أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - أسئلة مصدرها صحراء ما بعد الايديولوجيا














المزيد.....

أسئلة مصدرها صحراء ما بعد الايديولوجيا


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت مقالات كثيرة في نقد واصلاح التعليم العالي في العراق منذ اكثر من اربع سنوات في حقبة لم يستطع ان ينبس ببنت شفة من يدعي اليوم انه ثائر بوجه الفساد. وتحملت اعباء اقلها الضغط النفسي والمعنوي في بلاد الغربة فضلا عن الاستجواب والتحقيق . ولم اتوان عن مواصلة مسيرة النقد والتقويم للسياسات التعليمية الخاطئة بعدما عدت الى العراق. لقد صمت الجميع - اساتذة وطلبة - باستثناء ثلة لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة. ولم يكتف بعضهم بالصمت بل راح يتخذ دور الواعظ والمرشد لي ناصحا بعدم الاستمرار بالكتابة وان الكتابة لن تجدي نفعا قائلا بلهجة عامية : (هي خربانة ). والاغرب من ذلك ان بعضهم ذهب في سبيل نشر ثقافة اليأس والاحباط بين الاساتذة والطلبة بوصفها نوعا من سياسة الاستسلام والخضوع للامرالواقع.
أما اليوم وفي ظل المظاهرات والاحداث الراهنة فقد تحول الموقف رأسا على عقب لدى كثير من الاساتذة والطلبة فاذا بالساكت الخانع يتحول الى صادح ثائر ومناضل مكافح مستغلا ومجيّرا دماء الشهداء الذين سقطوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة داعيا الى الاضراب والاعتصام ومنع الدوام . ولم يعلم ان فعله هذا انما هو شكل آخر من أشكال الفساد ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾. ان تعطيل المؤسسات التعليمية بحجة الاصلاح السياسي أمر سيكون مردوده وخيما على مستقبل ابنائنا في هذا العام وفي العام القادم. لان الجامعات ليست دكاكين نغلقها شهرا ونعيد فتحها لاحقا وليست معامل يضرب عمالها عن العمل شهرين او ثلاثة فيعودون اليها بعدما تتحقق مطالبهم . وهي ليست حقولا للمزارعين الذين يتركون الارض عاما أوعامين بسبب القحط فيعودون اليها في عام ممطر.
الجامعات ياسادة ياكرام ! تتحكم فيها سيرورة من الدوام في صراع مع الوقت دائما وهي عمل متواصل ومتراكم ، مقنن بتقويم سنوي اذا اصابه الخلل في عام ما سينتقل هذا الخلل الى السنوات اللاحقة. فكيف سنتعامل مع مفردات منهجية مجدولة و وحدات دراسية معددوة معتمدة وطنيا وعالميا ؟ هل سنختصرها ؟ هل سنلغي بعضها ؟ وماذا سنقول لطلبتنا في العام القادم عندما سيأتون للتسجيل في الجامعات ؟ سنقول : نحن آسفون لا مكان لكم بيننا بسبب ان طلبة العام الماضي أعادوا السنة الدراسية وان قاعاتنا الدراسية لا تكفي لاستيعابهم واياكم؟
وكيف يستطيع طلبة الجامعات في الوسط والجنوب الاوائل من منافسة اقرانهم في جامعات العراق الشمالية والغربية على مقاعد الدراسات العليا في الداخل والخارج؟ كم طالبا سيحرم من المنافسة ؟ وكم حامل شهادة عليا سيحرم من فرصة التعيين بعقود في الدراسات المسائية في هذا العام بسبب تعطيل الدوام في حين يتمتع اقرانهم بالجامعات الاخرى بكل حقوقهم ؟ كيف نعالج الخلل في المبالغ المستحصلة والمصروفة في الدراسات المسائية ؟ فمثلا : كل الطلاب في المرحلة الاولى قد دفعوا الاجور الدراسية كاملة وان عدم الدوام هذا العام لا يعني ان اجورهم الدراسية سيتم تدويرها الى العام القادم بعدما دخلت في صندوق التعليم المسائي وتم صرف محاضرات للاساتذة الذين يشرفون على طلبة المرحلة الرابعة حيث الطلبة مستمرون بالتواصل مع اساتذتهم في مادة البحث التي لا تتطلب حضورا مستمرا في قاعة الدرس.
وعلاوة على كل ذلك كله أود ان أسال الذين يدعون الى عدم الدوام : هل لديكم حل بديل يحول دون ضياع السنة الدراسية ؟ وما ذنب أغلبية الطلبة الذين يرغبون بالدوام؟ هل منع الاغلبية عن الدوام مبدأ ديمقراطي وحرية شخصية ؟ هل التجاوز عليهم وتهديدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعل ديمقراطي ومظهر من
مظاهر الدولة المدنية التي يدعو اليها المعتصمون؟ هل من المعقول ان يمنع 200 طالبا وطالبة زملاءهم عن الدوام والذين يتجاوز عددهم الـ عشرة آلاف طالب ؟ هل تسمح أنظمة الدول الديمقراطية بمثل تلك الاختلالات غير الطبيعية في سير العملية التعليمية والتربوية ؟
ان كل تلك الاسئلة بحاجة الى اجابات شافية ولو اني لا اتوقع ان اجد شيئا منطقيا في صحراء ما بعد الايديولوجيا*!
* العبارة مقتبسة من كتاب : سنة الاحلام الخطيرة ، فصل (مرحبا في صحراء ما بعد الايديولوجيا)، سلافوي جيجك



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساتذة الجامعة بين مطرقة الطلبة وسندان وزارة التعليم
- البحث عن الاصل: عوض ابا عن جد
- الامتحانات المركزية ودكتاتورية وزارة التعليم العالي
- السلفية اللغوية او دعشنة اللغة
- بنية التناقض من ابرز سمات الفكرالنحوي العربي
- الايديولوجيا تُسهم في تزوير معظم التراث وتزييفه
- النحو العربي : قواعد مصنوعة وكبار النحاة كانوا يلحنون
- خطاب ما بعد الأعراب : الحركة النسوية السعودية تقود ثورة الاص ...
- الاستشراق المقاوم : جيمس دكنز مثالا
- بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب
- بريطانيا تبحث عن زعيم حكيم ام عن امرأة حديدية؟
- الكتابة الجميلة – الكلام الجميل والايديولوجيا القاتلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ موجود نظريا عاطل وظيفيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب الجامعي: ما له ؟ وما عليه ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اجراءات فيما يتعلق بالمناهج الدر ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - أسئلة مصدرها صحراء ما بعد الايديولوجيا