أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - لأنّ السّياسة قدر...














المزيد.....

لأنّ السّياسة قدر...


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و سقطت النّهضة في أوّل امتحان في العهدة البرلمانية الجديدة...
فهنيئا لتونس أوّلا، و هنيئا للصّادقين في حبّها الذين ابتهجوا بانزياح الكابوس الأطول...و ما هذه إلاّ البداية، فافرحوا قليلا و احذروا أكثر، فللنّهضة التقيّة مخالب و أنياب خلفيّة!
أمّا من يُريد أن ينسب شرف إسقاط حكومة النّهضة لرئيس حزب ״ قلب تونس״ فيجعل منه الوطني الغيور و الفارس المغوار الذي ضحّى بمصالحه الخاصّة من أجل عيون هذا الوطن، فهذا هو عين الخَوَرْ.
صحيح أنّ هذا الشّعب اليتيم صار محتاجا أكثر من أيّ وقت مضى لأيّ قشّة يشتم منها رائحة الوطنيّة ليتعلّق بها، و لكن ليس لدرجة أن نجعل من المضاربين في سوق السّياسة أبطالا و قادة، و ننطلق فورا في التّهليل و التّطبيل لِ ״ سي نبيل״ الذي أسقط النّهضة و سينقذ تونس من دمارها!
فالسيّد ʺنبيل القرويʺ - و هذا ما يعرفه أعوانه قبل غيرهم- دخل للملعب السياسي فقط لحماية مصالحه التجارية بعد أن أصبحت السّياسة ملاذا للمستثمرين الخائفين المرتعشين، هي التي كانت في الأصل قدر الوطنيّين الصّادقين الذين يصنعون بحياتهم المجد لأوطانهم. و لذلك فانّ رئيس ״قلب تونس״ لا يمكن أن يكون قلبه على تونس أوّلا، كما يُحب عبثا أن يوهمنا هو و قناته التّرويجية لأعماله الخيرية إذ ليس من الهيّن – على فاقد الشيء – إقناعنا بأنّه يحمل همّ تونس بين جنبيه لِنُصدّق أنّه –في اللحظة الحاسمة- سينسى حساباته الخاصة و يندفع اندفاعا لإنقاذها!!! و لتنظروا لقسمات وجهه الباردة و لابتساماته الكثيرة الخاوية و لكل حركاته المتصابية لتفهموا أنّه رجل في الخمسين و يتصرّف بصبيانية طفل في العاشرة!
و قديما قيل:ʺ لِتعرفوا الرّجل، اسألوا عنه أهل بيته! ʺ و لأنّ ʺسي نبيلʺ شخصيّة عامّة فبإمكانكم أن تسألوا عنه المقرّبين و خاصة أعوانه السّابقين لتعرفوا كم عانوا من نرجسيته المتورّمة. و يكفي لتعرفوه أكثر أن تسألوا عمّا فعله بالمرحوم ʺ سفيان الشعري ʺ من مماطلة و عدم تسديد لمستحقّاته في آخر حياته و لورثته، من بعد مماته.
سيقول أنصاره الذين أوصلوه لنهائي الرّئاسيات في 2019 أنّه رجل أعمال ناجح و ذكي.
و سنقول : نعم ...و هذا واضح و جلي و لكنّه النجاح الذي يكون فقط بمقياس الرّبح أو الخسارة المالية و ليس بمقياس أخلاق المعاملات و السّمعة التّجارية، و يوم الجمعة 10جانفي 2020 و من داخل برلمان تونس أثبت لنا ʺسي نبيلʺ أنه فعلا تاجر ناجح يعرف كيف يحسبها جيّدا لفائدته، إذ قام باقتناص الفرصة و أسقط حكومة ʺالجمليʺ التي كانت فرضية سقوطها أقوى بكثير من احتمالية مرورها رغم أنّ السيّد ʺالحبيب الجمليʺ بدا و اثقا من نفسه و مقنعا في خطابه و لو كان الظّرف غير الظَّرف لمرّت حكومته بسلاسة و لصار مضربا في الكفاءة: و لكنّها ظروف جدّت و اجتمعت عليه ليلتها فأسقطته واجتمعت لِ ʺنبيل القرويʺ فصعد اسمه كالسّهم في بورصة تونس للأوراق السياسية فهنيئا لِ ʺسي نبيلʺ...و ليفرح بنجاحه إلى حين.
أمّا أن يستمرّ بعد ذلك اليوم، الحديث مجدّدا عن مُنقذ لتونس اسمه ʺنبيل القرويʺ، فليعلم أصحاب الحديث أن للوطنية رجال و نساء سيخرجون قريبا من رحم هذا المخاض الطّويل العسير لنعرف حينها من الذي يعمل لأجل تونس و من الذي يستعمل تونس لأَجْلِهِ.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكلّ براءة!
- و كيف تنسى أيّها الرّئيس الجديد؟!
- كفى رقصا على جثث المحرومين
- مكانك في القلوب
- يا معشر الحداثيّون...
- لِكُلٍّ النّهاية التي يستحق.
- السّاقطون في امتحان التاريخ
- سنختار المجاهد...سنختار الإنسان
- ارحل يوسف ...لِترجع
- النّاخب الأمين
- رحل ʺالباجيʺ أبانا...الذي أضحكنا و أبكانا
- لِأَكُونَ بِنْتُ أبِي.
- ♥♥♥لِأنَّكَ المَكِّي...لِأَنَّكَ أَنَتَ ال ...
- ***قُومِي ...أَيَا أَرْضَ المِيعَادِ***
- ** أنا و المعرّي أبو العلاء**
- شهوتك حارقة يا بُنَيْ
- المكّي لا يموت.. المكّي في الحانوت.
- علّقيه بحبلك
- فيه و ما أنا فيه
- آلهة الجواسيس


المزيد.....




- شاهد احتجاج سكان البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس في إيطاليا ...
- كيف حقق جهاز الموساد الإسرائيلي اختراقات في إيران منذ سنوات؟ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وماكرون بشأن الحرب الإسرائيلية الإيران ...
- إليكم أين تقف ترسانة إيران العسكرية مع استمرار الصراع مع إسر ...
- كندا والهند تتفقان على استئناف العلاقات الدبلوماسية
- -عمود شبحي- تحت سلطنة عُمان!.. ظاهرة جيولوجية نادرة
- نائب الرئيس الإيراني: الأوضاع في المنشآت النووية طبيعية رغم ...
- مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل -ألغازا لحزب الله- جنو ...
- -واشنطن بوست-: 10 أيام وتنفد الصواريخ لدى إسرائيل.. فماذا ست ...
- أغنية روسية في مقطع فيديو على حساب ماكرون الرسمي في تيك توك! ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - لأنّ السّياسة قدر...