أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - لا عذر لنا ...الجبن هو المشكلة














المزيد.....

لا عذر لنا ...الجبن هو المشكلة


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


------------------------------
الرهان صعب ،وصعب جدا ، والعوائق كبرى ، وكبرى جدا . وخندق كبير يحيط بنا من كل جانب يغلي نارا وأهوالا . لكن الانسان من طبيعته ، بل متعته ان يقارع المستحيل ويهزم الأقدار .
المغرب بما يملكه من تزاوج وامتزاج بين مكونيين اساسيين ، لا يمكن ان يكون هذا مصيره البتة . وعار ، وأشدد على كلمة عار ، أن يحكمه مثل هؤلاء ، بل حتى ان يعبروا ولو خفيفا على تلك المناصب . فماذا لو كان بعض ، وبعض كثير من أبنائه من أنجب خلق الله . دعونا من خطط المخزن والمستعمر . فتلك خطاطات بالية وقديمة . نحن الآن امام جيل الحركة الخامسة للثورة الصناعية ، نحن امام علماء ومخترعين مغاربة لهم بصمتهم في الكون كله . نحن أمام أساتذة محترمين ، نبغاء في الأدب والسياسة والفكر والفن .
فكيف اذا انتبهنا الى عنصري المكان والزمان ؟ . ان مجرد الانتباه الى هذين العنصرين يمنحنا قوة ويرفد رهاناتنا نحو آفاق لا حدود لها . على بعد كيلمترات قربية تطل علينا أورويا بما تمثله من ثقل حضاري وتطور تاريخي ، تشربنا الكثير من قيمه وسماته الراقية . وعلى هذه الرقعة الجغرافية مرت الحضارة الاسلامية وأنارت اوروبا زهاء ثمانية قرون . وكانت حدود المغرب قبل قرون قليلة تمتد الى عمق افريقيا . وها نحن نتلقى شتى ابتكارات واختراعات العلوم ، وما يمنحه العقل البشري من جميع اصقاع المعمور من ابداعات واضافات نوعية تدفع الانسانية أماما وفي زمن قياسي عبر الثورة الرقمية .لا عذر لنا اذن .
فهل نستحق مثل هؤلاء الذين يحكومننا ؟ . هل فعلا هذا قدرنا ؟ أم هو ترتيب فوقي ، طبقي وعنصري ، تعود ممارساته البائدة الى عصر السيد/العبد ؟.
الشعب المغربي تكسرت عند شكيمته وعزيمته كثير من صلف وعنجهية قوى دولية عالمية . وعلى مر تاريخه الطويل لم يأنس للذلة والمسكنة . ولم يطأطئ رأسه للضباع والجياع . فكيف صار على ما هو عليه الآن . الى درجة ان بعضا ممن وجب ان يقدم له الاحترام والعرفان يسبه ويشتمه علنا ، سواء من قبة البرلمان او عبر لقاء سياسي عابر . وينعته بأقذع النعوت ، ثم لا يكون الا مكافاته أجزل المكافأة ، وترقيته الى أعلى المناصب . شيئ ما خطير يجوس فينا وحولنا . شيئ لا يمكن ان أسميه الا كما سماه "ألان وودي " المخرج الأمريكي الشهير ب "الجبن " . نعم في احدى مقابلاته الصحفية عزا ما حدث له ولأفلامه بالولايات المتحدة الأمريكية ، بكل بساطة الى "الجبن " . Le probleme c est de la lacheté.
لكن عذرا ألان وودي . ما صنعه أحرار الريف لم يكن جبنا ، كان قمة الشجاعة والاقدام . لا هو ليس جبنا هو خيانة . كما اسماها ادوارد سعيد . أو هو صناعة حيوانية رديئة كما اسماها محمد جسوس؛ الضبعنة ، او كما اسماها المهدي المنجرة خسة المروءة .
ولكن برغم كل هذه الأوصاف والنعوت ، فان شعبا يفوق تعداد سكانه أربعين ملوين نسمة لا يمكن ان يركن كله للولولة والحسرة والبكاء . هذا ما لا يقبله منطق ، ولايستصيغه عقل . ربما نخطئ توجهاتنا واهدافنا و صناديق رسائلنا ، ربما كنا مرضى أو صرعى أمراض نفسية فتاكة . نرجس لم يكن جميلا كما ظن ، لكن صناعه ورطوه بمرآته ، فأطال النظر . كما قال محمود درويش .
