أن يسجل ولو حادثة بسيطة أو هتافاً واحداً استفزازياً ، فعلام يدل توتر رياض الترك وتحريضه الطائفي ؟
لا يستطيع أحد أن يجادل في امتلاك قيادات حماس وحزب الله والجهاد للثقافة ، خاصة السياسية . لكن هذه القيادات لم تسمح لاطلاعها على ثقافة الغرب أن يوقعها في شرك الدونية والاغتراب ، لأنها أصلاً مشبعة بثقافتها القومية الخاصة فأخذت من ثقافة الآخرين على نحو خلاق. ساعدها على ذلك قضيتها العادلة ، بل صراعها مع الغرب الاستعماري وربيبته الصهيونية ودولتها العنصرية الإجلائية الاستيطانية ؛ فالقضية لا تصطفي رجالها فقط بل تغيرهم أيضاً . لذا نجد قوى كانت إقصائية كحماس تعترف بالآخر عملاً وقولاً ، وتتخلى عن الخطاب الطائفي وهي ذات مرجعية وانتماء طائفيين ، أما قوى إعلان دمشق التي أرادت لنا الانصياع ل " المجتمع الدولي " ول "الإرادة الدولية " ، فنجدها تمارس الإقصاء قولاً وعملاً ، وتعتمد خطاباً طائفياً وتفتيتياً ، وتدعو إلى نسف فكر المجتمع كورقة اعتماد .
للحديث عن المعارضة ككل ما يبرره ؛ فهي تنقسم إلى قوى متساوقة مع المخططات الاستعمارية وإلى قوى أخرى لا تجد حرجاً في التحالف معها ، ما يعني أنها مصابة بفيروس نقص المناعة الوطنية والأخلاقية ، أو أنها راغبة ومستحية .



#أكرم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة
- الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *
- نصر آخر لحزب الشعب وشركائه
- قمة هرم أم مركز مثلث ؟!!
- قراءة في إعلان دمشق
- ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم إبراهيم - شكراً لحماس وحزب الله