أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - سيحدثُ شيء .. سيحدثُ شيء














المزيد.....

سيحدثُ شيء .. سيحدثُ شيء


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا فعلَ النظام السياسيّ "الجديد" في العراق ، للتغطيةِ على فشلهِ طيلة ستّة عشر عاما ؟
الإجابة هي .. لا شيء.
- بعد مئات الآلآف من القتلى والجرحى والمُعاقين .. ومئات الآلآف من الأراملِ الكادحاتِ الكسيرات، والملايينَ من اليتامى المحرومينَ ، والفقراء المُستَضعفين .. لَمْ يحدث شيء.
- بعد الخراب الشامل (وشبه الشامل) لأغلب المدن العراقية(في الوسطِ والغربِ والجنوبِ والشرق)..
لَمْ يحدث شيء.
- بعد هدر مئات الملياراتِ من الدولارات .. لَمْ يحدث شيء.
- بعد هشاشة الدولة ، والإمعانِ في إضعافِها ، وتطاول "الآخرين" عليها (من الداخل والخارج)، وتحويلها(عمْدا ، ومع سبقِ الإصرارِ والترَصُّد) إلى "بُنية" فساد متعدّدة الأبعاد.. لَمْ يحدث شيء.
-بعد تسريع عملية "تفكيك"النسيج المجتمعي(المُتعدِّد، والمُتنَوِّع، وغير المُتجانس ، والمُنقَسِم على نفسه أصلاً) .. لَمْ يحدث شيء.
- بعد الإحتلال الأمريكي ، واحتلال "القاعدة" ، واحتلال داعش لنا .. وبعد احتلالنا لأنفسنا .. وبعد "تحريرنا" من كُلّ هذا.. لَمْ يحدث شيء.
- بعد أنْ جِئنا بكلّ من هَبَّ و دَبّ .. وبالنطيحةِ والمُتردّية .. وبكُلِّ من أكَلَت الضباعُ الرمّامة منهم .. وجعلناهُم زعماءَ ومُدراءَ ووزراء وقادة .. لم يحدث شيء.
ولكن .. في نهاية العام السادس عشر، وبعد 600 قتيل ، و 20 ألف جريح ( من بين الملايين التي خرجتْ للإحتجاجِ على هذا النظام .. والقادمينَ من بين أولئكَ الذين يُفتَرَضُ أنّ هذا النظام قد جاءَ من أجلهم اصلاً) .. حدثَ شيء.
ماهو هذا الشيء؟
إلى الآن .. هو لا شيء.
وإليكم بعض التفاصيلِ التي جعلتْ "النظام" يقلبُ الشيءَ الوحيد المُهمّ الذي حدث لهُ ، ولنا، طيلة ستّة عشر عاماً .. إلى لا شيء :
- قانون انتخابات "جديد" .. لُمْ يُوَقّع من رئيس الجمهورية بعد .. ولم يُنْشَر في الجريدةِ الرسميّة بعد .. ولو حدثَ وتمّ توقيعهُ ونشره،فإنّ الكثيرين يقفونَ في إنتظارهِ في أروقةِ المحكمة الإتّحاديّة ، ليقوموا بالإعتراضِ عليه ، ونقضِه .. وتحويلهِ إلى لا شيء.
- قانون "جديد" للمفوّضيّة "المُستَقِلّة" للإنتخابات ، إستبدَلَ طريقة إختيار المُفَوّضين ، من المُحاصَصة المُباشِرة ، إلى المُحاصصة بـ "قُرعة" الكُرات الإثنيّة ، في الدوارق الزجاجيّة.
ومن هذه "القُرعة" ، والكُرات ، والدوارق .. لا يُمكنُ أن نتوقعَ نتائجَ مُختلفةٍ عمّا سبق .. وستوضَعُ ذاتِ الإستماراتِ في ذاتِ الصناديق .. وستأتي الوجوهُ والسحنات ذاتها .. وما سيحدثُ في نهاية المطاف .. هو لا شيء.
- قانون تقاعد "جديد" ، بتعديلِ لاحِق .. تمّ سلقهُ بسرعةٍ فائقة ، كما يُسلَقُ البيض ، في ماءٍ بارد..
والجميعِ ساكتون ، بل أنّ بعضهم سعيدٌ جدّاً بهذا القانون ، وبالنتائج الكارثيّةِ التي ستترتّبْ عليه ، في الأجَلَين ، القصير ، والبعيد.
