خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 02:51
المحور:
الادب والفن
وداعا ، الى أن لانلتقي
******************
اني أعشق امرأة من ضباب ،
ماوراء الزجاج لا أرى شيئا ،
وقد تعلمت من وعود السراب ،
أن أمشي ، وأمشي وراء الغياب ،
شجرة التين كانت هنا ،
ونخل وكمثرى ودراق وأعناب ،
ولبلاب يتلوى علي كأني سرو ،
أو حرف لم يدون غيره في كتاب.
---
فنجان قهوتي لا يزال طريا ،
طعم البن مر ولا أحب السكر ،
بنظرة واحدة أيها الليل الطويل ، قد أسكر ،
وأعانق جحيمي بكل سرور ومحبة ،
وأنام مائة عام لأقنص حلما واحدا ،
حلم واحد يكفي راعي الكلام ،
لأن الذئاب تسرق أغنام المنام ،
وأعود كما كنت ،
لم أكن ولن اكون ،
لم اهن ولن أهون ،
واني كما شئت سليل القرون ،
تارة أظهر وتارة اختفي ،
تارة يكون عثوري علي هو متلفي ،
ولن اخشى شيئا ،
أي شيئ ،
فما لم أرده جاء ،
وما لم أطلبه توفر ،
وما خلته دواء ،
صار داء ،
ولن أبيع بنخب أجنبي شرفي.
----
نحن قوم لا يدعون البطولة ،
ولا يحتكرون الزمان والأرض والفصول ،
أمراء على ظلالنا ،
وان اختفت الظلال صاحبنا الخيولا ،
أقلامنا ، أحلامنا ، أوهامنا ،
حروفنا سقوف تستضيف الرسول ،
وأنا واحد من النحن ،
نوتة صغيرة من لحن ،
نتلو عبارت الشكر ،
على ما احتفظنا به من ذكريات الطفولة.
----
وداعا الى أن لا نلتقي ،
كسفينة خانها البحر ونجت من غرق ،
وداعا الى أن تتشققي ،
يا دروبا تفرعت من عرقي ،
وداعا الى أن تندلقي ،
قصيدة في شرايين شفقي ،
وداعا أيتها الأرض الطيبة ،
لي فيك أهل وخلان وحلم يناوشني في تمزقي ،
وطيف يداعبني حين أراك من بعيد ،
وأنا فيك .
يا لفداحة الغربة ، لن تصدقي
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