خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 04:13
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
*******************
هل تصبح رواندا كاليفورنيا افريقيا ؟ ، وتتحول كيغالي الى واد سيليكون رواندا ؟ . وتصير عاصمة الذكاء الاصطناعي الافريقي ؟ . ها هي رواندا على خطى أمريكا ؟ فبعد اطلاقها أول قمر صناعي ، وبعد صناعتها لهاتف محلي ، رواندا تبني واد السليكون بعاصمتها كيغالي .
الارادة والعزيمة لا تتوقف عند احد . فحين تريد أن تكون لن يمنعك احد . فرغم تجربة الابادة الجماعية التي ذهب ضحيتها أكثر من 800 ألف من عرق التوتسي حسب تقديرات الأمم المتحدة ، على أيدي أغلبية الهوتو سنتي 1993-1994 بايعاز ودفع من المستعمر البلجيكي . ها هي رواندا تشحذ عزيمتها تحت قيادة بول كاغامي الذي يدير البلاد منذ انتخابات سنة 2000 . وقد عمل على تطوير البلد بشكل استثنائي ، وأخرجها من آثار حربها المدمرة ، الى ازدهار غير مسبوق في هذا البلد الافريقي العريق .
خرجت رواندا اذن من حرب داخلية طاحنة ، بعد خروجها من ذل الاستعمار الخارجي ، لتبني ذاتها بأيدي وعقول أبنائها ، والقطع النهائي مع تراث ومخلفات المستعمر وعلى رأسه تغيير اللغة من الفرنسية الى الانجليزية . وباتت اليوم من أعلى دول العالم من حيث تطور مستويات النمو الاقتصادي . اذ يتجاوز سقف 8% ، ما جعل دخل الفرد فيها يعرف قفزة كبيرة ويتضاعف ست مرات خلال 15 سنة فقط . وتطورت مهارة اليد العاملة من انتاج تقليدي يعتمد الرعي والزراعة الى انتاج قمر صناعي وهاتف ذكي . وهي بتدشينها لواد السليكون ستقفز مرة أخرى الى انتاج العقول المنتجة للعقل الصناعي ، مما سينعكس حتما على اقتصادها ومستوى عيش أبنائها . وستغدو قبلة العقول الافريقية .
تطور مذهل ومدهش .
هذا المشروع الواعد كلف غلافا ماليا ناهز ملياري دولار ، وسيمكن كيغالي من استقطاب المشاريع المهتمة بالتكنولوجيا ، وبالتكنولوجيا الحيوية ، وكل ما يرتبط بالتقنية الدقيقة . كما سيؤهلها لتصير قطب الصناعة الرقمية في افريقيا ، مع توفير أكثر من 50.000 فرصة عمل كل سنة حسب تصريح رئيس وزراء رواندا .
ومن خلال الانعاكاسات الايجابية التي صنعها واد السيليكون بكاليفورينا على مجموعة من المستويات ، وخاصة مع الصناعات الحديثة والمستقبلية . فان رواندا ستصبح كاليفوينا افريقيا ، وستشهد انطلاقة جديدة لم يشهدها أي بلد افريقي من قبل ، ما يؤهلها مستقبى للعب أدوار حساسة في افريقيا .
ويدخل هذا المشروع ضمن هدف برنامج التنمية " رؤية 2020 لرواندا " ، وأيضا داخل اطار الاستراتيجية الوطنية للتغيير -2017-2024 " . والهدف كما يقول رئيس الحكومة الروانيد هو " اقتصاد معرفة تنافسي على الصعيد الدولي " .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