-زيادة عدد الموظَفين والمُتعاقدين والأُجراء في دوائر الدولة(الذين يزيد عددهم على أربعة ملايين أصلاً) ، ليرتفع بذلك حجم المبالغ المصروفة على باب "تعويضات المُشتَغِلين" من 38 ترليون دينار في الموازنة العامة لعام 2019 ، إلى 52 ترليون دينار في الموازنة العامة لعام 2020 ، في وقت تُعاني فيه الموازنة العامّة القادمة(إنْ تمّ إقرارها) من عجزٍ غير مسبوق ، قد يتجاوز الـ 50 ترليون دينار.
- مايزالُ الفاسدونَ "الحقيقيّونَ والكبار" يسرحون ويمرحونَ بما تمَ نهبهُ منّا .. وفي الهواءِ الطَلِق.
لم يمسسهُم أحد ، ولَمْ يقم بتَسْميتِهم عَلَناً أحد ، ولَمْ يُلحِق العار بهم أحد. وفي"المُناسبات" القليلة التي فعلنا فيها ذلك ، فإنّنا قمنا بتهريبهم إلى الخارج ، وذهبنا ببعضهم إلى المحاكم ، وأطلقنا سراحهم ، وعُدنا بهم خِفافاً نِظافاً ، من جديد ، إلى مصادر السلطة والثروة.
لقد حدثتْ أشياءُ كبيرةٌ وكثيرةٌ في العراق طيلة ستة عشر عاماً.
لقد حدث لنا كُلّ شيء.
ولكنّ هذا الذي حدث لنا ، وللعراق .. لَمْ يُفضِ بعدُ إلى شيء.
ومع ذلكَ ، ورغمِ ذلك .. سيحدُثُ شيء.
سيحدُثُ شيء.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تلقاءِ قلبي
- مطرُ الوحشةِ .. في الفراغِ الطَلِق
- المَلاك والتِنّين في إتّفاقاتِ العراقِ مع الصين
- أنا أُحِبُّكِ جدّاً.. وتوجِعُني روحي
- أتَعْرِفونَ متى .. يحدثُ هذا
- تاريخُ الأشياءِ اليابسةِ .. الآن
- كَمْ أحتاجُ إليك .. في هذهِ اللحظة
- كُلُّنا .. لسنا بخير
- في نهايةِ كُلّ عام
- ماذا كانَ العراقُ سيفعلُ بدون نفط .. في الأجَلِ القصير ؟
- توصيف المرحلة الإنتقاليّة في العراق الممنوعِ من الإنتقال
- تلكَ الأشياءُ الكافِرةُ.. تلكَ الأمكِنةُ الكافرة
- العُمدة والمُهَرِّج ومحنتنا الراهنة
- كُلّما ساءت الأمور .. أُحِبُّكِ أكثر
- طلَبَةٌ و حِراكٌ وأسئلةٌ كثيرة
- كثيرونَ يموتونَ قبلكَ أنتْ .. ويوجِعونَك
- جمعة أخرى -غير مباركة- .. عليكم جميعاً
- الدولةُ وأشباحَها وأطرافها الثالثة
- رُبّما سيحدثُ هذا في العام القادمِ 2020
- الإقتصاد المُقاوِم والإقتصاد المأزوم ، في موازنتنا والموازنة ...


المزيد.....




- أولًا بأول.. أبرز تطورات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران ...
- حصريًا لـCNN.. هل تتوقع انضمام أمريكا للقضاء على -النووي الإ ...
- إسرائيل.. حصيلة جديدة للقتلى بعد هجمات إيران ليل الأحد
- -صباح الخير يا تل أبيب-!.. الإعلام الإيراني يهلل لمشاهد الدم ...
- الولايات المتحدة ترسل عشرات طائرات نقل الوقود عبر المحيط الأ ...
- كتائب حزب الله في العراق تهدد أمريكا إذا تدخلت في المواجهة ب ...
- بسبب الضربات الإيرانية... ارتفاع قياسي في طلبات الدعم النفسي ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 12 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مقاطعت ...
- السفير الأمريكي في إسرائيل: أضرار طفيفة لحقت بمكتب السفارة ف ...
- هل تجاوز نتنياهو - عقيدة بيغن- في هجومه على إيران؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - سيحدثُ شيء .. سيحدثُ شيء