فلسفة الأوراسيا تنهض أساسا على فهم طبيعة الجغرافيا ، حدودها ، علاقاتها ، تمازجات ثقافة أبنائها ، وروسيا تغزو العالم اليوم من هذا المنطلق ، من منطلق الفهم الجيد لطبيعة الجغرافيا وتوظيف معطياتها الايجابية لصالح البلد صاحب الفكرة . وعلم الجغرافيا من هذا المنظور ، تنبه اليه كتاب عرب ، كما صنع جمال حمدان المصري ، حيث استقرأ جيدا عوامل الجغرافيا وارتباطاتها الايكولوجية ، وسمات حدودها وطبيعة تضاريسها ، مياهها ، بحارها انهارها ، رمال صحرائها جبالها .
لن أركز على الصيغة العروبية ، كما صنع جمال حمدان مع مصر الناصرية ، لأن ناصر في نظري لم يكن الا عميلا للغرب ، بعد اقتناعي بما ساقه محمد جلال كشك من حقائق ودلائل . كما أن المقاربة العرقية مقاربة فاشلة بكل المقاييس . والمغرب متعدد الأديان والأعراق والثقافات ، ولا يمكن النهوض به الا ضمن هذه البوثقة الهائلة من التنوع والاختلاف ، في اطار ائتلاف الاختلاف .
لابد اذن من الانتباه ونحن نروم نهضة المغرب الى المجال الجغرافي كما حدده فرناند بروديل . الأرض لا تشيخ ، الأرض لا تموت ، يموت الناس وتبقى الأرض . لكن الأرض لمن يحميها ، يزهرها ويبنيها ويحرثها . فهل انتبهنا الى هذه الوظائف الواجب قيامنا بها ؟ .
أرض المغرب أرض غنية ، ثرواتها وحدها قد تنقذ المغاربة جميعهم وتحسن من حياتهم وترفعهم الى أعلى اذا نحن وازينا بين ثرواتها وعلمنا ، فهمنا ، ارادة الوجود ، ارادة أن نكون لا كما نحن ، بل كما نرغب ونشتهي ، كما نخطط ونرسم . من هنا يمكن أن نبدأ بعيدا عما صنعه بنكيران والعثماني وأخنوش ومن وراءهم من عملاء الغرب المستعمر .
ان جهلنا بطبيعة جغرافيتنا ، يدفعنا الى جهل عامل الانتاج وعلاقات الانتاج . ويبقينا حبيسي منتوج العبد والسيد . دون ان نفتح أعيننا على النهب الكبير الذي يطال خيرات البلاد ، دون أن ننتبه الى السرقات الضخمة التي يقوم بها من يفترض فيهم حماية ثرواتنا وخدمتنا .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الوحيد الذي برماده احتفل
- قبيلة اسمها المغرب
- وداعا الى أن لا نلتقي
- جيفري فيلتمان واللعب على المكشوف
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية....12..
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية-10-
- موسم انتفاضة الشعوب
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية...10
- دراسة سوسيولوجية لأغنية -عاش الشعب-
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية....9
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية...8
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية....7
- أبي أحمد علي ، شخصية السلام العالمية . من هو ؟
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية....6
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية ...5
- ايران تنتصر مرة أخرى ، متى يتعلم العرب فن الانتصار ؟
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية...4
- مواطن مع وقف التنفيذ ....رواية -3-
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية -2-
- انسان مع وقف التنفيذ ..رواية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - لا عذر لنا ...الجبن هو المشكلة